06 فبراير 2018
إدلب محاكاة لحلب
يمان دابقي (سورية)
مفارقةً غربية تحدث اليوم من مشاهد الإبادة التي ينفذها العدوان الروسي، ومن ورائه النظام وإيران، في بوابتي حماه وإدلب، بمشهد يعيد الكرة عما حدث في مدينة حلب الشرقية أواخر العام 2016، فبعد الصمود الأسطوري آنذاك لأربع سنوات مضت، تصدرت صور المجازر العلنية لكل دول العالم، عقبها انهيار دراماتيكي للخطوط الدفاعية الأولى للمعارضة، وتقدمت مليشات حزب الله وإيران والنظام، لتحكم قبضتها على كامل المدينة، وسلمت الفصائل السلاح الثقيل وتركت مستودعات مليئة بالذخائر والمواد الإغاثية، لتتم بعدها أكبر عملية تهجير، شهد عليها من بقي حياً من أبناء المدينة الصابرة، وخرجوا إلى خلف أسوار المدينة، حاملين خيبات الأمل ووعود النصر الذي لم يكتمل، حيث كان عنوان القصة أن المدينة شهدت اتفاقاً دولياً بين الدول الكبرى المتحكمة بملف سورية، ورست الأمور للرؤية الروسية بنصر عسكري على حساب دماء آلاف الأبرياء.
بشكل عفوي، تُبث الروح في صور المدينة أمام ما يجري اليوم في ريفي إدلب الجنوبي وريف حماه الشمالي، فبعد الهدوء ما قبل العاصفة المرافق لزخم الحراك الدبلوماسي بجولات أخيرة من أستانة وجنيف، حدث زلزال مفاجئ على الجغرافية السورية. وخلال 22 يوما، تقدمت مليشيات النظام المدعومة بالطيران الروسي، متبعين السياسة نفسها في حلب، من تجريب أسلحة جديدة روسية، وأخرى محرّمة دولياً ليصل النظام، أخيراً، لمشارف مطار أبو ظهور الاستراتيجي، بعد أن سيطر على كامل القرى في شرق سكة الحجاز وهجر آلافا مؤلفة من البشر. ولأن الرسائل الدولية دائماً تكتب بأرواح الأبرياء بدت الروايات وتساؤلات عديدة تظهر من كامل أطياف الشعب السوري، وبلغ الاستياء عنان السماء، عقب انهيار الخطوط الدفاعية للمعارضة والفصائل، فيما ارتفعت إشارات الاستفهام أمام جبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وبدأت لهجات التخوين تنهال عليهم من كل صوب، ولم يتقاعس بعض القادة من توجيه اتهامات مباشرة لتحرير الشام، عن إفراغ الطريق أمام تقدم النظام من دون أي مواجهة تذكر، بدافع التراجع إلى المنطقة الأهم إلى ما بعد سنجار، ولأن الرسائل قد وصلت إلى جبهة النصرة، على عجل تم عقد اجتماع طارئ برئاسة أميرهم محمد الجولاني، نتج عن الاجتماع تعهد من حضر بإعداد خطط استراتيجية لمنع تقدم النظام والتوعد بنصب كمائن ومفاجآت ستقلب السحر على الساحر في إدلب وحماه.
من هذا المنحى قد تنجح النصرة بامتصاص غضب الشارع وحاضنتها الشعبية في إدلب، لكن هذا لا يمنع عنها أنها بالآونة الأخيرة أفرجت من سجونها عن القادة الشرعيين التابعين بشكل مباشر لتنظيم القاعدة وهو ما أعاد رواج عودة تنظيم الدولة إلى شمال سورية.
بالعودة إلى الروايات التي ظهرت، تناولت أوساط كثيرة عن تنفيذ اتفاق آستانة 7 بالحديد والنار بتقسيم مدينة إدلب إلى ثلاث قطاعات الأولى.. منطقة أ شرق سكة الحجاز ستكون تحت سيطرة الروسي وبغرب السكة منطقة ب منزوعة السلاح تحت الوصاية التركية، والمنطقة ج هي الأخيرة، تشمل محافظة إدلب المدينة، وهي المنطقة التي يجوبها الغموض حتى اليوم، كون المنطقة تحت سيطرة النصرة الواضعة يدها على كامل مفاصل المدينة الهيئات المدينة والسياسية والمجالس المحلية، ومنه يتم طرح سؤال: هل ستكون هذه المنطقة آمنة؟ هل سترضى الدول التي أعلنت محاربة تحرير الشام أن تبقي جبهة النصرة في إدلب في مقابل تعهد الأخيرة بعدم عرقلة كامل بنود الاتفاق في شرق سكة الحجاز وغربها، أم أن خديعة يتم ترتبيها بالاتفاق بين الدول الضامنة؟
بدا الضامن التركي واضحاً بغض طرفه عما يجري في إدلب، ما يُعيد الكرة إلى سيناريو حلب، فكان ثمن حلب إطلاق يد تركيا في شمال سورية والسيطرة على مثلث الأمان (اعزاز، جرابلس، الباب) عبر فصائل درع الفرات، وهي اليوم تتأهب أيضاً لإطلاق عملية عفرين منبج، فقد وصلت عدد القوات إلى 15 ألف، وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل أيام، أن عملية درع الفرات ستتواصل في عفرين ومنبج، بغرض وضع نهاية أخيرة لقوات سورية الديمقراطية (قسد) من مد نفوذها إلى البحر المتوسط، بيد أن هذا المؤشر الخطير سيُزيد من توتر العلاقة بين تركيا وواشنطن.
