في أول لقاء تلفزيوني، بعد يوم من إطلاق سراحه، صرّح الأمين العام السابق لـ "جمعية العمل الوطني الديمقراطي" (وعد)، إبراهيم شريف السيد، أنّه يسامح من عذّبه وظلمه وظلم أهله، "فالتسامح أول خطوة باتجاه الحل السياسي، من دون سياسة التسامح ستستمر سياسة الانتقام".
ولد إبراهيم شريف في جزيرة المحرق، البحرين عام 1957، تخرّج من المدرسة الثانوية عام 1973، وقصد لبنان لدراسة الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث انخرط في العمل السياسي من خلال "الاتحاد الوطني" لطلبة البحرين، واحتك بالتيار القومي العروبي الناهض في ذلك الوقت.
مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، انتقل مع طلبة آخرين إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته في إحدى جامعات ولاية تكساس، وهناك ساهم في تأسيس فرع لاتحاد طلبة البحرين، كما عمل ناشطاً في منظمة الطلبة العرب. عند عودته إلى البحرين عام 1980، تم إيقافه 15 يوماً بتهمة الانتماء إلى تنظيم "الجبهة الشعبية" (يسار)، وسُحب منه جواز السفر لمدة 3 أعوام. عمل موظفاً في أحد البنوك، حيث ترقى حتى أصبح عضو مجلس إدارة ونائباً للرئيس التنفيذي.
مع تدشين ميثاق العمل الوطني عام 1999، وبدء تحوّل التنظيمات السياسية من العمل السري إلى العلني للعمل كجمعيات سياسية، وُلدت جمعية "وعد" من رحم تنظيم "الجبهة الشعبية" عام 2001. واختارت الجمعيات المعارضة مقاطعة أول انتخابات برلمانية عام 2002، بسبب الخلاف على آلية إقرار الدستور الجديد من جانب واحد من دون توافق شعبي.
خلال السنوات الأربع التالية، عادت أجواء الاحتقان السياسي إلى البحرين مجدداً، في ظل سياسة الشد والجذب بين الحكومة والمعارضة، إذ تصاعدت إجراءات التضييق على حركة الجمعيات المعارضة وأنشطتها العلنية من ندوات وتجمعات جماهيرية. وتعرضت إحدى هذه التجمعات في جزيرة سترة نهاية عام 2005 إلى هجوم من قبل قوات الأمن، أصيب فيه شريف بطلق في ركبته. وقد دفعت تلك الإجراءات الجمعيات للتفكير في المشاركة في انتخابات 2006. وفي ذلك العام، تم انتخاب شريف أميناً عاماً لـ "وعد" خلفاً للقائد عبد الرحمن النعيمي الذي توفي في سبتمبر/أيلول عام 2011.
اقرأ أيضاً: إطلاق سراح الأمين العام السابق لجمعية "العمل الوطني"
ترشّح شريف مرتين إلى الانتخابات البرلمانية (2006- 2010)، وأخفق في الفوز بمقعد على الرغم من وصوله إلى الجولة الثانية عام 2006، بسبب التوزيع الطائفي للدوائر الانتخابية. تم التجديد له أميناً عاماً لـ "وعد" عامي 2008 و2010، لما أثبته من كفاءة عالية وأداء سياسي. استطاع أن يقيم تحالفاً مع جمعية "الوفاق الوطني الإسلامية" المعارضة، ضمن التحالف الخماسي للجمعيات، على أسس وطنية صلبة، من احترام قيم العدالة والمساواة ورفض التمييز، والدعوة لمصالحة وطنية شاملة، واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، اشتهر بلقاء تلفزيوني نادر مع أحد شخصيات المعارضة على التلفزيون الحكومي، اتهم فيه الحكومة بـ "تضليل الجمهور حول استخدام الأموال العامة"، ما أطاح بوزير الإعلام، جهاد بوكمال، في ذلك الوقت، بعد يوم واحد فقط، وذلك بسبب انتقاده الإنفاق الحكومي، وتطرقه لمخصصات الديوان الملكي وميزانيات الشركات المملوكة للدولة والنفقات العسكرية، و"كان ذلك أكثر مما يمكن تحمله بالنسبة للحكومة" كما قال شريف.
مع بدء الحراك السياسي في فبراير/شباط 2011، أصبح شريف ناطقاً رسمياً باسم الجمعيات السياسية. وتم اعتقاله في 17 مارس/آذار 2011، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، فترة إعلان قانون السلامة الوطنية، لدوره في احتجاجات البحرين 2011.
في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2012، أعادت الجمعية العمومية انتخابه أميناً عاماً لها وهو في السجن. وفي العام 2014، رفعت وزارة العدل دعوى قضائية لإيقاف نشاط الجمعية بسبب ذلك، فتم انتخاب رضي الموسوي أميناً عاماً جديداً في أكتوبر/تشرين الأول 2014.
أفرج عن شريف منتصف ليل الجمعة/السبت، بعد أربع سنوات وثلاثة أشهر قضاها في السجن. ويأتي الإفراج عن شريف بعد يومين فقط من الحكم بالسجن أربع سنوات، على أمين عام "جمعية الوفاق الوطني الإسلامية" الشيخ علي سلمان، الذي كان من أقرب حلفائه خلال العقد الأخير. يُذكر أنّ شريف متزوج من فريدة غلام إسماعيل، رفيقته في النضال ورئيسة لجنة شؤون المرأة في "وعد" وعضو "المرصد البحريني لحقوق الإنسان"، ولهما 3 أولاد.
