إصابات جراء قمع الأمن تظاهرة رافضة لمحاكمة باسل الأعرج

12 مارس 2017
عناصر الأمن أطلقوا الرصاص الحي في الهواء (العربي الجديد)
+ الخط -




أصيب طفل فلسطيني بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، والعشرات بحالات الاختناق، مساء اليوم الأحد، عقب قمع الأجهزة الأمنية الفلسطينية لمسيرة غاضبة دعا إليها الحراك الشبابي في مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوبي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، رفضا لمحاكمة السلطة الفلسطينية للشهيد باسل الأعرج، في حين طالب محتجون تعرضوا لقمع مسيرتهم في رام الله بمحاكمة المسؤول.

وفي مخيم الدهيشة للاجئين، قالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن عناصر الأمن الفلسطيني أطلقوا الرصاص الحي في الهواء، والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، إضافة إلى قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، باتجاه الشبان الذين تجمهروا عند مدخل المخيم باتجاه مركز شرطة أرطاس، مرددين هتافات ضد السلطة الفلسطينية، والأجهزة الأمنية، والقادة السياسيين، وكل من يشارك في محاكمة الشهيد باسل الأعرج ورفاقه الذين اعتقلوا خلال الأشهر الماضية، على خلفية اتهام السلطات لهم بحيازة أسلحة من دون ترخيص، في الوقت الذي طالبوا بإسقاط قضيتهم من المحاكم٬ والتوقف عن مقاضاتهم.

وخرج الشبان أيضا للتعبير عن رفضهم اعتداء أجهزة الأمن الفلسطينية، على والد الشهيد الأعرج والمتظاهرين الفلسطينيين، في وقفتهم الاحتجاجية التي قاموا بها صباح اليوم في رام الله، ورفضوا بشكل قاطع الاعتداء على والد الشهيد الأعرج.

وأضافت المصادر ذاتها أن عناصر الأجهزة الأمنية أطلقوا الرصاص في الهواء، وقنابل الغاز المسيل للدموع، باتجاه المتظاهرين قبيل وصولهم إلى مركز الشرطة هناك، وقاموا بمطاردة الشبان في محاولة لاعتقالهم، ما أدى إلى اندلاع مواجهات عنيفة مع الشبان الذين رشقوا عناصر الشرطة بالحجارة.

إلى ذلك، دفعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية، بتعزيزات عسكرية كبيرة على مداخل المخيم، تم استهدافهم من قبل الشبان بالزجاجات الحارقة، والعبوات المتفجرة محلية الصنع المعروفة باسم "كوع"، بعد تعمدهم إطلاق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع باتجاه منازل الأهالي بداخل المخيم.

وفي رام الله، طالب المحتجون الذين تعرضوا لقمع مسيرتهم بصورة عنيفة، والاعتداء عليهم من قبل عناصر الأمن بمحاكمة المسؤول عن قرار قمع المسيرة وإقالته، وأعلنوا عن مسيرة يوم غد الاثنين، وسط رام الله احتجاجا على قمع الوقفة الاحتجاجية اليوم.

واجتمع عدد من المحتجين وفي مقدمتهم محمود الأعرج والد الشهيد باسل، والقيادي في الجهاد الإسلامي خضر عدنان، والناشط الحقوقي فريد الأطرش أمام مقر الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، وعقدوا مؤتمرا صحافيا، بحضور العشرات من الناشطين الذين تعرضوا للضرب والصحافيين الذين تم قمعهم وضربهم وتكسير كاميراتهم خلال محاولتهم تغطية الوقفة الاحتجاجية ضد محاكمة الشهيد الأعرج ورفاقه.

وقال حافظ عمر، وهو أحد النشطاء الشباب في بداية المؤتمر: "لقد تم قمع الحراك التضامني ضد محاكمة الأعرج ورفاقه بطريقة وحشية من قبل الأمن الفلسطيني، وكان هناك قرار مسبق بقمع المحتجين بالقوة".

وتابع:"لدينا موقف رافض لنهج السلطة الفلسطينية وسنواصله".

بدوره، استنكر محمود الأعرج ما تعرض له من ضرب واعتداء قائلا: "لقد حضرت الآن من المستشفى، وأعلنت إضرابي عن الطعام في حال لم يتم إطلاق سراح جميع المعتقلين في الوقفة الاحتجاجية".

وقال: "لقد ناديت بكرامة الشهيد، بأن لا يعتدوا على المتظاهرين، لكنهم للأسف اعتدوا علي وعلى المتظاهرين دون خجل"، مضيفاً "أستغرب من هذا الاعتداء الوحشي على الشباب والنساء، ورموز الشعب الفلسطيني الذين شاركوا معنا في الوقفة الاحتجاجية".


أما متظاهر آخر فأكد: "أن من اعتدى على المتظاهرين اليوم وضرب والد الشهيد، هو ذاته القائد الأمني الذي اعتدى على باسل ورفاقه بالضرب في مسيرة رام الله ضد زيارة موفاز عام 2012 ومسيرات تلتها في 2013 و2015".

وتابع مسائلا الأمن الفلسطيني وهو يحمل قنابل الغاز التي أطلقوها على المتظاهرين: "من أعطاكم قنابل الغاز هذه التي كان الاحتلال يطلقها علينا في الانتفاضة الأولى والثانية؟ وكيف تعتدون على أبناء شعبكم وأنتم على بعد أمتار من بيت الرئيس محمود عباس، وعلى بعد أمتار أيضا من مستعمرة "بيت إيل"؟".

بدوره اعتبر الناشط الحقوقي فريد الأطرش أن هذا اليوم هو يوم "أسود في تاريخ حقوق الإنسان الفلسطيني، حيث نفذت جريمة في رام الله ضد متظاهرين عُزل، ويجب ألا تمر هذه الانتهكات مرور الكرام".

وتُظهر لقطات فيديو قيام عناصر الأمن الفلسطيني بالاعتداء على الأطرش ووالد الشهيد الأعرج بالضرب بالهراوات والسحل على الأرض، حيث تسببت الهراوات بكسر في فخذ الأطرش على حد تشخيص الأطباء له، حسب قوله.

وطالب الأطرش بمحاسبة جميع المتورطين بالاعتداء على المحتجين والصحافيين، "حيث كان هناك قرار مسبق بالاعتداء عليهم بحجة إغلاق الشارع، وبعد دقيقة من التحذير باشرت قوى الأمن بضرب المتظاهرين والاعتداء عليهم بشكل عنيف".