أوّل تعليق للبشير بعد 6 أيام من التظاهرات المتواصلة... ومسيرة نسائية بـالقضارف

24 ديسمبر 2018
ما زالت التظاهرات مستمرة في السودان (تويتر)
+ الخط -
تستمر المظاهرات المحتجة على الأوضاع المعيشية بالسودان، وفي مدينة القضارف تحديدًا، شرق البلاد، حيث ما زالت جذوة الاحتجاجات قائمة، مع دخول النساء بقوة على الأحداث، في وقت أصدر فيه الرئيس عمر البشير أوّل تعليق له على الأحداث منذ اندلاعها.

ووفقاً لشهود عيان، فإن احتجاجات خاصة بالنساء خرجت، اليوم الإثنين، في القضارف، طالبت بإسقاط النظام ونددت بالغلاء الذي ضرب البلاد.

وتعد القضارف واحدة من المدن السودانية التي خرجت في مظاهرات مبكراً ضد الحكومة، سقط فيها 3 أشخاص على الأقل قتلى، وأصيب العشرات.

وأوضح شاهد عيان، تحدث عبر الهاتف لـ"العربي الجديد" من القضارف، أن المظاهرة انطلقت من حي أبكر جبريل، ومرت بسوق المحاصيل ووصلت لقسم الشرطة، حيث يحتجز عدد من أبناء المحتجات للمطالبة بإطلاق سراحهم، ولم تستخدم الشرطة وقوات الأمن الغاز المسيل للدموع كما جرت العادة منذ بدء الحراك الشعبي في البلاد، لكن عشرات من عربات الشرطة والأمن تابعت المسيرة حتى تفرقها.

وتزامنت المسيرة مع استقبال العميد أمين مبارك شمت، الذي عُين والياً على الولاية، بديلاً لميرغني صالح، الذي لقي مصرعه قبل أسابيع في حادثة تحطم طائرة.

وطبقاً لمصادر خاصة، فقد عقد الوالي الجديد اجتماعاً طارئاً للجنة أمن الولاية بعد وصوله مباشرة، حول الوضع الأمني. وسجلت مدينة المناقل (وسط)، محاولة محدودة قام بها طلاب جامعيون للوصول إلى سوق المدينة، لكن قوات الشرطة سرعان ما أخمدتها، وبعدها صدر قرار بإغلاق الجامعة.

وفي مدينة رفاعة بولاية الجزيرة، وسط البلاد، تظاهر عشرات الأشخاص ضد ندرة وغلاء السلع الرئيسية.

وجاءت تظاهرات المناقل والجزيرة قبل يوم واحد من زيارة مرتقبة للرئيس عمر البشير لولاية الجزيرة لافتتاح عدد من المشروعات، منها مشاريع في رفاعة على وجه التحديد.

وتعتبر زيارة البشير للولاية الأولى من نوعها منذ بدء الاحتجاجات الشعبية. وحسب البرنامج الذي اطلع عليه "العربي الجديد"، فإن البشير سيوجه خطابات جماهيرية يتوقع أن تحظى باهتمام واسع، لأنها الأولى من نوعها بعد الأحداث.

جماهير المريخ تتظاهر
ودخلت جماهير فريق المريخ السوداني، اليوم، في خط الغضب الشعبي، بعد يوم واحد من تسيير جماهير ندِّهم التقليدي الهلال، لأكبر التظاهرات.

وخرج أنصارالمريخ في تظاهرة تطالب بإسقاط النظام عقب مباراة للفريق أمام فريق الأهلي.
غير أن الشرطة تعاملت بصورة فورية مع الجمهور وفرقتهم بصورة سريعة.
 

موقف جديد لحزب "الأمة"
إلى ذلك، دعا تجمع المهنيين المعارض لحشد واسع يوم غد، الثلاثاء، وسط الخرطوم، والتوجه في مسيرة نحو القصر الجمهوري لتسليم مذكرة تطالب الحكومة بالتنحي.

وهدد التجمع بخطوات تصعيدية أخرى بما فيها تنفيذ إضراب عن العمل في الكثير من القطاعات.

