إدلب.. تعزيزات عسكرية تركية مع سعي أنقرة لدمج فصائل المعارضة في جسم واحد

08 يوليو 2020
هذا الرتل هو الثالث منذ بداية الأسبوع الجاري (Getty)
+ الخط -

واصل الجيش التركي، اليوم الأربعاء، تعزيز قواته في إدلب، شمال غربي سورية، مستقدماً مزيداً من التعزيزات إلى النقاط التابعة له في المنطقة.

وقالت مصادر عسكرية لـ"العربي الجديد"، إن القوات التركية جلبت، اليوم، مزيداً من التعزيزات إلى نقاطها في ريف إدلب، حيث أدخلت رتلاً من معبر كفرلوسين في ريف إدلب الشمالي، توجه نحو مطار تفتناز العسكري في ريف إدلب الشمالي الشرقي.

وبحسب المصادر، فإنّ هذا الرتل هو الثالث منذ بداية الأسبوع الجاري، إذ دخل رتل، يوم أمس الثلاثاء، إلى معسكر المسطومة، ووصل قبله رتل إلى نقطة للجيش التركي في بلدة بيلون بجبل الزاوية، جنوب إدلب، حيث تمت توسعة النقطة هناك وتدعيمها بمزيد من الآليات والجنود. وذكرت المصادر أن الرتل الذي دخل اليوم، ضم أكثر من خمسة وعشرين آلية عسكرية ثقيلة، إضافة إلى عدد من الجنود والشاحنات والآليات اللوجستية والهندسية.

وكانت القوات التركية قد اتخذت من قاعدة تفتناز الجوية مركزاً لها، وقامت بتوسعتها وتدعيم قواتها فيها براجمات صواريخ ومنظومات دفاع جوي أيضاً. وللجيش التركي في المنطقة أكثر من 65 نقطة انتشار، أكبرها تفتناز والمسطومة وبيلون، وهي في ريف إدلب، بينما تنتشر نقاط له في ريفي حلب وحماة وريف اللاذقية أيضاً.

تهدف تركيا لقطع الطريق أمام النظام وروسيا لخرق اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف العمليات العسكرية

ويستمر التعزيز التركي في إدلب تزامناً مع استمرار النظام في خرق اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في مارس/ آذار الماضي.

وارتفعت وتيرة التعزيزات هذا الأسبوع، في ظل الحديث في إدلب عن مبادرة تركية تهدف إلى دمج فصائل المعارضة جميعها في جسم عسكري واحد، وتحت قيادة عسكرية واحدة تضم فصائل "الجيش الوطني السوري"، و"هيئة تحرير الشام"، و"الجبهة الوطنية للتحرير"، وكانت "الجبهة الوطنية للتحرير" قد انضوت تحت راية "الجيش الوطني السوري" في وقت سابق.

وأفادت مصادر مطلعة، "العربي الجديد"، بأنّ الخطوة التركية قد تأخذ شكلاً سريعاً في الأيام المقبلة، وذلك بهدف قطع الطريق أمام النظام وروسيا لخرق اتفاق وقف إطلاق النار واستئناف العمليات العسكرية، لكنّ المشكلة تبقى أمام تركيا في كيفية التعامل مع الفصائل المتشددة التي دخلت أخيراً أيضاً في صراع مع "هيئة تحرير الشام".

وتعرّض العديد من القياديين في الفصائل المتشددة التي شكلت أخيراً غرفة عمليات "فاثبتوا"، وعلى رأسها تنظيم "حراس الدين"، لهجمات من طائرات من دون طيار وهجمات من قبل مجهولين أدّت إلى مقتل قياديين بارزين في التنظيم، كان آخرهم نائب القائد العام خالد العاروري الملقب بـ"أبو القاسم الأردني"، والذي نعاه التنظيم في بيان رسمي.

ويشار إلى أن روسيا والنظام اتخذا ذريعة محاربة التنظيمات المتشددة لشنّ عمليات عسكرية على المنطقة، أسفرت عن سيطرة النظام على مساحات واسعة بعد تدمير قرى وبلدات بأكملها وتهجير سكانها.