وفي تقرير أعده معلّق الشؤون الاستخبارية في صحيفة "جيروسلم بوست"، يوسي ميلمان، لفت إلى أن نتنياهو لعب دوراً كبيراً في إقناع ترامب بالموافقة على عقد اللقاء مع بوتين في هلسنكي، مبيناً أنه على الرغم من أنه لن يحضر القمة إلا أن "روحه ستفرض ذاتها على المشاركين فيها".
وأشارت الصحيفة إلى أن ما يزيد من اهتمام نتنياهو بالملف السوري حقيقة أن نظام الرئيس بشار الأسد يتجه للسيطرة على جميع مناطق الجنوب السوري، مبينةً أنّ إسرائيل تجاهر بأن مصلحتها تكمن في عودة جيش النظام للتمركز على طول الحدود بشرط عدم السماح للقوات الإيرانية وعناصر "حزب الله" بالحصول على موطئ قدم هناك.
ولفت ميلمان إلى أن نتنياهو معني بالحصول على إسناد روسي أميركي واضح لحق إسرائيل في إملاء خطوطها الحمراء في سورية، والتي تشمل: تأمين الحدود مع الجولان السوري والحق في الرد على أي اختراق لـ"السيادة الإسرائيلية" في الهضبة، سواء كان هذا الاختراق مقصودا أو كان بطريق الخطأ، وسواء نفذته قوات الأسد أو قوى المعارضة السورية المسلحة.
وتشمل إملاءات إسرائيل أيضاً: ضمان سلامة وأمن الدروز في جنوب سورية، وذلك لتهدئة مخاوف الدروز في إسرائيل الذين يخدمون في جيش الاحتلال والمؤسسات الأمنية الإسرائيلية الأخرى.
وتتضمن الإملاءات حق إسرائيل في القيام بعمليات عسكرية لمنع إيران و"حزب الله" من تدشين بنى تحتية عسكرية في المناطق الحدودية، فضلاً عن إحباط عمليات تهريب السلاح الإيراني إلى "حزب الله" داخل الأراضي السورية من خلال عمليات القصف التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تمكنت حتى الآن من ضمان تحقيق هذه الأهداف من خلال "تكتيك رقصة البهلوان" القائم على الجمع بين إبداء التصميم والحساسية والحذر.
واستدركت الصحيفة أنه على الرغم من أن إسرائيل وسعت من قائمة خطوطها الحمراء، عندما أضافت إلى القائمة قبل عام المطالبة بعدم السماح للقوات الإيرانية و"حزب الله" بالتمركز في أية منطقة من مناطق سورية، إلا أن هذا الطلب لا يبدو واقعياً.
ونقل ميلمان عن وزراء وجنرالات إسرائيليين قولهم له إن "مصلحة روسيا تتمثل في إضعاف وجود إيران وحزب الله في سورية"، مستدركا أن أحداً لا يعتقد أنه بالإمكان ضمان القضاء على كل مظاهر هذا الوجود.
وشددت على أن إسرائيل لم يكن بوسعها الحفاظ على خارطة مصالحها في سورية دون التنسيق الوثيق الذي تم بين هيئة أركان الجيش الإسرائيلي في تل أبيب وقيادة القوات الروسية في قاعدة "حميميم".
وأوضحت الصحيفة أن نتنياهو حصل خلال اجتماعاته المتعاقبة مع بوتين على "تفويض" يسمح لجيش الاحتلال بهامش حرية مطلق في سورية؛ إذ أعادت للأذهان حقيقة أن نتنياهو عقد 10 لقاءات مع بوتين في غضون ثلاث سنوات، مما جعله المسؤول الأجنبي الذي عقد أكبر عدد من اللقاءات مع الرئيس الروسي.
في سياق متصل، قال معلّق الشؤون العسكرية في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة، ألون بن دافيد، إن هناك مصلحة لإسرائيل في استقرار نظام بشار الأسد، مشيراً إلى أن مزايا بقاء هذا النظام تكمن في حقيقة أنه يعي تماماً ميل موازين القوى بشكل جارف لصالح تل أبيب؛ إلى جانب أن الروس الذين يديرون الأمور في سورية يبدون حرصاً على الإنصات لإسرائيل ويبدون حساسية لخارطة مصالحها.
وأشار بن دافيد في تحليل نشرته صحيفة "معاريف"، اليوم، إلى أن الأسد يعي أن سماحه للإيرانيين و"حزب الله" باستهداف إسرائيل انطلاقاً من الجولان السوري يعني تهديد سيطرته على المناطق الجنوبية.
وأوضح أن المستوطنين في هضبة الجولان وشمال إسرائيل مرتاحون لاستعادة الأسد السيطرة في هضبة الجولان وجنوب سورية على اعتبار أن هذا التطور سيحسن البيئة الأمنية وسيعزز قطاع السياحة في المنطقة.