دعا الاتحاد الأوروبي إلى وقف التصعيد بشكل "سريع وتام"، بعد اشتداد التوتر عقب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة باغتيال القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا.
وقالت المتحدثة باسم وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني في بيان، اليوم الثلاثاء، إن وقف التصعيد "ضروري الآن حفاظاً على أرواح وسلامة المدنيين الإسرائيليين والفلسطينيين". وشددت المتحدثة مايا كوسيانكيتش على أن "إطلاق الصواريخ على المدنيين غير مقبول إطلاقاً، ويجب أن يتوقف فوراً".
وأكدت أن الاتحاد الأوروبي "يدعم بالكامل بهذا الصدد جهود مصر"، ويذكر بموقفه القاضي بأن "حلّا سياسيا وحده يمكن أن يضع حداً لدوامات العنف هذه".
من جهتها، أدانت السلطة الفلسطينية ومسؤولون فلسطينيون التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، محمّلين حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة وتبعات تدهور الأوضاع.
وأدانت الرئاسة الفلسطينية، في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية "وفا"، التصعيد الإسرائيلي المتواصل بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والجريمة النكراء التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي باستهداف مواطن وزوجته وإصابة أطفاله بغارة إسرائيلية استهدفت منزلهم في حي الشجاعية بمدينة غزة.
وحمّلت الرئاسة الفلسطينية، حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة وتبعات تدهور الأوضاع في قطاع غزة، باستهدافها للمواطنين والممتلكات، كما طالبت المجتمع الدولي بضرورة توفير الحماية العاجلة لأبناء الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده.
بدوره، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إسماعيل هنية، اليوم الثلاثاء، أنّ سياسة الاغتيالات التي يعتبرها الاحتلال الإسرائيلي جزءاً من عقيدته الأمنية، لم ولن تنجح في ثني أو تغيير العقيدة القتالية لدى قوى وفصائل المقاومة.
وقال، في بيان أرسل للصحافيين للتعليق على اغتيال القيادي في سرايا القدس بهاء أبو العطا واستهداف القائد العسكري للجهاد في دمشق أكرم العجوري واستشهاد نجله معاذ، إنّ "هذه الجريمة وما تبعها من جرائم للاحتلال، غير منفصلة عن محاولاته تصفية القضية الفلسطينية وضرب صمام الأمان والجدار السميك في مواجهة هذه المحاولات متمثلًا في فصائل المقاومة وقادتها في الداخل والخارج".
وشدد هنية على أنّ هذا العدوان سوف يدفع الشعب الفلسطيني إلى مزيد من التمسك بثوابته وحقوقه كاملة، وتعزيز خياراته الاستراتيجية ممثلة بالمقاومة ضد الاحتلال، وتعزيز تحالف فصائل المقاومة في الخندق الواحد.
ولفت إلى أنّ "هذه الجرائم للاحتلال تأتي في الوقت الذي اقتربت فيه قوى وفصائل شعبنا من إعادة ترتيب البيت الفلسطيني واستعادة وحدتنا الوطنية، للوقوف صفاً موحداً في معركة القدس والأقصى والاستيطان والأسرى، حيث يحاول قادة الاحتلال خلط الأوراق في محاولة يائسة لقطع الطريق على استعادة وحدتنا الوطنية، خاصة في ظل الأجواء الإيجابية التي سادت ساحتنا الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة".
من جانبه، أدان أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، في بيان له، بأشد العبارات جريمة الاغتيال الجبانة للقائد بهاء أبو العطا، القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" وزوجته وإصابة أبنائه، فيما حمّل سلطة الاحتلال (إسرائيل) المسؤولية الكاملة عن نتائج وتبعات هذه الجريمة النكراء.
وتقدّم عريقات من أهل أبو العطا وذويه، ومن الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة، بأحرّ التعازي وأصدق مشاعر المواساة.