وفي موقف جديد من حزب الأمة القومي المعارض بزعامة الصادق المهدي، أعلن الحزب، في بيان له اليوم الإثنين، دعمه لموكب المهنيين.

وكان المهدي قد أعلن، السبت الماضي، عدم نية حزبه للمشاركة في الحراك الحالي بحجة أنه عفوي وغير منظم.

وقال الحزب، في بيانه، إن "جهود الحزب تمضي في سبيل وحدة قوى النظام الجديد وتنسيق المواقف لصالح فعل يوازي المرحلة كشرط لازم لإنجاح الانتفاضة، ولضمان عدم انزلاق البلاد نحو الهاوية"، حسب تقديره.

وأكد أنه "الآن يدعم بقوة موكب المهنيين ويدعو كافة عضويته للمشاركة فيه على طريق تحرير الشعب من القهر".


أول تصريح للبشير
وفي أول تعليق له على الأحداث، وعد الرئيس السوداني عمر البشير، اليوم الإثنين، باستمرار الدولة في إجراء إصلاحات اقتصادية "توفر للمواطنين حياة كريمة"، وفق قوله، داعيًا لـ"عدم الالتفات لمروجي الشائعات، والحذر من الاستجابة لمحاولات زرع الإحباط".

وأشاد البشير، في تصريحاته التي جاءت أمام قيادات جهاز الأمن والمخابرات، حسب وكالة السودان للأنباء، بـ"التنسيق بين القوات النظامية، وبجهود جهاز الأمن والمخابرات في الحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، كالعهد به دائماً، إلى جانب إسناد الجهاز التنفيذي في ضمان انسياب السلع والخدمات"، كما وعد بـ"إجراءات حقيقية تعيد ثقة المواطنين في القطاع المصرفي".

من جهته، أكد المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني، الفريق أول صلاح عبد الله محمد، "التفاف قوات الجهاز حول قائدها الأعلى، واضطلاع الجهاز بمهامه الدستورية في الحفاظ على أمن الوطن وسلامة المواطنين، وحماية المكتسبات الوطنية مع الالتزام بالمعايير المهنية"، مشيراً إلى "احترام الجهاز لحق التعبير السلمي"، وقال إن "المساس بالممتلكات العامة وترويع المواطنين والتعدي على ممتلكاتهم خط أحمر".

الخارجية تجتمع بالسفراء 
من جهة أخرى، عقدت وزارة الخارجية السودانية، اليوم الأحد، اجتماعين منفصلين مع السفراء المقيمين في الخرطوم أطلعتهم خلالهما على الأحداث التي شهدتها بعض الولايات السودانية.

وذكر بيان صحافي أن وكيل وزارة الخارجية ومساعدته إلهام إبراهيم، "قدّما شرحًا كذلك لأسباب الضائقة الاقتصادية في البلاد ومساعي الحكومة لتجاوزها، وأشارا إلى أن الحكومة تتفهم دواعي احتجاج المواطنين وأن السلطات المختصة تعاملت بطريقة حضارية مع الاحتجاجات السلمية، لكنها لما جنحت للتخريب والنهب والاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة كان لا بد من التصدي لها".

وأضاف البيان أنه "تم ضبط عدد من المخربين للتحقيق معهم، وسيتم تقديمهم للمحاكمة".
وعبّر وكيل وزارة الخارجية ياسر خضر، طبقاً للبيان، عن "تقدير السودان لمواقف التضامن، والاستعداد لتقديم المساعدة من الدول الشقيقة مثل قطر والسعودية والإمارات والبحرين والكويت وجنوب السودان".

واستقبل وزير الخارجية، الدرديري محمد أحمد، سفير الكويت لدى الخرطوم، بسام القنبدي، بعد يوم واحد من استدعائه بواسطة الوزارة احتجاجاً على طلب سفارته من الكويتيين في السودان مغادرة البلاد.

وقالت الوزارة، في تصريح صحافي، إن "السفير الكويتي نقل لوزير الخارجية رسالة من القيادة الكويتية تؤكد وقوفها مع السودان واستعدادها تقديم الدعم الذي يحتاجه السودان".



دلالات