أما سلاح الجو في "الجيش الوطني الليبي" التابع لحفتر، فمؤلف من منظومة "بانتسير إس 1" الجوية ذات الصنع الروسي، وطائرات إماراتية مسيّرة، أكد التقرير الأممي أنها مسؤولة عن مقتل 42 ليبياً في مرزق، وإلقاء قنابل عنقودية على مطار زوارة الليبي. أي جيش ليبي وطني هذا، ومقاتلوه خليط من المرتزقة الأفارقة وقنّاصي "فاغنر" الروس وطائرات إماراتية قتلت "شقيقات الفرناج الثلاث"، وطفلين وأمهما بشقتهم في صلاح الدين في طرابلس؟ وهي الطائرات نفسها التي قتلت 14 طفلاً في 73 ساعة مطلع هذا الشهر.
وإثباتاً لعمق أزمة الوعي، فقد خرجت تظاهرة شارك فيها عشرات المتحمسين الحانقين، للمطالبة بإطلاق سراح طيار أُسرَ جنوب الزاوية، رغم علمهم بمشاركته في قصف أحياء مدنية، بل ويدعم بعضهم مطالب أحمد المسماري المتحدث باسم قيادة حفتر، بـ"تطبيق اتفاقية جنيف لمعاملة الأسرى"، ويتناسون عشرات الفيديوهات الشاهدة على تصفية أسرى لدى حفتر وبأوامره المباشرة. وصلت أزمة غياب الوعي إلى حد معارضة اتفاق يضمن مصالح ليبيا البحرية، فبعض القيادات القبلية وصفت الاتفاق بـ"الغزو التركي"، ووضعوا الاتفاقين الأمني والبحري في سلة واحدة، وكأنه ليس للحكومة حق في الدفاع عن العاصمة من غزو المرتزقة والأطماع الإماراتية المصرية. فأي "جيش وطني ليبي" هذا بعد التأكد من أن مكوناته عبارة عن مرتزقة ليس من بينهم ليبي واحد سوى حفتر وبضعة ضباط متقاعدين؟