ونقلت مواقع إسرائيلية عدة، منها "تايمز أوف إسرائيل" و"معاريف"، اليوم الجمعة، عن القناة الإسرائيلية العاشرة، أن المسؤولين الإسرائيليين أوصلوا رسالة إلى الحكومة اللبنانية مفادها أن إسرائيل "ستتحرك" ضد ما تقول إنه مصانع أسلحة لـ"حزب الله" في مناطق لبنانية مختلفة، إذا لم تقم هي بذلك.
وبحسب تقرير دبلوماسي في تل أبيب، فإن سلطات الاحتلال حمّلت مستشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أورليان لا شوفالييه، رسالة للحكومة اللبنانية تطالبها فيها بالتحرك ضد "المصانع والمنشآت" التي تتهم "حزب الله" بتصنيع صواريخ فيها، مضيفة أنه إذا رفض لبنان الرسمي القيام بذلك، فإنها قد تضطر لاستخدام القوة العسكرية.
وبحسب القناة، فإن الرسالة حملها نائب مستشار الأمن القومي الإسرائيلي، إيتان بن دافيد، إلى لا شوفالييه، خلال الزيارة التي قام بها الأخير إلى فلسطين المحتلة، يوم الإثنين الماضي، وطلب منه أن يبلغها إلى رئيس الحكومة اللبنانية المكلف سعد الحريري. وقال بن دافيد إن "إسرائيل ستلتزم الصبر، لكن لن تسمح لبناء هذه المصانع أن يستمر".
وكان الجيش الإسرائيلي قد ادعى في شهر سبتمبر/أيلول الماضي، أن "عمليات سرية" له نجحت في إفشال مساعي "حزب الله" لتطوير صواريخ ذات قدرة إصابة دقيقة، وجاء ذلك بالتزامن مع إبراز رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في الكلمة التي ألقاها أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، خرائط ورسومات تدعي أن "حزب الله" دشن معامل لإنتاج الصواريخ في منطقة مطار بيروت، ما فسر حينها على أنه يندرج في إطار التمهيد لتأمين شرعية دولية لأي عمل عسكري إسرائيلي يستهدف البنى المدنية اللبنانية في الحرب المقبلة.
وبعد كلمة نتنياهو، استنفرت الدولة اللبنانية، برئاساتها ووزاراتها وجميع الأفرقاء السياسيين، للردّ على تصريحاته. ودعا وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال، جبران باسيل، إلى لقاء مع السفراء المعتمدين في لبنان، وأبلغهم بأن ادعاءات إسرائيل بوجود مخازن أسلحة بالقرب من مطار بيروت الدولي عارية من الصحة تماماً، مشيراً إلى أن "إسرائيل لا تحترم المنظمات الدولية، ولا تنفذ القرارات الأممية، وهي تسعى لتبرير عدوان جديد على لبنان".