وبحسب دي فيلت، فإن التقرير سيُظهر مدى العنف والتعذيب الذي يتعرّض له اللاجئون من قبل رجال الشرطة على طريق دول البلقان، ومنها المجر، حيث أُجبروا على الجلوس عراة في الثلج، وبعدها عمدوا إلى صبّ الماء البارد عليهم، فضلا عن تعرّضهم للضرب والسرقة والمعاملة غير الإنسانية.
وفي كرواتيا، أُجبر العديد من المهاجرين على خلع ملابسهم والعودة مرة أخرى إلى الحدود الصربية، فيما تعرّض الآخرون للضرب بالعصيّ من قبل رجال الشرطة. وفي بلغاريا، قام مسؤولون بتفتيش مجموعات من اللاجئين وسلبوهم أغراضهم الثمينة وأجبروهم على خلع أحذيتهم، قبل أن يأمروهم بالعودة عبر الحدود.
وأشار التقرير إلى أن أحد اللاجئين الأفغان ذكر في إفادته، وهي من ضمن 140 إجابة وثّقتها المنظمة، أنهم عوملوا في بلغاريا معاملة سيئة للغاية وتعرّضوا لصدمات كهربائية، وأنه تم وضعهم في ردهة صغيرة لأكثر من ثلاثة أيام من دون أن يُقدم لهم الطعام.
كما بيّن التقرير أن اللاجئين لا يستطيعون الوصول إلى إجراءات لجوء عادلة، وفي كثير من الحالات يحصلون على طرد جماعي غير قانوني، مستدلا بنموذج صربيا.
وساق التقرير حالة مجموعة من اللاجئين برفقهم طفل لا يتجاوز عمره السنتين، قيل لهم في صربيا إنهم سيُنقلون إلى مركز إيواء اللاجئين، إلا أنهم نُقلوا من قبل الشرطة إلى غابة بالقرب من الحدود مع بلغاريا، عند منتصف الليل، وتُركوا في درجات حرارة متدنية، وعندما عُثر على المجموعة كان اثنان منهم فاقدي الوعي.
وفي قضية أخرى، ذكرت أوكسفام أن ضباط الشرطة في صربيا أتلفوا الملفات والوثائق التي سُلمت من المحكمة للاجئين تم نقلتهم إلى الحدود البلغارية. ووصف المسؤول عن شؤون النزاعات في أوكسفام، روبرت ليندنر، الأمر بـ"المشين والمثير للصدمة"، موضحا أن الأشخاص الذين هربوا غالبا من عنف غير قابل للوصف في بلدانهم يتعرّضون لعنف جديد في أوروبا.
وأوضح التقرير أن منظمات عديدة، من بينها مركز بلغراد لحقوق الإنسان والجمعية المقدونية للمحامين الشباب، طالبت الحكومات في صربيا ومقدونيا وكرواتيا والمجر وبلغاريا، بوضع حد لانتهاكات حقوق الإنسان التي يتعرض لها طالبو الحماية، مبرزة أن عليها التأكد من أن الجناة سيُقدمون للعدالة.
كما يتوجّب على الاتحاد الأوروبي ضمان الوفاء بالتزاماته بموجب القانون وحقوق الإنسان والمعايير الدولية في أوروبا تجاه اللاجئين. وبيّن أن اثنتي عشرة منظمة ألمانية ودولية، بينها أنقذوا الأطفال ولجنة الإنقاذ الدولية، حذرت من استغلال الأطفال المهاجرين على طول طريق البلقان، من تعرّضهم للعنف والتهديد والاتجار، وأنه منذ العام الماضي ومع إقفال الحدود وبعد الاتفاق التركي الأوروبي، زادت المخاطر التي يتعرض لها الأطفال بشكل كبير، فيما حثّ المنسق الإقليمي للصليب الأحمر الدولي، إشلي لوفيت، الحكومات أن تلتزم بإنهاء احتجاز الأطفال.