أيوب المهنا يحلم بأطراف اصطناعية

28 فبراير 2015
يحب لعب كرة القدم (العربي الجديد)
+ الخط -

يحلُمُ أيوب المهنا (عشر سنوات) المولود في قرية الطرف شرق السعودية، أن يتمكن من ارتداء ملابسه لوحده من دون مساعدة والديه، علماً أنه ولِد من دون ذراعين. يحلم أيضاً أن يجد في صفّه في المدرسة، يوماً ما، كرسياً وطاولة مناسبتين لوضعه الصحي، وأن ينعم بظروف ملائمة تخوّله متابعة دراسته. فالسنوات الخمس الماضية لم تجر كما أراد، بسبب سخرية زملائه منه وعدم قدرته على الجلوس على الكرسي، حتى صار يضع ملاءة على الأرض ليجلس عليها.

منذ ولادته، سعت والدته إلى تدريبه على الاعتماد على النفس، ليكون قادراً على تدبير شؤونه من خلال الاستعانة بقدميه. لم يكن الأمر سهلاً. حين بدأ المشي، كثيراً ما كان يسقط أرضاً بسبب عدم قدرته على التوازن دائماً. وعلى الرغم من تواضع إمكانيات العائلة المادية، فإنها حاولت أن تهيئ له بيئة مناسبة في البيت. شجعته والدته على تناول الطعام بمفرده، والرسم، ولعب كرة القدم في باحة الدار. مع الوقت، باتت هذه اللعبة الأحب إلى قلبه، وساعدته على الخروج من البيت، حتى صار يلعبها مع أولاد الحي.

يقول شقيق أيوب الأكبر نبيه، لـ "العربي الجديد"، إن شقيقه مرح ويحب المزاح مع أصدقائه، كما أنه يحب الاعتماد كثيراً على نفسه، لكنه لا يستطيع القيام بكل شيء بمفرده. ويشير إلى تعلّقه بوالدته وخصوصاً أنها تهتم به كثيراً. لا يحب الابتعاد عنها طويلاً، ويحبّ أيضاً اللعب مع الأطفال الصغار.
ما إن بلغ أيوب عامه الرابع، حتى بدأت أسرته طرق أبواب الدوائر الحكومية والمستشفيات ووزارة التعليم، بهدف تأمين المساعدة الصحية له، بالإضافة إلى ضمان حصوله على مقعد في المدرسة، وها هو اليوم في الصف الثالث الابتدائي على الرغم من جميع العراقيل، وقد حصل أخيراً على جائزة "الإصرار"، وهي برأي نبيه بمثابة دعم معنوي لأيوب الذي يكافح في المدرسة. في الوقت نفسه، يقول إن قيمتها المادية غير كافية لتحقيق أحلامه. يريد أطرافاً اصطناعية وطاولة وكرسياً الكترونيين يكون قادراً على التحكم بهما، ويكون قادراً على إكمال مشواره الدراسي.

من جهته، يتمنى والد أيوب السبعيني، وهو بائع خضروات، أن يجني المال الكافي لإعالة أفراد عائلته الثمانية، وأن يتمكن صغيره من إكمال تعليمه ويحصل على شهادة جامعية، بالإضافة إلى منزل وسيارة وغد أفضل. وما زال نبيه يسعى جاهداً إلى تحقيق حلم شقيقه، بالحصول على أطراف اصطناعية.
المساهمون