أيام سوداء في المغرب... جرائم ومآسٍ تهزّ المجتمع

11 يوليو 2017
الطفلة خديجة التي عثر عليها مقتولة ومقطعة الأطراف (فيسبوك)
+ الخط -
اهتز المجتمع المغربي في الفترة الأخيرة على وقع جرائم ومآسٍ أسرية وإنسانية مؤلمة، انطلقت من حادثة تقطيع جثة طفلة صغيرة إرباً إرباً، إلى احتجاز شاب لصديقته وحرقه بعض أنحاء جسدها، وصولاً إلى مهندس يعيش متشرّداً، وقصة طالبة جامعية تحيا في الشوارع.

وفي تفاصيل هذه الوقائع المؤلمة، فجعت مدينة صفرو المغربية قبل أيام قليلة بفاجعة العثور على جثة الطفلة الصغيرة خديجة بالكاد تبلغ 6 سنوات، اغتصبها الجاني وعمد إلى تقطيع أطرافها وحرق وجهها.

وصُدمت والدة الطفلة الصغيرة من هول ما شاهدته بعد العثور على طفلتها التي كانت تبحث عنها منذ أيام، ولم تعرفها سوى من فستانها الوردي، بسبب محو ملامح وجهها المحروق.




وصُعق المجتمع المغربي أيضا لقصة عجوز في عقده السابع، تحتجزه أسرته داخل إسطبل للحيوانات. كما انتشرت قصة فتاة تبلغ من العمر 19 عاما تعرضت لتعذيب سادي من طرف صديقها بمدينة الدار البيضاء، وتمكّنت من الفرار من البيت الذي كان يحتجزها فيه، بعد أن استقدمها من مدينة أخرى حيث تقطن عائلتها.



أما قصة الطالبة سارة، فأحزنت العديد من المغاربة الذين تداولوا صورها في مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تعيش متشرّدة في الشارع، بعد أن أنقذها نشطاء شباب قبل أسابيع.

وظهرت سارة، الطالبة المجتهدة المنحدرة من مدينة بني ملال، التي طردتها أسرتها بسبب علاقة غير شرعية أقامتها مع زميل لها، لتظهر هائمة على وجهها في الشارع، وتتعرض للاغتصاب والحمل، ما دفع بعض المحسنين على حملها إلى المستشفى لمتابعة صحتها.



وقصة المهندس عبد الفتاح الوادي لا تقل مأساوية عن حالة سارة، إذ تعرض لمشاكل تتعلق بالإرث مع أصدقائه، ليغادر البلاد سنوات طويلة، وعاد ليجد نفسه محاطا بالمشاكل ذاتها وبالتحريض ضده، فأصيب بداء السكري وقطعت رجلاه، وتعرض للطرد من المستشفى في مدينة فاس، واضطر للعيش وحيدا داخل سيارته المتهرئة بإحدى الغابات.




ويعلق محمد قجدار، الباحث والمعالج النفسي على هذه الوقائع المأساوية المتوالية، قائلا لـ"العربي الجديد" إن الكثير منها يحدث في المجتمع يوميا، لكن ما يصل إلى الإعلام والصحافة هو ما يشتهر ويسير على كل لسان.

ويوضح قجدار أن أسباب هذه الأحداث سواء كانت اغتصاب الأطفال، أو ممارسات سادية وحاطة من كرامة الإنسان، أو تشرد أشخاص متعلمين، يعود إلى التغير القيمي داخل المجتمع المغربي.

يفسر المتحدث الأمر بأنه يتعلق بتحول خطير في سلوكيات المغاربة، بعد أن أصبحت الجريمة في سلوك عدد منهم متاحة وممكنة، لا يخيفهم عقاب القانون ولا السجن، كما أن غياب الوازع التربوي والديني عنصر حاسم في ما يحدث من مآسٍ اجتماعية.