إسرائيل تتوقع "الأسوأ" بعد عملية القدس

09 أكتوبر 2016
إسرائيل تخشى أن تفضي العملية لموجة عمليات جديدة(فرانس برس)
+ الخط -

توقّعت محافل أمنية إسرائيلية أن تفضي العملية الفدائية في القدس المحتلة، والتي نفذها، صباح اليوم الأحد، مصباح أبو صبيح، وأسفرت عن مقتل مستوطنين، أحدهما عنصر في وحدة مختارة، وجرح ستة آخرين؛ إلى موجة جديدة من عمليات المقاومة.

وقد تعرضت الأجهزة الأمنية، لا سيما الشرطة وجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، لموجة من الانتقادات بسبب فشلها في إحباط العملية، نظراً لأن التقديرات التي قدّمها هذان الجهازان لحكومة بنيامين نتنياهو، قبل شهر، توقّعت محاولة الفلسطينيين تنفيذ عمليات عشية فترة الأعياد اليهودية التي حلت مؤخراً.

إضافة إلى ذلك، فإنّ ما اعتبرته النخب اليمينية مسوّغاً لمهاجمة حكومة نتنياهو والأجهزة الأمنية؛ هي حقيقةُ أن منفّذ العملية يعتبر صاحب "سجل" في مواجهة الشرطة، والتصدي للمستوطنين في المسجد الأقصى ومحيطه وداخل بلدة سلوان التي يقطنها، فضلاً عن أنه قد أدين بـ"التحريض" مؤخراً، وحكم عليه بالسجن لمرة 4 أشهر.


من ناحيتها، قررت حكومة نتنياهو عقد جلسة طارئة للمجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن "الكابينيت" لبحث رد الفعل على العملية. وقد نقلت الإذاعة العبرية، بعد ظهر اليوم، عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن "هامش المناورة المتاح أمام إسرائيل في مواجهة هذا النوع من العمليات "محدود للغاية"، إذ سبق لإسرائيل أن أقرّت ونفذت قائمة طويلة من العقوبات التي كان يفترض أن تفضي إلى تقليص الدافعية لتنفيذ هذه العمليات.

وأشار المصدر إلى أنه "يكاد يكون من المستحيل وقف العمليات ذات الطابع الفردي، على اعتبار أنه يصعب على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية الحصول على معلومات مسبقة حول نوايا شخص قرر التصرف بمفرده".


وحسب المصدر، فإنّ منفذ العملية لا يخضع لمعايير "البروفايل" الذي يميز منفذي العمليات، حيث إنه متقدم في العمر نسبياً (40 عاماً)، إلى جانب أنه متزوج ولديه عائلة وأولاد. لكن ذلك لم يمنع وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، جلعاد أردان، من أن يحمّل المسؤولية عن العملية لموقع "فيسبوك"، إذ كتب أردان على حسابه في "تويتر" أن هذه العملية جاءت "نتيجةً لقرار الموقع إعادة صفحات فلسطينية، سبق أن تم حظرها، للعمل"، مع العلم أن الموقع ما زال يحظر عشرات الصفحات الفلسطينية الأكثر رواجاً.

وقد توقعت محافل أمنية إسرائيلية أن تكون عملية اليوم مقدّمة لموجة أكثر خطراً من العمليات، إذ نقل معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "هآرتس"، عاموس هارئيل، عن محافل أمنية إسرائيلية قولها إن تنفيذ عملية إطلاق النار، تنذر بانفجار موجة جديدة من العمليات تكون "أكثر قسوة ومن الصعب التصدي لها وإحباطها".

وفي تعليقٍ نشره موقع الصحيفة مساء اليوم، أشار هارئيل إلى أن ما يضفي صدقية على مخاوف المؤسسة الأمنية من تفجر موجة جديدة من العمليات، هي حقيقة أنّ منفذ عملية اليوم يحظى بمكانة كبيرة في قلوب المقدسيين، بوصفه "أحد قادة المرابطين" في المسجد الأقصى"، مما يرجّح أن فلسطينيين آخرين، سيحرصون على أن يحذوا حذوه".

وعزا هارئيل تراجع قدرة إسرائيل على إحباط العمليات الفردية إلى تراجع مكانة السلطة الفلسطينية، وتراخي قبضة أجهزتها الأمنية. وبحسب هارئيل، فقد أسهم "اهتزاز مكانة السلطة الفلسطينية في تقلص عوائد التعاون الأمني مع أجهزتها الأمنية، مما وفّر، بحد ذاته، بيئة خصبة تسمح بتنفيذ مثل هذه العمليات".

كذلك لفت إلى تحذيرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من أن تمكّن الشباب الفلسطيني، والذي يخطط لتنفيذ عمليات، من الحصول على أسلحة نارية؛ يزيد من دافعيتهم لتنفيذ هذه العمليات، علاوة على أن هذا التطور يجعل كلفتها البشرية باهظة.

وشدد المعلّق الإسرائيلي على أن "مصدر القلق الرئيس، بالنسبة لإسرائيل يتمثل في الفلسطينيين الذين يعيشون في القدس، على اعتبار أنهم يحملون الهوية الإسرائيلية، وبإمكانهم التحرك في أي مكان، مما يزيد هامش المناورة أمام كل من يخطط لتنفيذ عمليات فردية منهم".

وأشار إلى أنه على الرغم من أن أبو صبيح "معروف بانتمائه لحركة حماس؛ إلا أنه تصرف بمفرده، على اعتبار أن إحباط العمليات التي تخطط لها التنظيمات يكون أسهل". وزعم أنّه لا خلاف على أن "العامل الديني" في عملية اليوم كان كبيراً، ليس فقط بسبب هوية منفذ العملية؛ بل أيضاً بسبب السياق الذي وقعت فيه، مدّعياً أن ما حفز أبو صبيح على تنفيذها هو اقتحام المستوطنين المسجد الأقصى، والاحتكاكات بين الفلسطينيين والمستوطنين في بلدة "سلوان" التي يقطنها.