أوكرانيا: استقالة رئيس الوزراء تعمّق أزمة الائتلاف الحاكم

25 يوليو 2014
ياتسينيوك (يمين) خلال جولته على القوات شرقي البلاد(سرتاك بولر/Getty)
+ الخط -

تشهد العاصمة الأوكرانية كييف أزمة سياسية، تشير إلى ضعف القوى السياسية التي تولّت إدارة البلاد بعد هرب الرئيس الأوكراني السابق، فيكتور يانوكوفيتش، مطلع العام الجاري، على خلفية صراع سياسي حاد حول التوجهات السياسية والاقتصادية للجمهورية السوفييتية السابقة، بين روسيا والغرب.

وأعلن رئيس الوزراء، أرسيني ياتسينيوك، اليوم الخميس، استقالته، مندداً بحل الائتلاف الحكومي في البرلمان، في خضمّ المواجهات العسكرية العنيفة التي تشهدها الأقاليم الشرقية للبلاد بين الانفصاليين الموالين لروسيا وقوات الحكومة المركزية في كييف.

كما جاءت استقالته في أوج أزمة اقتصادية تمرّ بها البلاد، وبعد أقل من أسبوع على إسقاط طائرة ركاب ماليزية، شرقي البلاد.

وتؤشر استقالة ياتسينيوك إلى انشقاق داخل الفريق الحاكم الموالي للغرب، وقد تؤدي إلى إغراق البلد في أزمة سياسية خطيرة.

وأعاد ياتسينيوك سبب استقالته إلى حل الائتلاف البرلماني، "الأمر الذي يعرقل المبادرات الحكومية"، على حد قوله، محذراً من أن حل الائتلاف "ستكون له عواقب مأسوية على البلد".

وفي كلمة له أمام النواب، قال ياتسينيوك: "حكومتنا لا تملك أجوبة على الأسئلة المتعلقة بدفع الرواتب، وتعبئة خزانات وقود المدرعات، وتمويل الجيش". وأشار إلى أنه لم يجرِ التصويت على قوانين مهمة على أثر حل الائتلاف.

وأضاف ياتسينيوك: "من غير المقبول مقايضة مصير البلد بمصالح سياسية ضيقة. إنها جريمة معنوية وسياسية".

وياتسينيوك عضو في حزب "باتكيفشتشينا" بزعامة المرشحة السابقة للرئاسة، يوليا تيموشنكو، وأكبر قوة سياسية في الائتلاف تعارض الانتخابات التشريعية المبكرة.

من جهته، طلب رئيس البرلمان، أولكسندر تورتشينوف، من حزبي "أودار" و"سفوبودا"، اللذين غادرا الائتلاف، "تقديم مرشح تقني بصورة عاجلة" إلى منصب رئيس الوزراء ليتولّى رئاسة الحكومة حتى الانتخابات التشريعية المرتقبة مبدئياً في غضون ثلاثة أشهر.

على صعيد آخر، أعلن الرئيس الأوكراني، بترو بوروشنكو، اليوم الخميس،  أن أوكرانيا تشعر "بخيبة أمل كبيرة" إثر قرار فرنسا الإيفاء بعقد بيع روسيا سفينتين حربيتين من طراز ميسترال.

وقال بوروشنكو، أثناء لقاء مع نواب من البرلمان الأوروبي: "هذه ليست مسألة أموال وصناعة أو وظائف. إنها مسالة قيم".

بدورها، نددت واشنطن بشدة بخيار فرنسا تسليم السفينة الأولى. وأعرب الرئيس الأميركي، باراك أوباما، عن أسفه لعدم اتخاذ فرنسا قراراً بتعليق العقد.
ورداً على الانتقادات الغربية، قال وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، اليوم الخميس، إن "هناك قاعدة تتمثّل في وجوب احترام العقود الموقعة والمدفوعة". وأضاف فابيوس: "في ما يخص هذه الشؤون الحساسة جداً، أقرّ بوجوب احترام مبدأ تحترمه كل الدول. أي احترام العقود الموقعة والمدفوعة، وفي الوقت نفسه يتعيّن تفادي تمزّق أوروبا".

وكان الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، قد أعلن في وقت سابق من هذا الأسبوع، عن أن أول سفينة ميسترال في العقد الفرنسي ـ الروسي ستسلّم في أكتوبر/ تشرين الاول، وربط تسليم السفينة الثانية بموقف موسكو من الأزمة الأوكرانية.

وبالتزامن مع ارتفاع حدة الاشتباكات في الأقاليم الشرقية، وغداة تمكن الانفصاليين الموالين لروسيا من إسقاط طائرتين تابعتين لقوات كييف، أكدت الولايات المتحدة، اليوم الخميس، على أنها تملك أدلة على أن جنوداً روس استهدفوا بقصف مدفعي مواقع للجيش الأوكراني، انطلاقاً من الأراضي الروسية.

ويأتي الإعلان الأميركي بعد نحو أسبوع من تقديم السلطات الأميركية ما يمكن اعتباره "مضبطة اتهام" ضد الانفصاليين الأوكران، ومن خلفهم روسيا، بشأن إسقاط طائرة ركاب ماليزية على متنها نحو 290 شخصاً، وكانت تحلّق في أجواء المناطق التي تشهد مواجهات عسكرية.

وقالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، ماري هارف، نقلاً عن مصادر في الاستخبارات الأميركية، إن "موسكو تنوي أرسال عدد أكبر من قاذفات الصواريخ إلى الانفصاليين الموالين لها في شرق أوكرانيا".