وذكرت كلّ من شبكة "سي إن إن" "وسي بي إس نيوز" وصحيفة "يو إس إيه توداي"، عن مسؤولين في الإدارة الأميركية أن الولايات المتحدة تخطط لانسحاب "كامل وسريع" من سورية. كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية، لم تكشف عن هويتها، قولها إنّ سحب القوات من سورية متوقع أن يحصل بأسرع وقت ممكن، وسيؤثر على القوة المشكلة من 2000 جندي أميركي، دون أن تعطي تفاصيل إضافية. وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" أول من كشف اليوم، أنّ إدارة ترامب ستسحب كامل القوّات من شمال شرقي سورية.
من جهته، أعلن البيت الأبيض أن أميركا بدأت بإعادة القوات إلى الوطن مع انتقالها للمرحلة التالية من الحملة ضدّ تنظيم "داعش". فيما نقلت شبكة "سي بي إس نيوز" أن البيت الأبيض أوعز لوزارة الدفاع "البنتاغون" بـ"البدء فورا" في سحب القوات من سورية.
وفي التفاصيل، نقلت "رويترز"، عن مسؤول أميركي، أن إجلاء كل موظفي وزارة الخارجية الأميركية من سورية سيتم خلال 24 ساعة، مردفًا أنه من المتوقع أن يكون الإطار الزمني لسحب القوات الأميركية من سورية بين 60 و100 يوم، "عند اكتمال المراحل الأخيرة من العمليات" ضد "داعش" الإرهابي.
إلى جانب ذلك، قال مسؤول أميركي آخر لـ"فرانس برس"، إن "قرار انسحاب القوات الأميركية من سورية اتخذ أمس".
بدوره، قال ترامب في تغريدة له على "تويتر": "لقد هزمنا داعش في سورية، وهو السبب الوحيد لوجودنا هناك خلال فترة رئاستي".
ووصف مسؤول في البنتاغون قرار ترامب بأنه اتُخذ بناء على "رغبة ترامب في ذلك منذ فترة طويلة".
وكانت "وول ستريت جورنال" قد كشفت أن الجيش الأميركي يستعد لسحب كامل قواته من شمال شرقي سورية، مما يعد تحولا مفاجئا في استراتيجية الولايات المتحدة في الشرق الأوسط.
وحسبما قال مسؤولون أميركيون لـ"وول ستريت جورنال"، فقد بدأ الأميركيون بإبلاغ شركائهم في شمال شرقي سورية بخططهم للبدء فورا في سحب القوات الأميركية من المنطقة التي
يحاولون فيها إنهاء الحملة على تنظيم "داعش" الإرهابي.
وأوضحت الصحيفة أنّ الخطوة الأميركية جاءت بعد اتصال هاتفي، الأسبوع الماضي، بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، عقب الإعلان عن عملية تركية مرتقبة ضد الوحدات الكردية في المناطق الواقعة شرق نهر الفرات.
وذكرت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، في إفادة صحافية، أنه "أصبح الوجود الأميركي غير القانوني في سورية عقبة خطيرة في طريق التسوية".
Twitter Post
|
وأوضحت زاخاروفا، وفقا لـ"روسيا اليوم"، أن "هذه الحقيقة تخص الوضع في مخيم النازحين بالركبان"، قرب الحدود بين سورية والأردن. مشيرة إلى استمرار العمل خلال الوقت الحالي لإرسال قافلة مساعدات إنسانية إلى مخيم الركبان، إلا أنها ربطت بين نجاح وصول القافلة والحصول على ضمانات كاملة من الولايات المتحدة التي وصفتها بـ"المحتلة للأراضي التي تضم المخيم".
وأوضحت زاخاروفا أن الضمانات المطلوبة تشمل "سلامة وصول موظفي الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري إلى الموقع، وكذلك التوزيع المنظم للشحنات الإنسانية على المحتاجين إليها في الركبان".
واعتبرت زاخاروفا أنه "في حال عدم تنفيذ ذلك، ستتحول هذه العملية الإنسانية إلى دعم للمسلحين الذين يتخذون من الركبان مقرا لهم، وليس إغاثة السكان المحتاجين في المخيم".