أفادت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة بأن محامي نادي الأسير خالد محاجنة، تمكّن اليوم الأحد، من زيارة أسيرين مضربين في سجن "النقب"، علماً أن هذه هي المرة الأولى التي تسمح بها إدارة السجن بالزيارة للمحامين، منذ بدء الإضراب.
وأوضح المحامي محاجنة أنه التقى بالأسيرين إبراهيم أبو سرور من محافظة بيت لحم، ونائل حسين، من محافظة قلقيلية، ونقل عنهما تفاصيل تنكيل إدارة مصلحة سجون الاحتلال بهم منذ اليوم الأول للإضراب.
وبيّن الأسيران أبو سرور وحسين أن الأوضاع الصحية للأسرى المضربين تتدهور باستمرار، إذ إن عدداً منهم لا يستطيعون الوقوف على أرجلهم ويلتزمون الفراش أغلب أوقات اليوم، وفي حال أرادوا التوجه للمرحاض، يكون ذلك بمساعدة أسرى آخرين، مضيفين أن إدارة السّجن لم تقدّم العلاج لأي منهم.
وأكد الأسير أبو سرور أنه يعاني من أوجاع في الظهر، نتيجة سقوطه أرضاً قبل أسبوع، مشيراً إلى أن إدارة السجن ترفض تقديم العلاج له حتى الآن، كذلك حاولت ابتزازه بعرض تقديم العلاج له مقابل إنهائه الإضراب.
ولفت الأسيران إلى أن الأسرى المضربين في "النقب" موزّعون على قسمين منفصلين، ويضطرون لتناول الماء من صنابير الحمامات، وهم يتعرّضون لعمليات نقل شبه يومية إلى زنازين داخل السّجن نفسه وخارجه أيضاً. كما تقوم إدارة السّجن بإجراء تفتيشات يومية داخل الغرف في جميع الأوقات، ما يتسبّب بإرهاق الأسرى.
وأشارا إلى أن إدارة السّجن تمارس على الأسرى ضغوطاً لدفعهم إلى إنهاء إضرابهم؛ إذ تتعمد عرض تقديم وجبات الطعام المختلفة لهم، مع محاولة تحذيرهم من نتائج وأضرار الإضراب على الناحية الصحية.
وأضاف الأسيران أنه ومنذ اليوم الأول للإضراب سحبت إدارة السجن جميع الأغراض الشخصية من الأسرى باستثناء بطانية وفراش لكل أسير، وزوّدتهم بملابس "الشاباص"، ولم يبدّلوا ملابسهم حتى اليوم الـ(15) للإضراب، فيما جرى تزويدهم بعد ذلك بلباس داخلي واحد لكل أسير، علاوة على أنها تسمح لهم بالاستحمام والخروج للفورة لمدة أسبوع واحد وتحرمهم منها في الأسبوع التالي.
كذلك نقل المحامي أن إدارة السّجن فرضت على الأسرى عقوبات منع زيارات الأهالي و"الكنتينا" وغرامة بقيمة (125 دولاراً) على كل منهم بذريعة عدم وقوفهم على العدد.
في المقابل، نقل عن الأسرى أن معنوياتهم عالية، وهم مصرّون على الاستمرار بالإضراب حتى تحقيق مطالبهم.
في سياق متصل، قالت اللجنة الإعلامية لإضراب الحرية والكرامة إن الوضع الصحي للأسرى المضربين عن الطعام في عزل سجن "نيتسان الرملة" آخذ في التدهور، وهناك حالات بحاجة ماسة لنقلها إلى المستشفيات، إلا أن إدارة سجون الاحتلال تتجاهل ذلك حتى اللحظة.
ونقل محامي نادي الأسير، بعد تمكنه لأول مرة أيضاً من زيارة أسيرين في عزل سجن "نيتسان الرملة" وهما: عمار مرضي وراتب حريبات، (نقل) عنهما أن "إدارة السجون تحتجزهم في قسم مهجور والغرف عبارة عن زنازين لا تتوفر فيها أدنى شروط الحياة الآدمية، وتنعدم فيها النظافة، وعلاوة على هذا، فإن إدارة السجن سمحت لهم بالخروج للفورة ثلاث مرات فقط منذ بداية الإضراب".
وذكر الأسيران للمحامي أنّ "عدد الأسرى المحتجزين في القسم (73) أسيراً، جرى نقلهم من عدة سجون منها: (هداريم، وجلبوع، وريمون، وعوفر، والرملة، وعسقلان)، ومنذ لحظة وصولهم، أقدمت إدارة السجن على تجريدهم من كافة مقتنياتهم، والإبقاء فقط على لباس مصلحة السجون، وشرعت بإجراء اقتحامات وتفتيشات مكثفة بشكل يومي، في محاولة لإرهاقهم واستفزازهم".
كما لفت الأسيران إلى أن إدارة السجن تُمارس ضغوطات هائلة من أجل ثنيهم عن مواصلة إضرابهم، فيما يصر الأسرى على الاستمرار في معركتهم حتى تحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة، مشددين على أنه لم يكن هناك أي نوع من الحوار مع إدارة السجون حتى اليوم".