ذكرت مصادر إسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن قرر، "بأي ثمن"، إحباط المشروع الاستراتيجي الذي تقوم إيران و"حزب الله" على تطويره، والهادف إلى تحسين قدرة صواريخ الحزب على الإصابة عبر تقنية "GPS".
وقال المعلق بن كاسبيت، في تقرير نشرته اليوم السبت النسخة العبرية لموقع "المونتور"، إن المجلس اعتبر مشروع تحسين قدرة الإصابة لصواريخ "حزب الله" "خطا أحمر"، وإن إحباط المشروع يقع على رأس الأولويات الإسرائيلية.
وزعم أن "طائرة نقل تابعة للحرس الثوري الإيراني تواصل تحركها من طهران إلى بيروت، محملة بالأسلحة والوسائل القتالية"، مشيرا إلى أن آخر رحلة للطائرات كانت أول من أمس الخميس، حيث حطت في مطار بيروت، منوها إلى أن الكثير من أجهزة الاستخبارات في الغرب وإسرائيل وضعت هذه الطائرة تحت المراقبة".
كما أشار إلى أن "إسرائيل تعي أن نجاح "حزب الله" في تحسين قدرة صواريخه على الإصابة تزيد من قدرته على التشويش على عمل سلاح الجو الإسرائيلي. ناهيك عن أن هذا التطور يحسّن من قدرة الحزب على تكبيد إسرائيل خسائر هائلة، من خلال المسّ بأهداف وبنى تحتية وتجمعات سكانية".
وحسب كاسبيت، فإن محافل التقدير الاستراتيجي في إسرائيل، ترى أن إيران تنطلق من افتراض مفاده بأن تل أبيب لن تجرؤ على المسّ بالطائرات الإيرانية عندما تحط في مطار بيروت، على اعتبار أن هذه الخطوة تمثل مسوغا لاندلاع مواجهة شاملة في الشمال.
ولفت إلى أن إسرائيل ترى في إرسال الطائرة الإيرانية، يوم الخميس، وهي تحمل تقنيات تضمن تحسين قدرة صواريخ "حزب الله" على الإصابة، رسالة تبعث بها طهران بأنها عازمة على إنجاز هذا المشروع، وأنه من المستحيل وقفه.
وحسب التقديرات الإسرائيلية، كما ينقلها كاسبيت، فإن إقدام إيران على نقل السلاح عبر طائرات تصل إلى بيروت مباشرة من طهران، لا يرجع فقط إلى تأثير مئات الغارات التي شنتها إسرائيل في عمق سورية بهدف إحباط نقل السلاح الإيراني إلى "حزب الله" انطلاقا من الأراضي السورية، بل أيضا بفعل الضغوط التي مارستها روسيا على طهران لوقف استخدام سورية كساحة لنقل السلاح.
وأضاف أن الرئيس الروسي فلادمير بوتين أوضح للإيرانيين أن موسكو لن تحتمل أية إجراءات تفضي إلى المسّ باستقرار سورية، مبيناً أن إسرائيل قلصت عدد غاراتها في سورية بسبب هذا التحول.
وأشار إلى أن الغارة التي شنتها مؤخرا إسرائيل في جنوب سورية ليست مرتبطة بعملية نقل السلاح الإيراني إلى هناك، مستدركا أن هذه الغارة تؤشر على بداية تصعيد قد يفضي إلى انفجار المنطقة.
وزعم أن إسرائيل لم تتدخل بعمل عسكري لإحباط مخطط أطراف معادية لتعزيز قدراتها العسكرية إلا في حال كانت هذه القدرات ذات طابع نووي، كما حدث في مهاجمة المفاعل النووي العراقي عام 1981 والمنشأة البحثية السورية عام 2007.
ورأى أن إسرائيل أمام أزمة خيارات حادة في كل ما يتعلق بالتوجه لإحباط جهود إيران لتزويد "حزب الله" بقدرات تحسّن من مستوى إصابة الصواريخ، على اعتبار أن التدخل العسكري يمكن أن يفضي إلى مواجهة شاملة.
وأضاف أن إسرائيل تخشى أن تفضي أية غارة تستهدف مطار بيروت إلى تفجّر موجة غضب عالمي ضدها، على اعتبار أنه سيكون من الصعب التدليل على أن الطائرات التي قُصفت تحمل بالفعل تقنيات عسكرية.
وأضاف أن إسرائيل يمكن أن تلجأ إلى قصف مخازن السلاح التابعة لـ"حزب الله" داخل لبنان، مستدركا أن تل أبيب تعي تداعيات هذا التطور الخطير.
وأشار إلى أنه في حال قرر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، القيام بعمل عسكري ضد إرسال السلاح إلى "حزب الله" داخل لبنان، فإنه سيكون أخطر القرارات التي اتخذها نتنياهو منذ عاد للحكم عام 2009.