أول سعودية تمثل بلدها بمجلس الأمن تثير جدلاً

06 فبراير 2015
السعودية منال رضوان في مجلس الأمن (العربي الجديد)
+ الخط -
باتت الدكتورة منال رضوان أول سيدة سعودية تمثل بلدها في المحافل الدولية، خصوصاً في مجلس الأمن الدولي بهيئة الأمم المتحدة، بعد أن تحدثت باسم السعودية في جلسة أُممية عن حقوق المدنيين، الأسبوع الماضي.

والدكتورة منال ابنة أحد الديبلوماسيين السعوديين، السفير حسن رضوان، وهي حاصلة على الدكتوراه من جامعة جورج ميسون بولاية فيرجينيا الأميركية، وعملت في عدة مناصب دبلوماسية، وتشغل الآن منصب سكرتير أول في بعثة السعودية لدى الأمم المتحدة.

وجاء الظهور الأول لرضوان أمام الأمم المتحدة واثقاً، وهي تهاجم الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق الإنسان. فبعد كلمة للممثل الإسرائيلي في مجلس الأمن، قالت الدكتورة رضوان: "لا يجوز لإسرائيل، قوة الاحتلال، الحديث عن حقوق الإنسان ولا عن حماية المدنيين، لاسيما حقوق المرأة، بأي شكل من الأشكال"، مضيفة أن إسرائيل "تحاول أن تلمّع سجلها المخزي وأن تحيد الأنظار عن جرائمها الموثقة ضد النساء والفتيات والأطفال، فكيف لقوة تمارس الاحتلال وسياسة الاستيطان، أن تتحدث عن حقوق الإنسان".

وشددت الدكتورة رضوان على أن وفد بلادها يدين كل الانتهاكات الإسرائيلية المخالفة للقانون الدولي والموثقة في مختلف هيئات الأمم المتحدة، وقالت: "تبلغ ذروة هذه الهجومية عندما تضطر النساء الفلسطينيات لأن يلدن أمام الحواجز العسكرية، ما يهدد حياتهن بالموت، أو يفقد مولودهن الحياة".

واعتبر ناشطون حقوقيون ظهور الدكتورة رضوان في محفل دولي إشارة على أن المرأة السعودية ستحظى في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز بمناصب قيادية أكبر.


ورأت الناشطة الحقوقية الدكتور سهيلة زين العابدين، أن الدكتورة منال رضوان كانت مميزة في حضورها أمام الأمم المتحدة وقالت: "منال رضوان أول امرأة سعودية تتحدث باسم السعودية رسمياً في مجلس الأمن، وفي هذة دلالة على أن المرأة السعودية ستكون في مواقع قيادية في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز".

وأضافت "كون الدكتورة منال غير محتجبة لا يلغي قيمة الحدث ودلالاته، فللمرة الأولى في تاريخ السعودية تمثل امرأة بلادنا في الأمم المتحدة"، معربة عن أسفها لأن "هناك من الرجال من ينظرون إلى المرأة كجسد وليست كصاحبة عقل وفكر، وامرأة كهذه لو لم تكن أهلاً لما كُلفت بالحديث باسم بلدها". فيما قال عبدالعزيز الخرجي: "أفخر بهذه السعودية من بلدي".

وتحوّل الحدث على موقع التواصل الاجتماعي تويتر إلى نقاش حاد حول هذا الظهور، خصوصاً وأن الدكتورة رضوان ظهرت من دون حجاب. ونشط متشددون على تويتر في الهجوم على الدكتورة رضوان.

وطالب الداعية المعروف محمد الشنار في هاشتاق (متبرجة تمثل المملكة بمجلس الأمن) الذي نشط طوال اليومين الماضيين بمحاسبة الدكتورة رضوان على ظهورها دون حجاب، وقال: "لا تمثل نساءنا ولا نساء المسلمين، والواجب محاسبتها لمخالفتها الشرع ونظام الدولة".

من جهته، اعتبر الداعية بدر الفهيد أن الدكتورة رضوان لا تمثله، وقال: "لا تمثلني ولا أتشرف بها، يجب أن يحاسب من سمح لها"، واستغرب آخرون من منح هذا الشرف لسيدة وعدم إسناده لرجل.


في المقابل، رد الداعية توفيق الصايغ على هذه الاتهامات، وقال: "ليست فاسقة لمجرد أنها متبرجة، نعم هذه معصية، لكن لا علاقة للأمر بعفتها، ليس كل من أتى معصية يصبح مهدَر الحق، مستباحَ العرض".

وعلى طرف آخر نشط مغردون مؤيدون لموقف الدكتورة راضون وشجاعتها، فقال حسان البوهزيم: "المرأة السعودية تمضي قدماً نحو تحطيم الحواجز واعتلاء السلالم رغم كل القيود الاجتماعية". فيما قالت تغريد البوعلي: "يكفيها أن تفخر أنها تمثل الوطن بتفكيرها وطموحها بعيداً عن الهاشتاق المستفز". وقال محمد بن حجي: "هي مثلت بلدها وتكلمت بكلام لم يقله أحد قبلها، وتبرجها شيء شخصي يقتصر عليها هي فقط ولا يخرجها من الإسلام".

المساهمون