تورطت السلطات المصرية في واقعة إخفاء قسري جديدة تخص المواطن الكندي من أصل مصري، ياسر أحمد الباز (51 سنة)، والذي تم توقيفه في مطار القاهرة الدولي خلال توجهه إلى كندا، يوم الاثنين الماضي، بعد زيارة عمل إلى مصر استغرقت قرابة الشهرين.
وتؤكد الخارجية الكندية أنها على علم بتوقيف مواطنها في مصر، في حين تنفي السلطات في القاهرة احتجازه.
وامتنعت الخارجية الكندية، في بيان للمتحدث باسمها، ريتشارد ووكر، عن ذكر التفاصيل المتعلقة بواقعة إخفاء مواطنها في مصر "حرصاً على حماية خصوصية الشخص"، مشيرة إلى أن مسؤولين كنديين في القاهرة على تواصل مع السلطات المصرية لمعرفة ملابسات الواقعة، في أعقاب إعلان أسرته مصادرة السلطات لجواز سفره، بحجة أنه مطلوب للتحقيق.
وقالت الخارجية الكندية، اليوم، إن الباز بعث برسالة نصية إلى هاتف أحد أصدقائه، يبلغه فيها بأن أجهزة الأمن أوقفته في مطار القاهرة، قبل انقطاع التواصل معه، مشيرة إلى أن الحكومة الكندية توفر خدمات قنصلية لأسرة المواطن الموقوف في مصر، من دون الإدلاء بمزيد من التفاصيل عن الواقعة.
من جهتها، قالت ابنة الكندي الموقوف، أمل الباز، في تصريحات لشبكة "سي بي سي" الكندية، إن السلطات أخبرتها بأن مسؤولين كنديين في القاهرة على تواصل مع مسؤولين محليين لمعرفة ملابسات احتجاز والدها، والحصول على توضيحات في هذا الصدد، مؤكدة أن السلطات المصرية أنكرت في البداية علمها بالواقعة، لكنها اعترفت لاحقاً باحتجازه من دون إعلان رسمي.
وأعربت أسرة الباز عن خشيتها على سلامته، طالبة من وزيرة الخارجية الكندية، كريستيا فريلاند، التدخل لمعرفة مصيره، والمساعدة في إطلاق سراحه من أجل عودته للبلاد، حيث يعيش الباز مع أسرته في كندا منذ نحو عشرين عاماً، ويعمل في مجال الهندسة.
وأفادت ابنة الباز، عبر صفحتها على "فيسبوك"، بأن أمن الجوازات في مطار القاهرة احتجز والدها أثناء مغادرته مصر باتجاه كندا، مبينة أن آخر ما سُمع عن والدها هو أنه معتقل حالياً لدى جهاز أمن الدولة المصري (جهاز الأمن الوطني).
ومنذ واقعة إخفاء الأمن المصري للباحث الإيطالي جوليو ريجيني في القاهرة، والعثور على جثته ملقاة على جانب الطريق في فبراير/ شباط 2016، وعليها آثار تعذيب شديدة، بات توقيف أي أجنبي في مصر مؤرقاً لعائلته، خوفاً من ملاقاته للمصير نفسه على أيدي السلطات في القاهرة.
ورحلت السلطات المصرية ألمانيين اثنين من أصل مصري، في 11 يناير/ كانون الثاني الماضي، بناءً على اتصالات مكثفة أُجرِيت بين القاهرة وبرلين، بعد إخفائهما قسرياً لنحو أسبوعين في القاهرة، وإخضاعهما لاستجواب مطول، بذريعة "الانتماء لخلية تكفيرية تتبع لتنظيم داعش الإرهابي".