إزاء هذه العلاقة المعقدة، غير واضح بعد كيف ستؤول الأمور بين تركيا وواشنطن، سواء في عملية عفرين أو في محافظة إدلب. على صعيد آخر، لا وجود لمؤشرات إيجابية يمكن أن تستند عليها الفصائل، على الأقل تمنع النظام من الوصول إلى مطار أبو الظهور وحماية المدنيين من وابل حمم الجحيم التي شهدناها سابقاً في حلب، فهل سيشهد الشعب السوري مزيدا من النكسات وخيبات الأمل، لا سيما بعد وضوح محاكاة حلب جارتها إدلب؟
بشكل عفوي، تُبث الروح في صور المدينة أمام ما يجري اليوم في ريفي إدلب الجنوبي وريف حماه الشمالي، فبعد الهدوء ما قبل العاصفة المرافق لزخم الحراك الدبلوماسي بجولات أخيرة من أستانة وجنيف، حدث زلزال مفاجئ على الجغرافية السورية. وخلال 22 يوما، تقدمت مليشيات النظام المدعومة بالطيران الروسي، متبعين السياسة نفسها في حلب، من تجريب أسلحة جديدة روسية، وأخرى محرّمة دولياً ليصل النظام، أخيراً، لمشارف مطار أبو ظهور الاستراتيجي، بعد أن سيطر على كامل القرى في شرق سكة الحجاز وهجر آلافا مؤلفة من البشر. ولأن الرسائل الدولية دائماً تكتب بأرواح الأبرياء بدت الروايات وتساؤلات عديدة تظهر من كامل أطياف الشعب السوري، وبلغ الاستياء عنان السماء، عقب انهيار الخطوط الدفاعية للمعارضة والفصائل، فيما ارتفعت إشارات الاستفهام أمام جبهة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، وبدأت لهجات التخوين تنهال عليهم من كل صوب، ولم يتقاعس بعض القادة من توجيه اتهامات مباشرة لتحرير الشام، عن إفراغ الطريق أمام تقدم النظام من دون أي مواجهة تذكر، بدافع التراجع إلى المنطقة الأهم إلى ما بعد سنجار، ولأن الرسائل قد وصلت إلى جبهة النصرة، على عجل تم عقد اجتماع طارئ برئاسة أميرهم محمد الجولاني، نتج عن الاجتماع تعهد من حضر بإعداد خطط استراتيجية لمنع تقدم النظام والتوعد بنصب كمائن ومفاجآت ستقلب السحر على الساحر في إدلب وحماه.
من هذا المنحى قد تنجح النصرة بامتصاص غضب الشارع وحاضنتها الشعبية في إدلب، لكن هذا لا يمنع عنها أنها بالآونة الأخيرة أفرجت من سجونها عن القادة الشرعيين التابعين بشكل مباشر لتنظيم القاعدة وهو ما أعاد رواج عودة تنظيم الدولة إلى شمال سورية.
بالعودة إلى الروايات التي ظهرت، تناولت أوساط كثيرة عن تنفيذ اتفاق آستانة 7 بالحديد والنار بتقسيم مدينة إدلب إلى ثلاث قطاعات الأولى.. منطقة أ شرق سكة الحجاز ستكون تحت سيطرة الروسي وبغرب السكة منطقة ب منزوعة السلاح تحت الوصاية التركية، والمنطقة ج هي الأخيرة، تشمل محافظة إدلب المدينة، وهي المنطقة التي يجوبها الغموض حتى اليوم، كون المنطقة تحت سيطرة النصرة الواضعة يدها على كامل مفاصل المدينة الهيئات المدينة والسياسية والمجالس المحلية، ومنه يتم طرح سؤال: هل ستكون هذه المنطقة آمنة؟ هل سترضى الدول التي أعلنت محاربة تحرير الشام أن تبقي جبهة النصرة في إدلب في مقابل تعهد الأخيرة بعدم عرقلة كامل بنود الاتفاق في شرق سكة الحجاز وغربها، أم أن خديعة يتم ترتبيها بالاتفاق بين الدول الضامنة؟
بدا الضامن التركي واضحاً بغض طرفه عما يجري في إدلب، ما يُعيد الكرة إلى سيناريو حلب، فكان ثمن حلب إطلاق يد تركيا في شمال سورية والسيطرة على مثلث الأمان (اعزاز، جرابلس، الباب) عبر فصائل درع الفرات، وهي اليوم تتأهب أيضاً لإطلاق عملية عفرين منبج، فقد وصلت عدد القوات إلى 15 ألف، وأعلن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، قبل أيام، أن عملية درع الفرات ستتواصل في عفرين ومنبج، بغرض وضع نهاية أخيرة لقوات سورية الديمقراطية (قسد) من مد نفوذها إلى البحر المتوسط، بيد أن هذا المؤشر الخطير سيُزيد من توتر العلاقة بين تركيا وواشنطن.
إزاء هذه العلاقة المعقدة، غير واضح بعد كيف ستؤول الأمور بين تركيا وواشنطن، سواء في عملية عفرين أو في محافظة إدلب. على صعيد آخر، لا وجود لمؤشرات إيجابية يمكن أن تستند عليها الفصائل، على الأقل تمنع النظام من الوصول إلى مطار أبو الظهور وحماية المدنيين من وابل حمم الجحيم التي شهدناها سابقاً في حلب، فهل سيشهد الشعب السوري مزيدا من النكسات وخيبات الأمل، لا سيما بعد وضوح محاكاة حلب جارتها إدلب؟
مقالات أخرى
03 فبراير 2018
08 يناير 2018
01 يناير 2018