إشبيلية..أخصائي الكؤوس والضيف الدائم في نهائي الدوري الأوروبي

06 مايو 2016
اشبيلية يواصل كتابة التاريخ (العربي الجديد/غيتي)
+ الخط -
واصل الدوري الأوروبي إبهار المتابعين بمباريات رائعة وعروض مميزة، بعد أن استعاد ليفربول جزءا من أمجاده، ونجح في قلب تأخره بهدف في المدريغال إلى انتصار ثمين بالثلاثة في الأنفيلد، ليضرب موعدا مع النهائي أمام إشبيلية، المارد الأندلسي المتخصص في هذه البطولة، والفريق الذي يستمر في الحفاظ على بريقه القاري، بالوصول إلى المباراة الأخيرة للعام الثالث على التوالي.

مفارقة غريبة
لم يحقق إشبيلية أي فوز خارج أرضه هذا الموسم في بطولة الليغا، ليصل فقط إلى المركز السابع في سلم الترتيب، بعيدا عن سيلتا فيغو بفارق غير قليل من النقاط، ويعتبر حال النادي الأندلسي هذا العام غريبا بعض الشيء، لأنه يقدم عروضا هزيلة بعيدا عن مناطقه، مقابل أداء عظيم ونتائج مذهلة في المباريات التي تقام على ملعبه، رامون سانشيز بيزيخوان في الواجهة.

ووصل أوناي إيمري ورفاقه إلى الفوز بعيدا عن الديار في أربع مناسبات فقط خلال كافة المسابقات، ثلاث في الكأس، ومباراة يتيمة في الدوري الأوروبي أمام بلباو، مع صفر انتصار بالدوري، ورغم هذه النتائج الضعيفة في المجمل، إلا أنه وصل إلى نهائي بطولتين من ثلاث في النهاية، الكأس مع برشلونة، وأوروبا رفقة ليفربول.

يختلف أداء إشبيلية بشدة في مواجهات الذهاب والإياب، ويركز بشكل مضاعف في المباراة النهائية، حيث مجرد تسعين دقيقة، من الممكن توقع كل شيء فيها، لذلك حصل هذا المشروع على بطولات عديدة، داخل وخارج إسبانيا، نتيجة الرؤية المتكاملة من طرف الإدارة الرياضية والفنية، مونشي وأوناي على نفس الخط.

تكتيك ذكي
إشبيلية ثابت والبقية متغيرون، إنها القاعدة التي ينتهجها مونشي وإيمري منذ سنوات، فالفريق لا يجد أي مشكلة في رحيل أي نجم، لأنه قادر على تعويضه باستمرار بمجموعة أخرى، لا تقل أبدا بل تزيد في التنوع، لذلك يُكمل النادي مسيرته دون توقف، ويصل إلى نجاحات مشابهة في كل موسم.

انتقل باكا إلى ميلان، الهداف الكولومبي الكبير ابتعد عن الأندلس، لكن إشبيلية جلب يورينتي من يوفنتوس، ووضع كامل ثقته في البديل جاميرو، ليتحول الفرنسي إلى اللاعب الأساسي، الذي يجيد بشدة التمركز كمهاجم تسعة متحرك، يسجل الأهداف ويصنعها لنفسه، مع مرونة كبيرة في التعاون مع رفاقه.

وترك إيمري أيضا نجوما آخرين، لكنه أضاف ثنائيا رائعا، نزوني من ستوك وكرون ديلهي من سيلتا فيغو، ليضيف الجدد مرونة أكبر لمنطقة الوسط، وتزيد دقة الضبط أثناء المرتدات والتحولات، وهذا ما أفاد الفريق بشدة خلال مباريات خروج المغلوب، لأن إشبيلية بات أقوى في المرتدات، مما جعله يسجل بأريحية أمام الفرق التي تفكر في مهاجمته.

النجم بانيغا
مع قدوم نزونزي وتكوينه ثنائية محورية رفقة كوريشياك، لعب إيفر بانيغا إلى الأمام، ليصبح صانع لعب صريحا في المركز 10 بالملعب، خلف المهاجم جاميرو في الصندوق، وبين الجناحين كوكي وفيتولو، ليعيد الأرجنتيني اكتشاف نفسه في آخر عامين، ويصبح النجم الأهم في تكتيك المدرب إيمري.

حافظ بانيغا على امتداد راكيتيتش، الكرواتي الذي انتقل إلى برشلونة منذ عام، ونجح اللاعب اللاتيني في قيادة أوركسترا إشبيلية، وأصبح هو المتحكم الرئيسي في نسق المباريات، خصوصا في حالات الاستحواذ والسيطرة، لأنه يعرف أين يمرر وكيف يزيد أو ينقص من وتيرة الهجمة، إنه لاعب لا غنى عنه في المباريات الحاسمة.

تخصص الكؤوس
في آخر 11 عاما، وصل إشبيلية إلى 8 نهائيات، 5 الدوري الأوروبي و3 في الكوبا ديل ريه، ليؤكد هذا الفريق أنه أخصائي في بطولات الكؤوس، المحلية منها والقارية، لأن النادي الأندلسي لديه فلسفة واضحة، ومشروع لا يتغير أبدا، مهما تغير اللاعبون والمدربون، لذلك يحافظ دائما على مستواه الراقي.

يمتاز إشبيلية بالشخصية القوية، فريق لا يهاب العمالقة، ويستطيع تسجيل أهداف عديدة أمام أي دفاع، وبالتالي تكون مهمته أسهل في مباريات الذهاب والإياب، لأنه ينجح في التسجيل أمام المنافسين في ملعبهم، كذلك يلعب بروح عالية وقوة شحن جماهيرية بالأندلس، مما يجعله في وضعية أفضل خلال هذه النوعية من المواجهات.

عبر إيمري منافسين أقوياء، كبازل وبلباو وشاختار، ووصل إلى نهائي البطولة للمرة الثالثة على التوالي والخامسة في العشرينية الأخيرة، كأكثر فريق حقق هذا الإنجاز الضخم، لكن هذه المرة المنافسة ستكون صعبة، لأنها أمام ليفربول كلوب، الفائز حتما سيكتب تاريخا جديدا.


المساهمون