بدأت الإجازة المدرسية الصيفية في اليمن، من دون أن تضيف جديداً في حياة معظم التلاميذ. فهذه الإجازة لا تعني لهم شيئاً سوى توقف أي مجهود تربوي أو تعليمي. لا وجود لبرامج وأنشطة ترفيهية أو ثقافية أو رياضية تشعرهم أنّهم يقضون إجازتهم في ما يحفزهم على استقبال العام الدراسي الجديد باستعداد أكبر.
قضت الحرب على إمكانات المؤسسات الحكومية التي كانت تتولى مهمة إنشاء وتنفيذ المخيمات والفعاليات الصيفية الثقافية والرياضية والترفيهية للتلاميذ في المحافظات. ومنها وزارات التربية والتعليم، والشباب والرياضة، والأوقاف، والثقافة وغيرها. هذا الوضع يقلق الكثير من أولياء الأمور على أبنائهم من إجازة طويلة الأيام.
يعتبر مثنى الحيمي أنّ من الأسلم أن يجبر أبناءه على البقاء في المنزل طوال اليوم خلال العطلة: "خارج المنزل لا يوجد أمان ولا أنشطة ترفيهية أو ملاعب". يضيف لـ"العربي الجديد": "إبقاء أبنائي الأربعة في المنزل في أيام العطلة هو الخيار الأفضل. فبالإضافة إلى غياب الأنشطة، قد يعرّضهم قضاء الوقت خارج المنزل إلى مخاطر متنوعة". يشير إلى أنّ أحد أبنائه (16 عاماً) حاول مراراً إقناعه بالسماح له بالمشاركة في الاشتباكات المسلحة الدائرة في مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء.
يوضح الحيمي أنّ ذلك نتيجة مجالسة ابنه بعض أصدقائه الأكبر الذين حاولوا إقناعه بالذهاب والقتال معهم في الإجازة الصيفية وكسب المال. يلفت إلى أنّ قضاء الأبناء وقتهم في الشوارع هذه الأيام يساعد على الانخراط مع الجماعات المسلحة أو عصابات السرقة في المدن. يضيف: "كنت قد نويت أن أشرك أبنائي في برامج تقوية اللغة الإنكليزية لتعزيز قدراتهم اللغوية، لكن اتضح أنّ أغلب المراكز التعليمية الخاصة أغلقت أو أنّ رسومها باهظة".
في السياق نفسه، يبدي التلميذ في الثانوي الأول عبد الله الشهاري انزعاجه من عدم قدرته على استغلال الإجازة الصيفية في ما يعود عليه بالنفع. يضيف لـ"العربي الجديد" أنّه يقضي أغلب ساعات الليل والنهار في المنزل. يعلق: "يخاف والداي عليّ من الخروج للعب كرة القدم أو مجرد الجلوس أمام المنزل، فالعصابات والمسلحون منتشرون في كلّ مكان". يشير إلى أنه ومنذ الأيام الأولى للإجازة بدأ يشعر بالملل ولا يدري ماذا يفعل خلال ساعات الفراغ الطويلة.
اقــرأ أيضاً
من ناحية أخرى، يتواجد في المدن الرئيسية الكثير من الأطفال من مناطق مختلفة، ينتشرون في الشوارع الرئيسية لبيع بعض السلع البسيطة للمارة والسائقين في الإجازة الصيفية. ينحدر معظم هؤلاء الأطفال من مجتمعات فقيرة أو نازحة تجد في الإجازة أفضل وقت لجني المال في تجارة الأرصفة والشوارع والتسول أحياناً.
من جانبه، يعتبر الباحث في مجال التربية والتعليم خالد العدواني أنّ غياب دور الدولة قاد أغلب تلاميذ اليمن خلال هذا الصيف إلى قضاء إجازتهم في خوف أو بؤس. فقد انحدر الوضع المعيشي للأسر بشكل حاد ما منع تنظيم النشاطات الصيفية، وقلل فرص التحاق التلاميذ بالمعاهد والنوادي.
يؤكد العدواني لـ"العربي الجديد" أنّ معظم التلاميذ يقضون أوقاتهم هذا الصيف في منازلهم أو مع رفاقهم في الشارع. وينوه إلى أنّ عدم استغلال هذه الفترة الطويلة سينعكس على التلاميذ سلباً. يقول: "تتأثر الحالة النفسية للتلميذ فيصيبه نوع من الملل، ليكون أكثر ميلاً إلى الانعزال أو العنف. ويصل الأمر ببعضهم إلى تشكيل عصابات تمارس التحرش والسرقة وإزعاج الآخرين". ولعدم انشغالهم بما يرتبط بالإبداع والتفكير، يؤكد العدواني أنّ قدراتهم تتراجع، لا سيما "القدرات الذهنية والقدرة على التفكير والتحليل، فيكون ذلك سبباً في تراجع مستواهم العلمي والمعرفي والتحصيلي".
