أحبطت قوات الأمن المغربية، ليلة الخميس الجمعة، تمردا جماعيا قاده معتقلون في السجن الإصلاحي للقصر بمدينة الدار البيضاء، بعد أن عمد المعتقلون إلى إضرام النار في أحد أجنحة السجن، واستولوا على شاحنة مجهزة لنقل السجناء، في محاولة لتنفيذ هروب جماعي.
وانطلق التمرد الجماعي، الذي يعدّ الأول من نوعه في سجون المغرب، ليلة أمس بحريق متعمد في أحد مرافق السجن الإصلاحي المخصص للمراهقين والقُصر الذين لم يبلغوا سن الرشد القانوني، ثم قام بعضهم بالسيطرة على شاحنة حكومية لنقل السجناء، بهدف الهروب من السجن، لكن رجال الأمن أفشلوا المحاولة، حيث تم إطلاق الرصاص لشل حركة الذين كانوا يقودون الشاحنة.
وقام سجناء آخرون بمحاولة اجتياز البوابة الرئيسية للسجن الإصلاحي، ما دفع القوات الأمنية إلى إطلاق الرصاص الحي في الهواء لتخويف المتمردين، لكنهم لم يستجيبوا وواصلوا محاولة الهروب، فأطلق الأمنيون الرصاص في الأرض قريبا من السجناء، ما نتج عنه هرج ومرج أفضى إلى جروح في صفوف المعتقلين، كما وقعت إصابات في صفوف قوات الأمن.
وأكدت المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج، في بيان اليوم الجمعة، أن ما جرى في السجن الإصلاحي بمعتقل عين السبع بالدار البيضاء، هو "شغب مخطط مدروس وضعه ونفذه متزعمو حركة التمرد داخل مركز الإصلاح والتهذيب"، مضيفة أن المتمردين "عمدوا إلى إحراق بعض الفرش من أجل دفع الموظفين إلى التدخل بهدف مهاجمتهم والخروج من المعتقل".
وبحسب البيان، فإن أفراد القوات العمومية طوقوا المؤسسة السجنية، و"قاموا بإخراج مجموعات من السجناء إلى الساحة من أجل إخلاء المعتقل إلى حين إحكام السيطرة على المتسببين في أعمال الشغب بالداخل، حيث سيطرت القوات الأمنية على الوضع، وعملت على إحلال النظام واستتباب الأمن".
وتبعا للمصدر، فإن حصيلة المواجهات التي اندلعت بين قوات الأمن والسجناء بلغت 37 جريحا، بينهم 9 نزلاء بالسجن الإصلاحي، بينهم معتقل واحد في حالة صحية حرجة، و28 رجل أمن أصيبوا بجروح إثر التدخل لفض التمرد.
في المقابل، تجمع العشرات من أهالي المعتقلين أمام مقر السجن، في محاولة لمعرفة مصير ذويهم، بينما أقام عناصر الأمن حواجز لمنع اقتراب الأهالي من المكان.