إصدارات.. نظرة أولى

28 اغسطس 2018
نيراين دينشو/ كندا
+ الخط -

في زاوية "إصدارات.. نظرة أولى" نقف على آخر ما تصدره أبرز دور النشر والجامعات ومراكز الدراسات في العالم العربي وبعض اللغات الأجنبية ضمن مجالات متعدّدة تتنوّع بين الفكر والأدب والتاريخ، ومنفتحة على جميع الأجناس، سواء الصادرة بالعربية أو المترجمة إليها.

هي تناولٌ أوّل لإصدارات نقترحها على القارئ العربي بعيداً عن دعاية الناشرين أو توجيهات النقّاد. قراءة أولى تمنح مفاتيح للعبور إلى النصوص.

مختارات هذا الأسبوع تتوزّع بين الفكر والفلسفة والسياسة والتكنولوجيا والفنون والتاريخ الاجتماعي والمسرح والرواية

■ ■ ■

في كتابه "ما بعد الدولة: السلطة ـ الفرد ـ فك الارتباط"، الصادر حديثاً عن "دار الحوار"، يتناول الباحث التونسي صالح الدريدي مفهوم الدولة من حيث هي مؤسّسة رمزية يُمكن دراستها مثل أشكال أخرى من التنظيم والتعبير الاجتماعي ابتدعها الإنسان في انفصاله عن الطبيعة؛ مثل الفن والدين والعلم. يطرح المؤلّف تساؤلات عمّا إذا كان من الممكن اليوم المحافظة على صيغة الدولة التقليدية، وهل هناك فارق جوهري بين أن تكون الدولة قومية ومنغلقة على حدودها وبين أن تكون منفتحة على قوميات أخرى داخلها، ومتجاوزة لفكرة الحدود الجغرافية.


عن منشورات "التكوين"، صدر مؤخّراً كتاب "بحوث غير مألوفة" للمفكّر البريطاني برتراند رسل، بترجمة سمير عبده. يحمل الكتاب عنواناً فرعياً هو "12 مغامرة في الحجة والنقاش"، وفيه يتناول المؤلّف مسائل متعدّدة من أبرز مشاغل القرن العشرين (صدر الكتاب في 1950 بعد فوز رسل بجائزة نوبل للآداب). من المحاور التي تطرّق إليها علاقة الفلسفة بالسياسة، ومستقبل الجنس البشري، وهي في عمومها مواضيع تُظهر قدرة مؤلّفها على الربط بين مجال اشتغاله الأبرز: علم المنطق، ومسائل الحياة اليومية والقضايا العامة للبشرية.


يعود الباحث العراقي صباح الدملوجي في كتابه "إمكانات وآفاق النانوتكنولوجيا، ومحاضرات علمية واجتماعية وتاريخية أخرى"، الصادر حديثاً عن "المؤسّسة العربية للدراسات والنشر"، إلى البدايات الحقيقية لظهور تقنية "النانو" عبر اختراع مجهر المسح النفقي ومجهر الطاقة الذرية والمجهر الإلكتروني في الثمانينيات، وهي تقنيات سهّلت دراسة المواد على مستوى الذرّات والتحكّم بها. ويستعرض المؤلّف الآفاق المأمولة من تطوّر هذه التكنولوجيا، حيث ستساهم في مكافحة الأمراض المستعصية، وتوفير المياه النظيفة، وتنظيم رحلات فضاء بأقلّ كلفة.


"الشريط المصوّر.. ذكاء مهدوم"، عنوان الكتاب الذي صدر مؤخّراً للباحث الفرنسي روبير باسكال، عن "مطبوعات إنسيب". تقوم أطروحة المؤلّف على اعتبار الشريط المصوَّر شكلاً فنياً وقع ضحية قطبين: الأدب والسينما. وفي حين أن الأدب يعرف اهتماماً نقدياً منذ قرون، وأن السينما فرضت الاهتمام بها باعتبارها آخر الفنون ظهوراً وبسبب نجاحاتها الجماهيرية، بقي الشريط المصوّر في دائرة مغلقة بين المصوّرين وكتّاب السيناريو ولم يستفد من تطويرات نظرية يقدّمها النقّاد والباحثون. يعتبر باسكال أن هذه الوضعية أوقفت تطوّر فن الشريط المصوّر في القرن 19.


عن "دار صفحات"، صدر حديثاً كتاب "قصاصات غير قابلة للطعن.. بين القضاة والسياسيين السوريّين 1918 ـ 1961" للباحث السوري أحمد وليد منصور، الذي يعود إلى وثائق وأرشيف القضاء والصحف ليعرض كيف تشكّلت المحاكم في سورية خلال الحقبة الممتدّة بين أواخر الحكم العثماني حتى عهد الجمهورية العربية المتّحدة. يسرد الباحث أيضاً قصة بناء القصر العدلي قرب سوق الحميدية في دمشق، ومن هم السياسيون السوريون، من رؤساء ووزراء، الذين مثلوا أمام محاكمه، ووُبّخوا من قضاته، والعلاقة بين أهل القضاء والحكومات المتعاقبة.


بترجمة أنجزها علي إبراهيم أشقر، صدر مؤخّراً عن منشورات "فواصل" كتاب "صفوة الأساطير" للشاعر الإسباني أليخاندور كاسونا (1903 - 1965). نُشر العمل أوّل مرة سنة 1932، وعنوانه الأصلي "باقة من الأساطير"، وهو يعبّر عن انشغال كاسونا بالأساطير القديمة ضمن مشروعه ككاتب مسرحي، حيث اشتغل على توظيف الأسطورة، خصوصاً الإغريقية منها. ينتمي كاسونا إلى ما يُعرف بـ"جيل 27" الذي أفرز حركية ثقافية في إسبانيا، ومن أشهر أعماله "ممنوع الانتحار في الربيع"، و"قارب بلا صيّاد"، و"سيّدة الفجر" و"الأشجار تموت واقفة".


في طبعة مشتركة بين منشورات "ضفاف" و"الأمان" و"الاختلاف"، صدر مؤخّراً كتاب "خطاب الهويات الحضارية.. من الصدام إلى التسامح" للباحث العراقي علي عبود المحمداوي. يُقدّم العمل دراسة مقارنة بين فكرة الهوية ومعالجاتها في الثقافتَين؛ العربية الإسلامية من جهة والغربية من جهة أخرى. يعود المؤلّف إلى مرتكزات النظريات المتداولة اليوم في تفسير الاختلافات الهوياتية، كما يحاول شرح الكيفية التي يجري فيها إنشاء أطروحات متباينة تراوح بين القول بالصدام بين الحضارات (صامويل هيتينغتون) والحديث عن حوار بينها (روجيه غارودي).


تتقصّى فيفيان أيغو في كتابها "الأشخاص الحقيقيون في (عوليس) جويس" الصادر حديثاً عن "منشورات جامعة دبلن"، سيرة عدد من الشخصيات الحقيقية التي تضمّنتها رواية "عوليس" للكاتب الإيرلندي جيمس جويس (1882 - 1941). كثير من القرّاء والدارسين لم ينتبهوا إلى أن بعض أبطال العمل ذائع الصيت، والذي تدور أحداثه خلال يوم واحد في العاصمة الإيرلندية ما بين الحربّين العالميّتَين، هم أناس من لحم ودم وليسوا متخيَّلين، حيث تتبّع المؤلّف تواريخ ميلادهم ووفاتهم والأمكنة التي عاشوا فيها والمهن التي اشتغلوا بها وأخذ الكثير من ملامحهم لبناء عمله.

المساهمون