إصابات بمواجهات بين الأمن والأهالي في سيدي بوزيد التونسية

23 يونيو 2017
حاولت الشرطة التدخل لفض المواجهات (فيسبوك)
+ الخط -
تطورت ليلة أمس المواجهات في بلدة بئر الحفي، من محافظة سيدي بوزيد، بين الأهالي وقوات الأمن، ما أسفر عن سقوط عدد من المصابين والجرحى.

وأحرق محتجون خلال موعد الإفطار سيارة تابعة لقوات الشرطة عبر قذفها بالزجاجات الحارقة على شاكلة كوكتيل قنبلة "المولوتوف".

وأسفرت عملية الاعتداء على الأمنيين عن إصابة 4 رجال شرطة، إصابات اثنين منهم بحالة خطيرة تم نقلهما إلى مستشفى الحروق البليغة بمحافظة بن عروس على مقربة من العاصمة.

وحاولت قوات الأمن الحيلولة دون اشتباكات بين الأهالي الغاضبين والراغبين في القصاص لابنهم الشاب الذي قضى نحبه في جريمة قتل على يد شاب من محافظة القصرين المجاورة.

ويرى مراقبون أن هذه المواجهات لم تعد حالات شاذة ومعزولة، بل أصبحت ظاهرة استفحلت أخيرا نتيجة تفشي خطابات ودعوات من شخصيات سياسية وحزبية تشجع على العنف والعصيان المدني، كما تخفي أيضا الصعوبات التي تعرفها السلطات في تأمين الجهات الداخلية وتراجع منسوب ثقة المواطنين في الدولة بتراجع دورها في هذه المناطق بالخصوص، بالإضافة إلى اهتزاز مفهوم الوحدة الوطنية أمام النعرات القبلية والجهوية.

وبالرغم من وجود تعزيزات أمنية كبيرة في المنطقة ومحاولات قوات الأمن تفريق المحتجين عبر استعمال الغاز المسيل للدموع بكثافة، إلا أن أهالي الضحية تمكنوا من حرق منازل تابعة لأهالي الجاني لإجبارهم على مغادرة الجهة.


ووصف النائب عن محافظة سيدي بوزيد أحمد الخصخوصي، الوضع بالخطير وبالخارج عن السيطرة، مشيرا إلى عدم توفر معطيات دقيقة حول المصابين والخسائر المادية.

ودعا في تصريح لـ"العربي الجديد"، العقلاء للتدخل للتهدئة، مؤكدا أن الخلاف سيتم حسمه بالقانون وفي إطار مؤسسات الدولة، مشيرا إلى أن رمضان شهر رحمة وتسامح، كما أن قدوم العيد مناسبة للتفكر في قيم التضامن والتكافل التي تجمع التونسيين.

وعبر النائب عن مخاوفه من استغلال المتطرفين والإرهابيين لانشغال الأمن بفض هذه النزاعات، وبالخصوص لانشغال الأهالي وعموم التونسيين بالاستعدادات للاحتفال بعيد الفطر المبارك ونتائج امتحان البكالوريا.


وشهدت المنطقة، مساء أمس الخميس، احتقاناً غير مسبوق ومشادات مع قوات الأمن إثر وفاة شاب من قرية "الحرشان"، من بلدة بئر الحفي، بطعنة سكين، فيما نقل قريبه المصاب إلى مستشفى الجهة، وأقدم أقارب القتيل على تنظيم وقفة احتجاجية أمام مقر الشرطة بالمنطقة، وطالبوا بالقبض على الجاني ورحيل عائلته عن البلدة والقصاص لابنهم، ولا سيما أن القتيل والجاني ينتميان إلى عرشين مختلفين (قبيلتين)، بينما توجه عدد آخر منهم للقيام بعملية حرق المنازل.

وكانت مدينة دوز، من محافظة قبلي (جنوب غرب البلاد)، قد عاشت خلال الشهر نفسه ومنذ أسابيع مواجهات مماثلة أسفرت عن مقتل شخصين وإصابة 26 آخرين، من بينهم 6 أمنيين، في تجدد المواجهات بين أهالي دوز والقلعة، بالرغم من جميع المجهودات التي بذلتها السلطات للحيلولة دون انزلاق المواجهات إلى أعمال عنف وقتل بين الطرفين.

وكان وزير الداخلية الهادي مجدوب، قد صرح لوكالة الأنباء الرسمية، أن "المؤسسة الأمنية ليست طرفا في هذه النزاعات، وهي تعمل على تهدئة الأوضاع وعلى تفعيل دور عقلاء الجهة لتحقيق التهدئة". 

وأشار إلى أن "الوضع الأمني في تونس مستقر"، وأن "الوحدات الأمنية في جاهزية كاملة ويقظة تامة، استعدادا للفترة الصيفية التي تتسم بالحساسية، والتي تتطلب تحضيرات لمجابهة التهديدات الإرهابية المحتملة، التي تتصاعد في شهر رمضان، فضلا عن الاستعدادات لفترة العطلة".