وأكد الرئيس الأميركي أن التفاوض بشأن الاتفاق النووي لن يكون مع إيران، وإنما مع الأوروبيين، في ظل إصرار الجانب الأوروبي على التمسّك بالاتفاق.
في المقابل، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 14 فرداً وكياناً اليوم بسبب "انتهاكات لحقوق الإنسان ودعم برامج الأسلحة في إيران"، بما يشمل رئيس السلطة القضائية، صادق لاريجاني.
وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان إن لاريجاني، وهو حليف مقرب من المرشد الأعلى، علي خامنئي، "مسؤول عن إصدار أوامر بسلسلة من انتهاكات حقوق الإنسان بحق أفراد في إيران من المواطنين أو المقيمين، أو (مسؤول) عن التحكم فيها أو توجيهها".
وشملت العقوبات مواطناً صينياً بسبب تصرفه نيابة عن شركة مشمولة بالعقوبات بسبب تعاملها مع شركة إيرانية "يملكها أو يسيطر عليها" الجيش. وشملت العقوبات شركة أخرى مقرها الصين والشركة الإيرانية التي سعت لتزويدها بمكون كيميائي يستخدم في نقل الإشارات الكهربية.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، الجمعة، أن تحذيرات الرئيس الأميركي "محاولات يائسة" لتقويض اتفاق غير قابل لإعادة التفاوض.
وكتب ظريف على "تويتر" بعدما حذر ترامب من أن قراره تمديد تعليق العقوبات على إيران قد يكون الأخير أن "سياسة ترامب وإعلان اليوم يشكلان محاولات يائسة لتقويض اتفاق متين متعدد الأطراف". وأكد أنه "لا يمكن إعادة التفاوض على الاتفاق. وبدلا من تكرار الخطاب المتعب، يجب على الولايات المتحدة أن تحترم نفسها تماما مثل إيران".
واتهم ظريف واشنطن بأنها "تنتهك بخبث" ثلاثة فقرات من الاتفاق، بما فيها الفقرة 26 التي تدعو الولايات المتحدة للتصرف "بحسن نية لدعم الاتفاق" النووي والسماح لإيران بالاستفادة من رفع العقوبات عنها.
وقال وزير الخارجية الإيراني إن عداء ترامب حيال الاتفاق النووي وإزاء ايران عموما يشكل أيضا انتهاكا لضرورة "الامتناع عن أي سياسات قد تؤثر مباشرة أو بشكل غير مباشرة على تطبيع العلاقات التجارية والاقتصادية مع إيران" على النحو المنصوص عليه في الفقرة 29.
كما أعلن رئيس لجنة الأمن القومي، علاء الدين بروجردي، أن "إيران لن تتراجع قيد أنملة عن برنامجها الصاروخي"، معلنا أنه "على أميركا المستمرة بألاعيبها أن تعلم أن قدرات إيران أصبحت أقوى مما كانت عليه قبل الاتفاق".
وأوضح أن "إيران ستتخذ خطوات تصب لمصلحة أمنها القومي وستستفيد من الطاقة النووية السلمية".
وفي تعليقها على موقف ترامب، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الألمانية إن بلادها سوف تتشاور مع بريطانيا وفرنسا بشأن كيفية المضي قدما في تطبيق الاتفاق النووي مع إيران.
وقالت المتحدثة في رسالة بالبريد الإلكتروني: "سوف نتشاور الآن مع شركائنا الأوروبيين للتوصل إلى سبيل مشترك للمضي قدما (..) الحكومة الاتحادية ستواصل العمل من أجل التطبيق الكامل للاتفاق النووي".
وقبل اتخاذه قرار اليوم، لم يخف ترامب امتعاضه من الاتفاق النووي، إذ يعتبره "أسوأ اتفاق في التاريخ".
وأمس الخميس، جدّد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا دعمهما القوي لاتفاقية البرنامج النووي مع إيران المبرمة عام 2015.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك عقده كل من الممثلة العليا للأمن والسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، ووزراء خارجية فرنسا جان إيف لودريان، وألمانيا زيغمار غابرييل، وبريطانيا بوريس جونسون، بعد لقاء جمعهم مع نظيرهم الإيراني، محمد جواد ظريف، في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وأبرمت الولايات المتحدة، وروسيا، والصين، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا اتفاقاً مع إيران، في يوليو/ تموز 2015، وافقت طهران بموجبه على تقييد برنامجها النووي، مقابل تخفيف العقوبات الدولية المفروضة عليها بسبب هذا البرنامج، غير أن ترامب هدّد، في أكتوبر/ تشرين الأول 2017، بالانسحاب من الاتفاق "حال فشل الكونغرس الأميركي وحلفاء واشنطن في معالجة عيوبه"، متوعداً بفرض "عقوبات قاسية" على طهران.
(العربي الجديد)