بثت شركة HBO التلفزيونية الأميركية العملاقة، يوم أمس، الحلقة الثانية من الموسم الثامن والأخير من مسلسل "صراع العروش" (غيم أوف ثرونز، game of thrones) الملحمي الشهير، الذي يعتبر من أكثر المسلسلات تعرضًا للقرصنة. لذا، حاولت الشركة هذا العام حمايته من التسريب بأساليب غريبة، إلا أنّها لم تنجح بشكلٍ مطلق.
واستبعدت الشركة أثناء التصوير كل النسخ الورقية من السيناريو، لأن تسريبها أسهل. كما استخدمت بدلًا من ذلك سيناريو مكتوبًا على تطبيق رقمي، يخفي النص بعد مدة محددة، كما ذهبت إلى أبعد من ذلك بتصوير أكثر من نهاية محتملة، حتى لا يعرف الممثلون كيف سيختتم المسلسل، وفقًا لموقع "نيوز ماكس".
وقال ديفيد بينيوف، أحد الكتاب الرئيسيين للمسلسل، إنه بذل كامل جهده لإبقاء أسرار الموسم الأخير بعيدة عن زوجته الممثلة أماندا بيت، وأضاف: "كان الأمر أشبه بحماية منزلك من السرقة، تفعل كل ما يلزم لجعل الموضوع أصعب على اللصوص، إلا أن تأمينه بشكل كلي أمر مستحيل".
في حين قال الممثل نيكولاي كوستر والداو، الذي يؤدي دور "جيمي لانستر" في "صراع العروش": "كانوا صارمين للغاية هذا العام، ووصلوا إلى مستوى مجنون بمحاولة حماية المسلسل من التسريب، إذ كنا نحصل على سيناريو كل مشهد بواسطة تطبيق رقمي، ثم يختفي النص بمجرد تصويره"، وأضاف: "كان الأمر أشبه بالمهمة المستحيلة التي تدمر نفسها ذاتيًا".
ووصفت الممثلة صوفي ترنر، التي تؤدي شخصية "سانسا ستارك"، محاولات الشركة لحماية السيناريو من التسريب بأنها أكثر تشددًا من أمن البيت الأبيض، وقالت: "كان علينا حفظ سيناريو كل مشهد في اليوم السابق للتصوير، وبمجرد قراءته يختفي في اليوم التالي، ولن يمكنك الوصول إليه مرة أخرى أبدًا".
كما صور المسلسل باسم مزيف في مواقع التصوير، وكان على الزوار جميعهم تغطية كاميرات هواتفهم المحمولة بملصقات، في حين أطلقت على الشخصيات والممثلين أسماء مرمزة، حتى لا يعرف أحد من سيكون التالي الذي سيؤدي المشهد.
ويذكر أن من أكثر الخطوات التي نفذتها الشركة جنونًا كان تصوير مشاهد زائفة في الموسم السابع، وتصوير إعادة بعض الشخصيات إلى الحياة بعد موتها، لتضليل المشاهدين في حال تسربت المشاهد عبر الإنترنت، وهو ما وجده البعض مبالغة في اتخاذ إجراءات الحماية، إلا أن المسلسل رغم كل ذلك تعرض للقرصنة في السابق، حيث ألقي القبض على 4 رجال في الهند، ابتزوا صناع المسلسل وطلبوا 6 ملايين دولار، مقابل عدم تسريب إحدى الحلقات.
لكنّ كل هذا لم يمنع التسريب. إذ تم تسريب الحلقة الثانية، أمس الأحد، قبل ساعات من بثّها. وسخر المغرّدون من ذلك، كما نشر كثيرون روابط لمواقع تعرض الحلقة المقرصنة.
وكانت شركة التحليلات MUSO قد كشفت أن الحلقة الأولى من المسلسل تعرّضت إلى 55 مليون عملية قرصنة خلال الـ24 ساعة الأولى. وكان السبب الرئيسي وراء هذه العمليات هي القيود الجغرافية الموضوعة على خدمات التلفزيون والبث المباشر.
Twitter Post
|
Twitter Post
|
Twitter Post
|