إخوان الأردن والأول من مايو

23 ابريل 2015
مطلوب من الدولة عقلنة الأمور والتهدئة (أرشيف)
+ الخط -
تشعر قوى قومية ويسارية أردنية لا تزال تعاني عقدة اضطهادها، خلال خمسينيات وحتى ثمانينيات القرن الماضي، بالسعادة والشماتة اليوم وهي تتابع المأزق التاريخي الذي تعيشه جماعة الإخوان المسلمين (الأم) في الأردن، بعدما أصبحت مهددة بسحب بساط الشرعية من تحت أقدامها، لصالح جماعة وليدة احتكرت الشرعية القانونية عبر ترخيص رسمي، لتصبح شرعية (الأم) في مهب الإجراءات القانونية التي تتجه إلى منع مهرجانها في الذكرى السبعين على التأسيس. السعادة والشماتة القومية واليسارية بتفكيك الجماعة القوية والرقم الصعب في الحراك الوطني، لها مبرراتها الموضوعية النابعة من الرغبة في الثأر لدى البعض، يوم كانوا مطاردين ومحظورين، وكانت السجون بيوتهم، وفي وقت كانت الجماعة تتمرّغ في نعيم الشرعية والرعاية الرسمية، وكانت القصور بيوتها، وهم الذين ما انفكوا يعلقون ضعفهم وانحسار شعبيتهم على سنوات حظرهم الطويلة، ويعللون قوة الجماعة وتمدد شعبيتها ببقائها وحيدة في الساحة الوطنية ردحاً من الزمن، وها قد حانت اللحظة التاريخية لتذوق الجماعة من ذات الكأس الذي ذاقوه.

اليوم تبدو كل الترتيبات جاهزة لحظر الجماعة (الأم)، فشرعيتها القانونية مطعون فيها، لكونها لم تصوّب خلال السبعين سنة الماضية وضعها القانوني بما يتناسب والقوانين، وبعد أن حصلت مجموعة معزولة من الإخوان المفصولين على الترخيص باسم "جماعة الإخوان المسلمين"، وبالتالي انتقلت الفعالية المقررة في الأول من مايو/أيار من اختبار النجاح والحشد والتنظيم إلى اختبار للوجود، خاصة بعدما ألمحت الداخلية الأردنية إلى عزمها منع الفعالية، على اعتبار أن الجهة الداعية لها غير مرخصة ولا وجود لها على الورق.

سيكون المشهد صادماً لو حدث: قوات الأمن تمنع المشاركين من التوجه إلى المهرجان، وتعتقل من يحملون رايات الإخوان الخضر بتهمة الانتماء إلى تنظيم غير مشروع. في الأول من مايو/أيار مطلوب من الدولة عقلنة الأمور وليس شيطنتها، ومطلوب من اليساريين والقوميين تناسي الأحقاد، علهم يختلطون براياتهم الحمر مع جمهور الرايات الخضر، ليحتفلوا بيوم العمال العالمي، مدافعين عن شرعية غريمهم التاريخي وحليفهم السابق وخصمهم الحالي، لأنهم بذلك يدافعون عن أنفسهم وعن حركة وطنية قوية.
دلالات