أحيا مئات الآلاف من العراقيين والعرب والأجانب ذكرى عاشوراء، ومقتل الإمام الحسين التي بلغت ذروتها، ليل أمس الجمعة، وسط إجراءات أمنية مشددة في مدينة كربلاء، جنوب بغداد.
وشهدت مدينة كربلاء وأغلب مدن وسط وجنوب العراق مراسم خاصة انطلقت قبل ذلك، لإحياء ذكرى مقتل الحسين، ثالث الأئمة المعصومين لدى الشيعة، وبينها نشر خيم على الطرق الرئيسية لتقديم الطعام والشراب للمشاركين في إحياء الذكرى، فيما أطلقت أناشيد دينية عبر مكبرات الصوت تروي ذكرى واقعة الطف.
وقامت مجاميع ارتدى أغلبها ملابس سوداء بممارسة طقوس بينها الضرب على الصدور أو ضرب الظهر بالسلاسل، خلال مسيرة تخللتها أناشيد دينية حزينة في مناطق متفرقة في بغداد، ومدن أخرى في وسط وجنوب البلاد. كذلك رفعت في أغلب شوارع هذه المدن رايات إسلامية وأخرى تحمل صور الإمام الحسين.
وتوافدت إلى جانب العراقيين أعداد كبيرة من الزوار العرب والأجانب خلال الأيام الماضية إلى مدينة كربلاء للمشاركة في مواكب العزاء. وقال محافظ كربلاء عقيل الطريحي "شارك في الزيارة آلاف من العرب والأجانب بينهم من المملكة العربية السعودية والبحرين والكويت وقطر ولبنان وسورية ومن إيران والهند والباكستان"، وسط إجراءات أمنية مشددة حول وداخل مدينة كربلاء.
اقرأ أيضاً: عاشوراء البحرين
وقال قائد عمليات الفرات الأوسط اللواء الركن قيس خلف رحيمه خلال مؤتمر صحافي مشترك مع قائد شرطة كربلاء اللواء أحمد زويني، إن "قواتنا نفذت خطة أمنية شارك فيها أكثر من 20 ألفاً من عناصر الأمن، من الجيش والشرطة و1500 من عناصر الحشد الشعبي"، موضحاً أن " قواتنا الأمنية فرضت ثلاثة حواجز أمنية حول كربلاء (...)". وبثت قنوات تلفزيونية محلية برامج خاصة بينها خطب دينية وأناشيد حزينة تروي أحداث واقعة الطف التي قتل فيها الإمام وبعض أفراد عائلته.
في غضون ذلك، فرضت قوات الأمن إجراءات أمنية مشددة في مناطق متفرقة بينها النجف وبغداد، شملت حواجز تفتيش على الطرق الرئيسية، خصوصاً المؤدية إلى مدينة كربلاء، حيث مرقد الإمام الحسين وأخيه العباس، لمنع وقوع هجمات تستهدف المدنيين.
وتبعد مدينة كربلاء المقدسة لدى الشيعة 100 كلم عن بغداد جنوباً، وهي نقطة التجمع الرئيسية للمسلمين الشيعة الذين يتوافدن كل سنة من مناطق مختلفة من العراق ومن دول عربية وأجنبية لإحياء عاشوراء أو ذكرى واقعة الطف، عندما قتل جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية الإمام الحسين وعدداً من أفراد عائلته في سنة 680 ميلادية.
اقرأ أيضاً: عاشوراء في السعودية