وعبر المتظاهرون عن رغبتهم في الاستمرار في الثورة ضد النظام حتى إسقاطه ومحاسبة رموزه على الجرائم التي ارتكبوها بحق السوريين، من قتل وتهجير وتدمير.
وقال أبو الوليد البابي إن المظاهرات اليوم تؤكد أن "الثورة مستمرة"، وأن "كل ما عانيناه لن يكون حائلا بيننا وبين مطلب إسقاط النظام، الذي واجهنا منذ اليوم الأول بالرصاص".
وشهدت معظم المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في نواحي إعزاز والباب شمال وشمال شرق حلب، وفي عفرين شمال غرب حلب، تظاهرات في الذكرى الثامنة للثورة السورية.
وفي مدينة إعزاز، نصب المتظاهرون خيمة رفعوا فوقها علم الثورة السورية وقاموا بترديد الأغاني التي صدرت في الأيام الأولى من الثورة.
وتم تطويق ساحة التظاهرة من قبل قوات الأمن والشرطة المحلية التابعة للمعارضة السورية، وذلك بهدف حماية المظاهرة من أي اعتداء محتمل.
وفي مدينة الباب، تجمع المتظاهرون في ساحة وسط المدينة، مرددين "الشعب يريد إسقاط النظام"، كما رفعوا لافتات كتبوا عليها "تحية من شعب الثورة إلى شعب الثورتين"، في إشارة إلى تمكن الشعب الجزائري من إجبار الرئيس الجزائري على عدم الترشح لولاية جديدة.
وهتف المتظاهرون "يا إدلب حنا معاكي للموت"، وذلك تعبيرا عن رفضهم وإدانتهم للتصعيد المستمر من قوات النظام وحلفائه ضد المحافظة، والذي أدى إلى مقتل وجرح عشرات المدنيين.
وأكد وائل الجميلي، الذي شارك في تظاهرات الباب، أن الخروج اليوم في هذه التظاهرات يأتي للتأكيد على استمرار الثورة في "وجه الظلم"، والتأكيد على أن "مطلب نيل الحرية مطلب مقدس".
وأضاف الجميلي، في حديث مع "العربي الجديد"، أن النظام السوري وحلفاؤه "يظنون أن الثورة هزمت، وهذا غير صحيح. الثورة لم تهزم، والدليل على ذلك أنه في حال توفر القليل من الأمن وتوقف القصف الناس تخرج مباشرة عند أول دعوة للتظاهر ضد النظام".
ولم تقتصر المشاركة في التظاهرات على الرجال والشباب، إنما كان للنساء والفتيات دور في التظاهرات، إذ أكدن أن "الثورة السورية ثورة مدنية تطمح إلى تحقيق العدالة والمساواة بين أطياف الشعب السوري ومكوناته".
وقالت أم سالم، التي خرجت في مظاهرة مدينة الباب، لـ"العربي الجديد": "نحن هنا لأن الثورة مستمرة، والمرأة في الثورة على النظام كالرجل تقوم بدورها في المظاهرات وفي غير المظاهرات، هناك معتقلات ومخطوفات لدى النظام، نطالب المجتمع الدولي بالعمل على الكشف عن مصيرهن وإخراج من في السجون".
وشهدت ساحات المظاهرات في مختلف المناطق إعادة إحياء التقاليد التي كانت تشهدها ساحات المظاهرات في مختلف المناطق الثورة في العام الأول من الثورة، حيث يهتف منشدون وناشطون ويردد المتظاهرون وراءهم عبارات وأغاني تعبر عن مطلب إسقاط النظام.
وفي إدلب، خرجت المظاهرات في مناطق مختلفة إحياء للذكرى الثامنة للثورة السورية، ولم تختلف عن المظاهرات في شمال حلب التي أكدت استمرار الثورة ومطلب إسقاط النظام ومحاسبة رموزه على الجرائم.
وشهدت بلدات منبش وحاس ومناطق أخرى في ريف إدلب الجنوبي والشرقي مظاهرات شارك فيها المئات من السوريين، على الرغم تعرض مناطق بالقرب منها ظهر اليوم لقصف مدفعي من قوات النظام السوري، أسفر عن أضرار مادية.
وخفت حدة المظاهرات ضد النظام السوري منذ السنة الثانية للثورة، وذلك بسبب تعرضها للقمع من قوات النظام واستخدام السلاح الثقيل والطيران الحربي ضد المناطق الثائرة، وهو ما أدى إلى وقوع دمار كبير ومقتل وجرح مئات الآلاف.