اقــرأ أيضاً
قضت الحرب على إمكانات المؤسسات الحكومية التي كانت تتولى مهمة إنشاء وتنفيذ المخيمات والفعاليات الصيفية الثقافية والرياضية والترفيهية للتلاميذ في المحافظات. ومنها وزارات التربية والتعليم، والشباب والرياضة، والأوقاف، والثقافة وغيرها. هذا الوضع يقلق الكثير من أولياء الأمور على أبنائهم من إجازة طويلة الأيام.
يعتبر مثنى الحيمي أنّ من الأسلم أن يجبر أبناءه على البقاء في المنزل طوال اليوم خلال العطلة: "خارج المنزل لا يوجد أمان ولا أنشطة ترفيهية أو ملاعب". يضيف لـ"العربي الجديد": "إبقاء أبنائي الأربعة في المنزل في أيام العطلة هو الخيار الأفضل. فبالإضافة إلى غياب الأنشطة، قد يعرّضهم قضاء الوقت خارج المنزل إلى مخاطر متنوعة". يشير إلى أنّ أحد أبنائه (16 عاماً) حاول مراراً إقناعه بالسماح له بالمشاركة في الاشتباكات المسلحة الدائرة في مديرية نهم التابعة لمحافظة صنعاء.
يوضح الحيمي أنّ ذلك نتيجة مجالسة ابنه بعض أصدقائه الأكبر الذين حاولوا إقناعه بالذهاب والقتال معهم في الإجازة الصيفية وكسب المال. يلفت إلى أنّ قضاء الأبناء وقتهم في الشوارع هذه الأيام يساعد على الانخراط مع الجماعات المسلحة أو عصابات السرقة في المدن. يضيف: "كنت قد نويت أن أشرك أبنائي في برامج تقوية اللغة الإنكليزية لتعزيز قدراتهم اللغوية، لكن اتضح أنّ أغلب المراكز التعليمية الخاصة أغلقت أو أنّ رسومها باهظة".
في السياق نفسه، يبدي التلميذ في الثانوي الأول عبد الله الشهاري انزعاجه من عدم قدرته على استغلال الإجازة الصيفية في ما يعود عليه بالنفع. يضيف لـ"العربي الجديد" أنّه يقضي أغلب ساعات الليل والنهار في المنزل. يعلق: "يخاف والداي عليّ من الخروج للعب كرة القدم أو مجرد الجلوس أمام المنزل، فالعصابات والمسلحون منتشرون في كلّ مكان". يشير إلى أنه ومنذ الأيام الأولى للإجازة بدأ يشعر بالملل ولا يدري ماذا يفعل خلال ساعات الفراغ الطويلة.
من ناحية أخرى، يتواجد في المدن الرئيسية الكثير من الأطفال من مناطق مختلفة، ينتشرون في الشوارع الرئيسية لبيع بعض السلع البسيطة للمارة والسائقين في الإجازة الصيفية. ينحدر معظم هؤلاء الأطفال من مجتمعات فقيرة أو نازحة تجد في الإجازة أفضل وقت لجني المال في تجارة الأرصفة والشوارع والتسول أحياناً.
من جانبه، يعتبر الباحث في مجال التربية والتعليم خالد العدواني أنّ غياب دور الدولة قاد أغلب تلاميذ اليمن خلال هذا الصيف إلى قضاء إجازتهم في خوف أو بؤس. فقد انحدر الوضع المعيشي للأسر بشكل حاد ما منع تنظيم النشاطات الصيفية، وقلل فرص التحاق التلاميذ بالمعاهد والنوادي.
يؤكد العدواني لـ"العربي الجديد" أنّ معظم التلاميذ يقضون أوقاتهم هذا الصيف في منازلهم أو مع رفاقهم في الشارع. وينوه إلى أنّ عدم استغلال هذه الفترة الطويلة سينعكس على التلاميذ سلباً. يقول: "تتأثر الحالة النفسية للتلميذ فيصيبه نوع من الملل، ليكون أكثر ميلاً إلى الانعزال أو العنف. ويصل الأمر ببعضهم إلى تشكيل عصابات تمارس التحرش والسرقة وإزعاج الآخرين". ولعدم انشغالهم بما يرتبط بالإبداع والتفكير، يؤكد العدواني أنّ قدراتهم تتراجع، لا سيما "القدرات الذهنية والقدرة على التفكير والتحليل، فيكون ذلك سبباً في تراجع مستواهم العلمي والمعرفي والتحصيلي".