جدّد ما يُسمى بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي"، والذي تأسس بدعم من الإمارات في جنوب اليمن، تمسّكه بالسعي لإقامة دولة جنوبية منفصلة عن الشمال، ولوّح بـ"جميع الوسائل والخيارات"، من أجل تحقيق ما وصفه بـ"الاستقلال"، و"إنجاز مقتضياته بالاستقلال المالي والإداري والسياسي عن صنعاء".
جاء ذلك في أول وثيقة يكشف عنها المجلس، أعلن عنها من خلال صحيفة "الأيام" الصادرة من عدن اليوم الأحد، وهي وثيقة المبادئ والأهداف والأسس، وتتضمن شرحاً عن المكون الذي تأسس في جنوب اليمن، في مايو/ أيار الماضي، برئاسة محافظ عدن السابق عيدروس الزبيدي.
وبحسب الوثيقة، فإن أهداف المجلس الانتقالي الجنوبي، تتمحور حول ما عبّر عنه بـ"تحقيق الهدف العام لشعب الجنوب وثورته التحررية، المتمثل في استعادة سيادته ونيل استقلاله وبناء دولته الوطنية الفيدرالية المستقلة كاملة السيادة". وتتطرّق إلى "نيل الاستقلال التام من احتلال صنعاء ومنظومة حكمها المستبدة"، على حد وصفها.
وحدد المجلس الأهداف بعدد من النقاط أبرزها "استكمال تحرير الأرض من قوات الغزو والاحتلال" (إشارة للشمال)، وكذلك "حشد الجهود والإمكانات الوطنية المتاحة، وتنسيقها في سبيل إدارة الأرض المحررة، وإعادة بناء مؤسسات الدولة المدنية وتفعيلها"، بالإضافة إلى "إنجاز مقتضيات الاستقلال الإداري والمالي والسياسي عن صنعاء، وصياغة وثائق وبرامج بناء دولة الجنوب المدنية الحديثة المستقلة"، حسب تعبير الوثيقة.
إلى ذلك، أكّدت أهداف المجلس على "مكافحة التطرف والإرهاب وحماية الأمن والاستقرار في المنطقة"، وكذلك "تعزيز العلاقة والشراكة مع دول التحالف العربي، بقيادة المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة".
وفيما بدا تلويحاً بإجراءات تصعيدية، تقول الوثيقة إن "جميع الوسائل والخيارات المؤدية إلى تحقيق الهدف العام لشعب الجنوب (الاستقلال) وأهداف المجلس المرحلية، متاحة أمام المجلس بعد دراستها وإقرارها من الجمعية الوطنية (أعلى هيئة مشرّعة في المجلس الانتقالي الجنوبي).
وتؤكد الوثيقة على كون "المجلس" إطاراً "قيادياً"، بما يجعل منه كياناً على حساب "الحكومة الشرعية"، إذ نفى عنه في بنود الوثيقة صفة أن يكون حزباً أو مكوناً سياسياً أو اجتماعياً، وشدد على أنه "كيان انتقالي" وأنه "إطار قيادي وطني ينظم وينسق قدرات وإمكانات قوى ونخب الشعب وأفراده صوب تحقيق أهدافه وتطلعاته".
وحدد المجلس مهمته بـ"قيادة الشعب لإنجاز استحقاقات ومهام مرحلة التحرر الوطني، وصولاً إلى تشكيل مؤسسات دولته الوطنية المستقلة. وتنتهي مهمته عند ذلك، وينحل كيانه المؤسسي بصفته تلك، ولرموزه ومنتسبيه عقب ذلك إعادة تنظيم أنفسهم وفق أي أطر سياسية طبقاً لدستور وقوانين الدولة القادمة".
وكان ما يُعرف بـ"المجلس الانتقالي الجنوبي" قد تأسس في مايو/ أيار الماضي، بدعم من الإمارات، وأسند إلى نفسه مهمة "إدارة وتمثيل الجنوب"، بما جعل البعض يصفه بأنه "انقلاب" ضد الشرعية في عدن، على غرار انقلاب جماعة أنصار الله (الحوثيين) وحلفائها في العاصمة صنعاء أواخر عام 2014.
ويقول المجلس إنه يسعى لإقامة دولة في جنوب اليمن منفصلة عن الشمال، وفقاً لحدود ما قبل توحيد اليمن عام 1990، ولكن تحت مسمى "الجنوب العربي"، ويمثل المجلس قسماً مما يُسمى بـ"الحراك الجنوبي" الذي تصاعدت فعالياته المطالبة بالانفصال منذ عام 2007، كما يضم المجلس قيادات متحالفة أو مقربة من الإمارات، والتي تتولى واجهة عمل وسيطرة التحالف في المحافظات الجنوبية لليمن.