بعدما كان يرفع شعار الحملة الانتخابية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، "تحيا مصر"، ها هو الكاتب يوسف زيدان يصف مصر بـ"البلد المنكوب"، في بيانٍ أعلن فيه، عبر صفحته على فيسبوك، توقّفه "عن أي فعلٍ وتفاعل ثقافي في مصر والبلاد العربية"، إثر تعيين إسماعيل سراج الدين مستشاراً ثقافياً لرئاسة مجلس الوزراء، إلى جانب منصبه كمدير لمكتبة الإسكندرية، التي كان زيدان يشغل منصب مدير مركز المخطوطات فيها.
هكذا، تتداخل حلقات الصراع السياسي والثقافي في مصر، وتتشابك إلى الحد الذي تتكشّف فيه وجوه مؤيدي الثورة المضادة.
من جهتها، استنكرت "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" قرار رئيس الوزراء، إبراهيم محلب، بتعيين سراج الدين في منصبه الجديد، متسائلةً عن كيفية إغفال أنه متّهمٌ بقضايا تتعلّق بإهدار المال العام والكسب غير المشروع خلال عمله كمدير لمكتبة الإسكندرية؛ القضايا التي ما زالت مستمرة منذ عامين، وأُجّلت نحو 15 مرة.
واعتبرت "الشبكة العربية" أن قرار محلب يعدّ "إهداراً لقيم العدالة والشفافية وضرباً لسيادة القانون"، سيما وأن سراج الدين قد فصل الكاتب عمر حاذق، أحد من حركوا قضايا المخالفات ضدّه، بحجّة أن حاذق اخترق قانون التظاهر.
حاذق، الذي كان يعمل مراجعاً لغوياً في إدارة النشر في المكتبة، فُصل من عمله مرتين، الأولى إثر كشفه ملفات الفساد في المكتبة أعقاب ثورة 25 كانون الثاني/ يناير، بقرار من سراج الدين في تشرين الأول/ أكتوبر 2011. والثانية إثر حكم محكمة الإسكندرية في شباط/ فبراير الماضي بحبسه عامين وتغريمه 50 ألف جنيه بتهمة المشاركة في وقفة احتجاجية ضدّ قتلة خالد سعيد، عقب إصدار قانون التظاهر.
من جهة أخرى، أصدرت حركة "مكتبة الإسكندرية بدون فاسدين"، التي تصف سراج الدين بـ"خديوي المكتبة"، بياناً، جاء فيه: "الغريب والمثير أن الذي يقوم بنقل الأموال والممتلكات إلى معهد دراسات السلام في جنيف هو الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير مكتبة الإسكندرية، الذي تم أخيراً تعيينه نائب رئيس المجمع العلمي، الذي تم حرقه".
ويضيف البيان: "وسراج الدين الذي هو أمين الصندوق لحركة سوزان مبارك، لم يهتم بالمنصب الجديد، لأنه انشغل بأمور أخرى قد تكون، من وجهة نظره، أهم وأعمق من بعض الكتب المحروقة، وقام بمخاطبة بعض الوزارات السيادية يطلب فيها وقف أنشطة الحركة وإغلاق مكتبها في مصر وتحويل أصولها وأرصدتها المودعة في البنوك المصرية إلى معهد دراسات السلام في جنيف وعنوانها مكتبة الإسكندرية، بينما يقوم في الوقت ذاته بأعمال مدير معهد دراسات السلام".