وأكدت وزارة الخارجية الفلسطينية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اعتاد ترحيل أزماته الداخلية نحو ساحات أخرى في مقدمتها الساحة الفلسطينية، وتدفيع الشعب الفلسطيني ثمناً باهظاً من أرضه ودماء أبنائه لتعزيز مكانته وموقفه في مواجهة خصومه في الحلبة الإسرائيلية، حيث يلجأ دوماً إلى دفع الاستحقاق المترتب عليه بالعملة الفلسطينية، حتى لو أدى ذلك إلى جرّ المنطقة إلى دوامة من العنف والفوضى.
وتابعت: "كما يحاول نتنياهو من خلال هذا التصعيد إعادة ترتيب الأولويات على الساحة الفلسطينية والإقليمية، وبعثرة أوراقها لترتيبها من جديد، وفقاً لأجنداته ومصالحه الضيقة، وإبقاء الهاجس الأمني حاضراً وبقوة لاستخدامه غطاء وستارا لتمرير مخططاته ومشاريعه، سواء على المستوى الداخلي الحزبي أو على المستوى السياسي المتعلق بالقضية الفلسطينية، خصوصاً ما يتعلق بتكريس الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
وحمّلت خارجية فلسطين حكومة تسيير الأعمال في إسرائيل المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذا العدوان ونتائجه وتداعياته، مؤكدة أن القيادة الفلسطينية ومنذ اللحظة الأولى للعدوان، بدأت اتصالاتها على كافة المستويات لوقف العدوان فوراً، خصوصاً اتصالاتها المستمرة مع الأشقاء في جمهورية مصر العربية، ومع عدد من الدول الفاعلة والمؤثرة على المستويين الإقليمي والدولي.
وحيت الوزارة الجهود المكثفة التي تبذلها جمهورية مصر العربية الشقيقة لوقف العدوان ولجمه، وطالبت المجتمع الدولي والأمين العام للأمم المتحدة بسرعة، بالتدخل لإجبار دولة الاحتلال وحكومتها على وقف عدوانها فوراً.
وقالت خارجية فلسطين: "إن عدم محاسبة ومعاقبة دولة الاحتلال على حروبها واعتداءاتها المتواصلة ضد شعبنا تشجعها على التمادي في استباحة الأرض الفلسطينية والدم الفلسطيني".
بدورها، حمّلت دائرة حقوق الإنسان والمجتمع المدني في منظمة التحرير الفلسطينية، في بيان لها، الأمم المتحدة ومجلس الأمن مسؤولية عدوان وجرائم الاحتلال المدعوم أميركياً، بسبب السكوت عن تجاوزه كل القرارات الدولية وإفلاته من العقاب، الأمر الذي يفسر على أنه ضوء أخضر لمواصلة إجرامه واعتداءاته.
وأدانت الدائرة في بيان لها، "عملية اغتيال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" بهاء أبو العطا وزوجته إثر قصف منزلهما في غزة ما أدى أيضاً إلى وقوع إصابات، بالتزامن مع قصف منزل آخر في مدينة دمشق، استهدف عضو المكتب السياسي للحركة أكرم العجوري الذي نجا من الاغتيال، فيما استُشهد وجُرح آخرون، وأيضاً ما حصل أمس من عملية قتل بدم بارد من مسافة الصفر، أدت إلى استشهاد الشاب عمر البدوي في مخيم العروب".
وأضافت الدائرة: أن "حكومة الاحتلال الاستيطانية تستخدم الدم الفلسطيني كورقة رابحة في الدعاية الانتخابية والصراعات الحزبية وحلّ أزماتها الداخلية، من خلال عمليات القتل والاغتيال واستهداف منازل المدنيين بالطائرات والصواريخ، الأمر الذي يُعتبر بكل الأعراف انتهاكاً لحقوق الإنسان والاتفاقيات والقوانين الدولية ذات الصلة".
ودعت الدائرة إلى تدخل دولي فوري ووضع حدّ للعدوان الحالي على قطاع غزة، وإدانته باعتباره انتهاكاً لحقوق الإنسان يحظى بدعم وحماية الإدارة الأميركية.