في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.
هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.
مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الدراسات الفكرية والتاريخية والجمالية والسياسية والرواية والنسوية.
■ ■ ■
بترجمة أنجزها عبد الجليل ناظم، صدر مؤخراً من منشورات "توبقال" كتاب "عودة تاريخ الأدب" للباحث الفرنسي آلان فيان (1958). بدأ المؤلف مشواره البحثي في ثمانينيات القرن الماضي متخصصاً في أدب القرن التاسع عشر، قبل أن يجعل من التأريخ للأدب مادة أبحاثه الأساسية معتبراً هذا النوع من الكتابة أدباً موازياً يحتاج هو الآخر إلى دراسات نقدية واستخراج إشكالياته المنهجية وتحديد مراحله التاريخية تماماً مثل الأدب نفسه، كما درس فيان تاريخ الأدب ليس فقط عبر المؤلفات المخصصة له، بل من خلال المقالات الصحافية والروايات الشفوية.
عن "دار الجنوب"، صدرت رواية جديدة للكاتب والناقد التونسي الراحل حسين الواد (1948 - 2018) بعنوان "لا رهبة من الماضي" ضمن سلسلة "عيون المعاصرة". عُرف الواد أساساً كأحد من أدخلوا منهجيات التحليل الأدبي الحديثة في الثقافة العربية مثل نظرية المتلقي والبنيوية السردية والسيميولوجيا حيث طبّقها على نصوص تراثية مثل "رسالة الغفران" و"ديوان المتنبي". وفي المرحلة الأخيرة من حياته، كرّس الواد كتاباته للرواية ومن أبرز أعماله ضمنها: "سعادته.. السيد الوزير" (2011)، و"روائح المدينة" (2010)، و"الغربان" (2018).
"أسماء المراحل التاريخية: من عودة الملكية إلى سنوات الرصاص" عنوان كتاب جماعي صدر عن "غاليمار" بتحرير الباحث الفرنسي دومينيك خليفة. يرصد العمل التسميات التي جرى إطلاقها على مراحل تاريخية متنوعة في مجالات جغرافية مختلفة بحيث تصبح هذه الأسماء مثل صورة جامعة تختزل مرحلة في فكرة محدّدة، سياسية غالباً، كما يتساءل المشاركون عن دقّة هذه التسميات وأسباب استقرار المؤرخين على استعمالها دون غيرها. من الباحثين المشاركين: كرلوتا سوربا، وفيليب بوتري، وجان كلود كارون، وباسكال أوري، وجان بيار راي، وإيزابيل سومييه.
عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" صدر كتاب "الحركة النسائية المبكرة في سوريا العثمانية: تجربة الكاتبة هنا كسباني كوراني 1892-1896" للباحث والكاتب الفلسطيني السوري تيسير خلف. يتناول المؤلّف تجربة واحدة من أبرز الكاتبات والناشطات السوريات نهاية القرن التاسع عشر، والتي تساهم دراستها في تعميق الوعي ببواكير نشوء الحركة النسوية في المشرق العربي في لحظة استثنائية، والاتجاهات الفكرية والفلسفية التي أثّرت فيها. بوصفها تجربة تشكّل مادة غنية عن حالة نادرة من حالات التفاعل والمثاقفة بين الشرق والغرب.
صدر حديثاً عن منشورات "جامعة يال" كتاب "ما وراء الجماليات: الاستعمال، الإساءة، التنافر في تقاليد الفن الأفريقي" للكاتب المسرحي والشاعر والناشط السياسي النيجيري وول سوينكا. يضم الكتاب سلسلة من المقالات التي يحلل فيها الكاتب الحائز على نوبل، دوافع الاقتناء والسياسات الجمالية. الكتاب بمثابة نقاش لدور الهُوية والتقاليد والأصالة في صنع وجمع وعرض الفن الأفريقي اليوم، حيث يعيد سوينكا النظر إلى ما يثير الجدل في تاريخ اقتناء هذا الفن وإبرازه أو تهميشه، سواء كان لأسباب استعمارية أو دينية سعت بحسب المؤلف إلى قمع تقاليد أفريقيا الفنية.
صدر حديثاً عن دار "نقوش عربية" كتاب "الاستبداد في تونس المستقلّة (1956 - 2011)"، للكاتب والأكاديمي الأزهر الماجري، ويبحث إشكالية الإستبداد السياسي الذي عرفه التونسيون على امتداد أكثر من نصف قرن، والأسس التي بني عليها، وطرق توظيفها وأشكال استخداماتها. من خلال ثلاثة مسارات فردية لكل من علي الحرزي، ومحمد الصّالح فليس، وسمير سامي، حيث يمثل هؤلاء ثلاثة أجيال متعاقبة عاشت في العهد البورقيبي النّاهض، والعهد البورقيبي المتهاوي ثم العهد النوفمبري المستبد.
صدرت عن "دار الكرمة" رواية "لن نصنع الفُلك" لـ بلال علاء وهو العمل الروائي الأول للمؤلف، وقد سبقه إصداران: "زمن الوحوش الضارية: بحث في صراع الخطابات في مصر في سنوات الضباب والثورة والدم بين 2005 و2015"، و"في تشريح الهزيمة: حرب يونيو 1967 بعد خمسين عاماً". من الرواية نقرأ: "انزلقنا إلى الدوائر الخاطئة في الأوقات الصحيحة، ثم عدونا إلى الدوائر الصحيحة في الأوقات الضائعة، لم نكن يوماً إلا غرباء أو متأخرين، تعوزنا الحماسة، أو تنقصنا المعركة، تفوتنا لحظات الذروة، لخوف مرضي من الزيف، أو لنقص وراثي في المشهدية".
صدر حديثاً عن منشورات جامعة "كولومبيا" كتاب "عبد بين الإمبراطوريات: تاريخ عابر للإمبراطوريات لشمال أفريقيا"، لكاتبه محمد والدي، أستاذ التاريخ في جامعة برينستون، وفيه يروي الكاتب قصة "عبد" توفي في البندقية عام 1887، وكان يعرف باسم الجنرال حسين، وأعقب وفاته جدال حول ممتلكاته التي تضمنت عطايا من السلطان العثماني عبد الحميد الثاني ومن الحكومات التونسية والفرنسية والإيطالية. يضع الكاتب حسين في السياق الدولي للصراع بين القوات العثمانية والفرنسية من أجل السيطرة على البحر المتوسط وسط الهياج الاجتماعي والفكري الذي عبر الإمبراطوريات.
صدرت عن دار "المعارف الجديدة" في الرباط الطبعة الثانية من كتاب "الحداثة السياسية في المغرب: إشكالية وتجربة" للباحث محمد الرضواني، ويضم مقالات تناقش مواضيع تتعلق بالتحولات السياسية المغربية وتناقش التنمية السياسية بين غموض المعنى والخلفيات الإيديولوجية، التنافس السياسي والتنمية السياسية في المغرب، ممارسة الحكم وإشكالية التنمية السياسية، جدلية القانوني والسوسيو- ثقافي في تطوير الممارسة الحزبية، الأمن الديني، السياسة المدنية في المغرب، تشكيل الحكومة والمنهجية الديمقراطية والحسابات السياسية.