وقال التقرير إن القرار اتخذ من قبل وزير الحرب الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، بعدما كان هذا الموضوع مطروحاً على جدول أبحاث وزارة الأمن والجيش الإسرائيلي لسنوات عديدة.
وبحسب التقرير، فإن المرحلة الأولى من المشروع تتحدث عن وحدة صاروخية قادرة على الوصول لغاية مدى 150 كيلومتراً مع القدرة على إصابة كل هدف وإبادته خلال خمس دقائق من إطلاق الصاروخ. أما المرحلة الثانية، فتقضي بالتزود بصواريخ قادرة على الوصول لكل نقطة داخل لبنان وفي العمق السوري، وذلك تمهيداً لسيناريو تضرر حرية الحركة والطيران التي يتمتع بها حالياً، سلاح الجو الإسرائيلي، بفعل التنسيق العسكري المشترك مع روسيا.
وكشف المراسل العسكري للصحيفة، أليكس فيشمان، أنه من المقرر أن ينتهي تأسيس هذه الوحدة كلياً حتى العام 2020، وفي حال تم ذلك، فإنه سيعكس تغييراً كبيراً في العقيدة القتالية للجيش الإسرائيلي، التي اعتمدت لغاية الآن على التفوق الجوي.
ووفقاً للتقرير، فإن رئيس أركان الجيش، غادي أيزنكوت، كان من المؤيدين للفكرة، فيما عارضه جنرالات من الأذرع الأخرى لا سيما سلاح الجو.
ويجري الحديث عن تشكيل وحدة صاروخية لصواريخ أرض أرض من طراز "أكسترا" التي تنتجها شركة الصناعات العسكرية الإسرائيلية وتبيعها للدول الأجنبية. كما سيتم بموجب القرار الجديد تزويد السفن الحربية بهذه الصواريخ، كما ستتم ملاءمة هذه الصواريخ للمقاتلات الجوية، مع السعي نحو التزود بصواريخ يصل مداها لغاية 300 كيلو متر.
ويستدل من التقرير أن التوجه نحو تطوير هذه الصواريخ طُرح لأول مرة قبل خمس سنوات بعدما بات ممكناً بفعل التطور التكنولوجي تحويل صواريخ "غبية" إلى صواريخ ذكية عبر تزويدها بأجهزة توجيه متطورة "جي بي إس" تزيد من قدرتها على إصابة الهدف بشكل دقيق.
ووفقاً للتقرير، فإن ما ساهم في ترجيح القرار بتشكيل هذه الوحدة، هو حقيقة التطور التكنولوجي في مجال اعتراض الطائرات والمقاتلات الجوية بصواريخ ومنظومات بات جزءٌ منها متوفراً لسورية، مع حاجة إسرائيل إلى "توزيع الحمل" في المواجهات العسكرية القادمة، وإلى وجوب توفر رد سريع للغاية، لا يحتاج إلى انتظار استدعاء قوات الاحتياط أو استنفار القوات النظامية، لأن هذه العمليات تستغرق ساعات طويلة في أحسن حال. إلى ذلك فإن حقيقة نشاط قوات أجنبية في سورية، وتحديداً القوات الروسية يلزم توفير رد عسكري لا يخاطر بوقوع اشتباك مع هذه القوات، وهو ما يمكن توفيره من خلال إطلاق الصواريخ الموجهة ودقيقة الإصابة، دون المخاطرة بالتورط في معركة مع القوات الأجنبية.
ويهدف استخدام هذه الوحدة الصاروخية والاعتماد عليها أيضاً إلى ضمان سرعة الرد الإسرائيلي، وفي حالة سيناريو لاختطاف جنود إسرائيليين مثلاً في لبنان، استخدام القوة الصاروخية لقصف وتدمير الجسور والطرقات لمنع منفذي عملية الاختطاف من الابتعاد والتوغل في العمق اللبناني.
ويمكن بحسب التقرير القول إن الهدف من هذه الوحدة أيضاً توفير الرد للتهديد الصاروخي الذي تمثله الترسانة الصاروخية المتوفرة لـ"حزب الله"، والتي تغطي العمق الإسرائيلي كله، من خلال توفير ردّ عسكري يمكن له خلال وقت قصير، أن يطاول كافة المقار ومفاصل القرار سواء في بيروت أم دمشق، وبالتالي تشكيل ميزان ردعٍ صاروخي.