إسرائيل تربط إعمار غزة بالهدوء ونزع السلاح

13 أكتوبر 2014
تهديد إسرائيلي بعرقلة إعادة إعمار غزة (محمود حمس/فرانس برس)
+ الخط -

في الوقت الذي يُنتظر أن يصل فيه الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إلى تل أبيب اليوم، الإثنين، حيث يلتقي برئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، استبق مسؤول سياسي وصول بان، وأعلن أن إسرائيل، التي لم تُدعَ إلى مؤتمر القاهرة لإعادة إعمار غزة، لم يكن لها ما تفعله هناك، معتبراً، في تصريح للإذاعة الإسرائيلية، أنه لم يكن مفروضاً أن تساهم إسرائيل في إعادة إعمار القطاع.

ونقل موقع الإذاعة الإسرائيلية عن المسؤول، الذي لم يذكر اسمه، أن إسرائيل حددت في ختام عدوان "الجرف الصامد" معادلة واضحة، وهي اشتراط تمكين إعادة الإعمار في القطاع بضمان الهدوء فيه، واشتراط الاتجاه نحو تطوير القطاع بنزع سلاح المقاومة.

وجاءت هذه التصريحات غداة مؤتمر الدول المانحة في القاهرة، أمس، والذي خصّص أكثر من 5 مليارات دولار لمشروع إعادة إعمار غزة.

ويُستدل من التصريحات الإسرائيلية الأخيرة، وعلى رأسها تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، أمس، أن إعادة إعمار القطاع لن تتم من دون مشاركة إسرائيلية، وما ذكرته مصادر أمنية إسرائيلية لموقع "والا" بأن استحقاق نشر قوات السلطة الفلسطينية في غزة مجدداً قد تكون له تداعيات على مستقبل مشروع إعادة الإعمار، لا سيما وأن تراجع عناصر حركة "حماس" إلى ما وراء الخطوط الأمامية مع إسرائيل، بفعل انتشار قوات السلطة الفلسطينية، قد يوفر للحركة فرصة لمواصلة نشاطها في إعادة بناء قوتها العسكرية مجدداً بعيداً عن الأنظار.

واعتبر المصدر المذكور أنه يكفي أن تحصل "حماس" على جزء يسير من مواد البناء المخصّصة لإعادة إعمار القطاع، حتى تتمكن من ترميم الأنفاق.

ولفت المصدر إلى احتمالات أن تقوم إسرائيل بعرقلة عمليات إعمار القطاع، في حال تبين لها أن المقاومة حصلت على جزء من مواد البناء، ومن الأموال التي ستُرصد لعمليات البناء.

في المقابل يواصل رئيس الحكومة الإسرائيلية التزام الصمت، ولم يصدر عنه أي تصريح أو تعليق على مجريات مؤتمر القاهرة، أمس، بما في ذلك تصريحات الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، والرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي دعا إسرائيل إلى قبول المبادرة المصرية كجواز سفر إسرائيل إلى العالم العربي.

وفي هذا السياق، أقرَ رئيس مجلس الأمن القومي السابق في إسرائيل، الجنرال غيورا أيلاند، أنه لا توجد في الواقع أية علاقة بين انهيار المفاوضات وبين عملية إعادة إعمار غزة، لافتاً إلى أن المفاوضات بين السلطة وإسرائيل كانت قد انهارت أصلاً قبل العدوان الأخير على غزة، وتحديداً في شهر مارس/آذار الماضي بعد تعثّر مساعي وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للتوصل إلى اتفاق إطار للمفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.

ورأى أيلاند، الذي يحمل معتقدات نتنياهو السياسية نفسها، أنه لا يتعين على رجال السياسة في إسرائيل المسارعة إلى تلقّف كل تصريح يربط بين إعادة إعمار غزة وبين المفاوضات السياسية، لأنه يتعين، حسب رأيه، الانتباه إلى أن المصالح الإسرائيلية في القطاع هي مصالح أمنية صرفة، وتتمثل أولاً بضمان الهدوء ومنع "حماس" من استعادة قوتها العسكرية.

واعتبر أيلاند أن على إسرائيل الموافقة على تطوير النشاط الاقتصادي في القطاع، وحتى القبول في المرحلة الثانية من إعادة إعمار القطاع بإقامة ميناء في غزة، ولكن بشرط وضع وضمان آلية وجهاز موثوق لجعل غزة منطقة منزوعة السلاح.

المساهمون