إسرائيل تلمح بوضوح لمسؤوليتها عن الهجوم بمحيط مطار دمشق

27 ابريل 2017
إسرائيل تلجأ للتعتيم (سامر الدومي/ فرانس برس)
+ الخط -
قدمت إسرائيل تلميحات واضحة، اليوم الخميس، حول مسؤوليتها عن الهجمات التي استهدفت، قبيل فجر اليوم، منشأة عسكرية بالقرب من مطار دمشق الدولي، بعدما قال وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، إن شن الهجمات "يتماثل مع السياسة التي طبقناها والهادفة إلى إحباط كل محاولة لتهريب السلاح إلى حزب الله".



وفي مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم، قال كاتس، وهو عضو المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، إن إسرائيل ستواصل القيام بكل الخطوات الهادفة للحفاظ على مصالحها الأمنية.


وأضاف: "لقد أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السابق بأنه في كل مرة تحصل إسرائيل على معلومات استخباراتية حول النية لنقل سلاح متطور لحزب الله سنتدخل فوراً".


وقد أثارت تصريحات كاتس، الذي يحصل على أدق المعلومات الاستخباراتية ويطلع على كل المعلومات المتعلقة بالأنشطة الحربية السرية التي تقوم بها إسرائيل، بحكم منصبه كوزير للاستخبارات، حفيظة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، الذي خشي أن تفضي هذه التصريحات إلى إحراج الرئيس الروسي، فلادمير بوتين، بشكل قد يؤثر على مستوى التنسيق الروسي الإسرائيلي في سورية.


ونقل موقع "والا" الإخباري، قبل ظهر اليوم، عن مصدر في ديوان نتنياهو: "إن التصريحات التي أدلى بها كاتس لم يتم تنسيقها مع رئيس الوزراء وإن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن سيعقد، الأحد القادم، جلسة خاصة للتباحث حول الوضع في سورية"، دون أن يحدد ما إذا كان المجلس سيبحث أيضاً تعمد كاتس الإشارة إلى مسؤولية إسرائيل عن الهجمات.


وحول هدف الهجمات الإسرائيلية، ذكر موقع "والا" أن هذه الهجمات استهدفت عدة مخازن للسلاح، تقع جنوب غرب مطار دمشق، تابعة لـ"حزب الله" تقوم إيران بتخزين السلاح فيها بمجرد وصوله عبر المطار قبل أن تنقلها إلى لبنان. وزعم الموقع أن إيران تقوم عادة بإرسال السلاح لـ"حزب الله" عبر مطار دمشق في طائرات حربية وتجارية. واستدرك الموقع مشيراً إلى أن بعض السلاح الذي يخزن في هذه المخازن غير مخصص فقط لـ"حزب الله"، منوهاً إلى أن جزءاً كبيراً منه يستخدم لتسليح المليشيات الموالية لإيران التي تقاتل إلى جانب نظام بشار الأسد على امتداد سورية.


إلى ذلك، نقل موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت"، قبل ظهر اليوم، عن المدونة الاستخبارية "إنتلي تايمز" إن إيران شغلت في الأيام الماضية "جسراً جوياً تضمن استخدام طائرات مدنية من طراز بوينغ 747 إلى جانب استخدام طائرات شحن عسكرية تعود لسلاح الجو الإيراني.


وأشار الموقع إلى أن توقيت الهجوم جاء تماماً بعيد ساعات من وصول السفير الإيراني الجديد في دمشق جواد ترك أبادي، مدعياً أن أبادي الذي يعد من "الشخصيات الإيرانية المفتاحية المرتبطة بعمليات تهريب السلاح وصل مطار دمشق برفقة حمولات سلاح كبيرة".


ويشار إلى أن وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نقلت، قبل يومين عن جنرال من هيئة أركان الجيش الإسرائيلي قوله، إن الهجوم الإسرائيلي الأخير الذي نفذه سلاح الجو الإسرائيلي في سورية استهدف "منظومة تسليح متطورة كانت في طريقها إلى حزب الله".


ونقلت "معاريف" عن الجنرال الإسرائيلي، الذي لم يتم الكشف عن اسمه: "لقد دمرنا أكثر من 100 صاروخ متطور كانت في طريقها لحزب الله".


يشار إلى أن أول إقرار رسمي إسرائيلي بشن غارات في قلب سورية جاء قبل عام على لسان نتنياهو عندما أقر بأن "إسرائيل تعمل في سورية من أجل إحباط نقل السلاح لحزب الله". وقد اضطرت إسرائيل، قبل شهرين، للاعتراف بشن هجوم ضد منشأة حربية سورية بالقرب من حمص.


وتلتزم إسرائيل بسياسة "الضبابية الإعلامية" القائمة على تجنب الاعتراف الرسمي بشن الغارات، على الرغم من أن كل الشواهد الموضوعية تؤكد أنها المسؤولة عن هذه الغارات.