إسلاموفوبيا ترافق انتشار كورونا في الهند

25 ابريل 2020
اتهمت الحكومة الهندية بنشر الإسلاموفوبيا (نوح سيلام/فرانس برس)
+ الخط -

تلقي الحكومة الهندية اللوم على اجتماع دعوي إسلامي بشأن زيادة الإصابات بفيروس كورونا، ما أدى إلى موجة من العنف ومقاطعة الأعمال، وخطاب كراهية تجاه المسلمين يحذّر الخبراء من أنه قد يؤدي إلى تفاقم انتشار الوباء في ثاني أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان.
وصمة العار التي يواجهها المسلمون في الهند، وهم أفقر وأقل قدرة على الحصول على الرعاية الصحية مقارنة بالمجموعات الأخرى، تجعل معركة العاملين الصحيين ضد الفيروس أصعب، بحسب مجموعة من خبراء محاربة الأوبئة.
والتقى نحو 8000 شخص في جماعة التبليغ لمدة ثلاثة أيام في مارس/ آذار في مقر الجماعة في منطقة نظام الدين المزدحمة في نيودلهي، قبل وقت قصير من حظر التجمعات الكبيرة.
وقال المتحدث باسم الجماعة، مجيب الرحمن، إن مقر الجماعة ظل مفتوحاً، وأتاح لاحقاً مأوى للأشخاص الذين تقطعت بهم السبل في حظر استمر 21 يوماً فرضه رئيس الوزراء ناريندرا مودي في 24 مارس/ آذار.
في اليوم الثاني من الإغلاق، اكتشفت مداهمة حكومية للمجمع أكبر مجموعة تفشي للفيروس في الهند. رفعت الشرطة قضية ضد بعض قادة الجماعة لانتهاكهم الحظر، وهي تهمة تنفيها الجماعة. وقال مسؤولون الثلاثاء، إنهم اعتقلوا 29 شخصاً، بينهم 16 أجنبياً شاركوا في الاجتماع الدعوي.
وسجلت الهند أكثر من 24500 إصابة مؤكدة بفيروس كورونا، رُبط 20 في المائة منها بالاجتماع الدعوي، فضلاً عن 775 وفاة، وقد لا يصل تفشي المرض إلى ذروته في البلاد حتى يونيو/ حزيران.



وزاد الصدع الطائفي على نطاق واسع بسبب الادعاءات ضد الجماعة في الهند، التي لا تزال متوترة بسبب أعمال شغب قاتلة بسبب قانون تجنيس جديد يستبعد المسلمين. ونُقل عن سياسيين في حزب رئيس الوزراء "بهاراتيا جاناتا" الهندوسي الحاكم تصريحات في التلفزيون وفي صحف تصف حادثة الجماعة بأنها "إرهاب كورونا".
وبدأت الأخبار الكاذبة التي تستهدف المسلمين بالانتشار، بما في ذلك مقاطع مصورة يُزعم أنها تظهر أعضاء من الجماعة يبصقون على السلطات. وثبت بسرعة أن المقاطع مزيفة، لكن بحلول الأول من إبريل/ نيسان، كان وسم "جهاد الكورونا" رائجاً على موقع "تويتر" في الهند.
وذكر لاف أغاروال، السكرتير المشترك لوزارة الصحة الهندية، مراراً وتكراراً الجماعة بالاسم في جلسات إفادة يومية. وفي الخامس من إبريل/ نيسان، قال إن عدد الإصابات بالفيروس قد تضاعف في 4 أيام فقط، وكان يمكن أن يكون أبطأ "لو لم تنشأ حالات إضافية بسبب اجتماع جماعة التبليغ".



في ذات اليوم، قُتل بائع دجاج مسلم، وانتشر الذعر واللوم والوصم في جميع أنحاء الهند، في أعقاب اتهام جيرانه له في قرية بانجاره، في ولاية هيماشال براديش الجبلية، بمحاولة إصابتهم بالفيروس، لأنه أوصل عضوين من جماعة التبليغ إلى قريتهم على دراجته النارية. 
فيما ألقى مفتش شرطة المنطقة باللوم على وصمة العار التي لحقته.

(أسوشييتد برس)

المساهمون