أول شركة طيران عالمية تشهر إفلاسها بسبب كورونا بعد قرن من التحليق

11 مايو 2020
أفيانكا لم تنظّم أي رحلة منذ أواخر مارس(فرانس برس)
+ الخط -

قدمت شركة أفيانكا القابضة، ثاني أكبر شركة طيران في أميركا اللاتينية، طلباً لإشهار إفلاسها، مع اقتراب الموعد النهائي لسداد سندات مستحقة، وبعد سعيها دون جدوى للحصول على مساعدة عاجلة من حكومة كولومبيا من أجل النجاة من آثار أزمة فيروس كورونا.

وقدرت أفيانكا قيمة التزاماتها المالية بين مليار وعشرة مليارات دولار، في طلبها الذي أودعته، الأحد، لدى محكمة الإفلاس الأميركية للمنطقة الجنوبية في نيويورك.

وقال الرئيس التنفيذي للشركة، أنكو فان دير ويرف، في بيان صحافي، وفق وكالة رويترز اليوم الاثنين، إن "أفيانكا تواجه أكثر الأزمات صعوبة في تاريخها الممتد إلى 100 عام".

وإذا فشلت في الخروج من الإفلاس، فإن أفيانكا ستكون واحدة من أولى شركات الطيران الكبرى في العالم التي تفشل نتيجة لأزمة فيروس كورونا التي أدت إلى انخفاض بنسبة 90 بالمئة في حركة الطيران العالمية.

ولم تنفذ أفيانكا أي جدول منتظم لرحلات ركاب منذ أواخر مارس/ آذار، وتخلفت عند دفع رواتب معظم موظفيها البالغ عددهم 20 ألفاً طوال الأزمة.

وكانت أفيانكا تعاني بالفعل قبل اندلاع وباء كورونا، لكن طلبها لإشهار الإفلاس يبرز التحديات التي تواجه شركات الطيران، التي لا تستطيع الاعتماد على إجراءات إنقاذ حكومية. وقال ممثل للشركة لرويترز إن أفيانكا لا تزال تحاول الحصول على قروض من الحكومة.

وقال خوان ديفيد بالين، الخبير الاقتصادي في شركة "كاسا دي بولسا" للسمسرة في بوغوتا: "ليست مفاجأة على الإطلاق... كانت الشركة مثقلة بالديون، رغم أنها حاولت إعادة جدولة ديونها العام الماضي". وبلغت ديون الشركة 4.9 مليارات دولار بنهاية 2019، بزيادة 20% مقارنة بعام 2018.

وأفيانكا أيضاً واحدة من أقدم شركات الطيران في العالم، وهي مصدر فخر للكولومبيين. ومرت الشركة بالإفلاس من قبل في أوائل العقد الأول من القرن الحالي، وأنقذها جيرمان إفروموفيتش، وهو رجل أعمال بوليفي المولد، وأحد رواد الأعمال في مجال النفط.

وفي منتصف إبريل/ نيسان الماضي، توقّع الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) أن تتراجع عائدات شركات طيران الركاب في 2020 بنسبة 55%، أي ما يعادل 314 مليار دولار، بسبب جائحة كورونا.

وفي الولايات المتحدة الأميركية، أكبر اقتصاد في العالم، تواجه شركات الطيران صعوبات بالغة، وقد أعلنت وزارة الخزانة منتصف الشهر الماضي، أنها توصلت إلى اتّفاق مبدئي مع شركات الطيران، حول خطة إنقاذ تجنّبها الإفلاس أو تسريح موظفين في قطاع يعمل فيه مباشرة أكثر من 750 ألف شخص.

ووافق الكونغرس في مارس/ آذار الماضي على خطة ماليّة ضخمة بقيمة 2.2 تريليون دولار لإنقاذ الاقتصاد، تتضمن 25 مليار دولار لإعانة شركات الطيران على الاستمرار في دفع رواتب موظفيها لغاية 30 سبتمبر/ أيلول المقبل.

لكن هذه الخطوة لم تمنع المستثمرين من التخلص من حصصهم في شركات الطيران، فقد قال الملياردير الأميركي وارن بافيت، في وقت سابق من مايو/ أيار الجاري، إن مؤسسة بيركشاير هاثاواي، التي يرأسها باعت حصصها بالكامل في أكبر أربع شركات طيران أميركية، بعد أن تضررت أسهم هذه الشركات بشدة بسبب انهيار الطلب على السفر في الولايات المتحدة وسط جائحة كورونا.

وحتى نهاية 2019 كانت مؤسسة بيركشاير هاثاواي تملك حصصاً كبيرة في شركات الطيران، بما في ذلك حصة 11% في دلتا إيرلاينز و10% في أميركان إيرلاينز ونحو 10% في ساوث ويست إيرلاينز و9% في يونايتد إيرلاينز، وذلك حسبما جاء في تقريرها السنوي وتقارير الإفصاح الخاصة بها. 

وألغت شركات الطيران الأميركية مئات آلاف الرحلات، بعدما انخفض الطلب على السفر في الولايات المتحدة بنحو 95%، ولا يوجد جدول زمني واضح لعودة الرحلات إلى مستويات ما قبل الأزمة.

وعربياً، أعلنت مجموعة طيران الإمارات، في بيان أمس الأحد، أنها ستستدين من البنوك والأسواق المالية لتجاوز أزمة كورونا، وأنها قد تضطر إلى اتخاذ تدابير أشد لمواجهة شهور ستكون الأصعب في تاريخها.

وطلبت الخطوط الجوية الملكية الأردنية، وفق إفصاح للبورصة مطلع الأسبوع الجاري، إعادة جدولة ديون مستحقة لشركات تأجير طائرات وبنوك وموردين لبضعة أشهر، بعد تراجع "غير مسبوق" في الإيرادات بسبب كورونا.

المساهمون