اقرأ أيضاً: سجن علي سلمان... محطة في مسيرة شيخ المعارضة البحرينية
ولد إبراهيم شريف في جزيرة المحرق، البحرين عام 1957، تخرّج من المدرسة الثانوية عام 1973، وقصد لبنان لدراسة الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت، حيث انخرط في العمل السياسي من خلال "الاتحاد الوطني" لطلبة البحرين، واحتك بالتيار القومي العروبي الناهض في ذلك الوقت.
مع اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية عام 1975، انتقل مع طلبة آخرين إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته في إحدى جامعات ولاية تكساس، وهناك ساهم في تأسيس فرع لاتحاد طلبة البحرين، كما عمل ناشطاً في منظمة الطلبة العرب. عند عودته إلى البحرين عام 1980، تم إيقافه 15 يوماً بتهمة الانتماء إلى تنظيم "الجبهة الشعبية" (يسار)، وسُحب منه جواز السفر لمدة 3 أعوام. عمل موظفاً في أحد البنوك، حيث ترقى حتى أصبح عضو مجلس إدارة ونائباً للرئيس التنفيذي.
مع تدشين ميثاق العمل الوطني عام 1999، وبدء تحوّل التنظيمات السياسية من العمل السري إلى العلني للعمل كجمعيات سياسية، وُلدت جمعية "وعد" من رحم تنظيم "الجبهة الشعبية" عام 2001. واختارت الجمعيات المعارضة مقاطعة أول انتخابات برلمانية عام 2002، بسبب الخلاف على آلية إقرار الدستور الجديد من جانب واحد من دون توافق شعبي.
خلال السنوات الأربع التالية، عادت أجواء الاحتقان السياسي إلى البحرين مجدداً، في ظل سياسة الشد والجذب بين الحكومة والمعارضة، إذ تصاعدت إجراءات التضييق على حركة الجمعيات المعارضة وأنشطتها العلنية من ندوات وتجمعات جماهيرية. وتعرضت إحدى هذه التجمعات في جزيرة سترة نهاية عام 2005 إلى هجوم من قبل قوات الأمن، أصيب فيه شريف بطلق في ركبته. وقد دفعت تلك الإجراءات الجمعيات للتفكير في المشاركة في انتخابات 2006. وفي ذلك العام، تم انتخاب شريف أميناً عاماً لـ "وعد" خلفاً للقائد عبد الرحمن النعيمي الذي توفي في سبتمبر/أيلول عام 2011.
اقرأ أيضاً: إطلاق سراح الأمين العام السابق لجمعية "العمل الوطني"
ترشّح شريف مرتين إلى الانتخابات البرلمانية (2006- 2010)، وأخفق في الفوز بمقعد على الرغم من وصوله إلى الجولة الثانية عام 2006، بسبب التوزيع الطائفي للدوائر الانتخابية. تم التجديد له أميناً عاماً لـ "وعد" عامي 2008 و2010، لما أثبته من كفاءة عالية وأداء سياسي. استطاع أن يقيم تحالفاً مع جمعية "الوفاق الوطني الإسلامية" المعارضة، ضمن التحالف الخماسي للجمعيات، على أسس وطنية صلبة، من احترام قيم العدالة والمساواة ورفض التمييز، والدعوة لمصالحة وطنية شاملة، واحترام الحريات العامة وحقوق الإنسان.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2008، اشتهر بلقاء تلفزيوني نادر مع أحد شخصيات المعارضة على التلفزيون الحكومي، اتهم فيه الحكومة بـ "تضليل الجمهور حول استخدام الأموال العامة"، ما أطاح بوزير الإعلام، جهاد بوكمال، في ذلك الوقت، بعد يوم واحد فقط، وذلك بسبب انتقاده الإنفاق الحكومي، وتطرقه لمخصصات الديوان الملكي وميزانيات الشركات المملوكة للدولة والنفقات العسكرية، و"كان ذلك أكثر مما يمكن تحمله بالنسبة للحكومة" كما قال شريف.
مع بدء الحراك السياسي في فبراير/شباط 2011، أصبح شريف ناطقاً رسمياً باسم الجمعيات السياسية. وتم اعتقاله في 17 مارس/آذار 2011، وحكم عليه بالسجن خمس سنوات، فترة إعلان قانون السلامة الوطنية، لدوره في احتجاجات البحرين 2011.
في 19 أكتوبر/تشرين الأول 2012، أعادت الجمعية العمومية انتخابه أميناً عاماً لها وهو في السجن. وفي العام 2014، رفعت وزارة العدل دعوى قضائية لإيقاف نشاط الجمعية بسبب ذلك، فتم انتخاب رضي الموسوي أميناً عاماً جديداً في أكتوبر/تشرين الأول 2014.
أفرج عن شريف منتصف ليل الجمعة/السبت، بعد أربع سنوات وثلاثة أشهر قضاها في السجن. ويأتي الإفراج عن شريف بعد يومين فقط من الحكم بالسجن أربع سنوات، على أمين عام "جمعية الوفاق الوطني الإسلامية" الشيخ علي سلمان، الذي كان من أقرب حلفائه خلال العقد الأخير. يُذكر أنّ شريف متزوج من فريدة غلام إسماعيل، رفيقته في النضال ورئيسة لجنة شؤون المرأة في "وعد" وعضو "المرصد البحريني لحقوق الإنسان"، ولهما 3 أولاد.
اقرأ أيضاً: سجن علي سلمان... محطة في مسيرة شيخ المعارضة البحرينية