بعد مشقّة الطريق وعناء الوصول إلى جرابلس وإدلب، يعاني النازحون من تدمر من خدمات شحيحة في المناطق التي وصلوا إليها إثر فرارهم من المدينة نهاية عام 2016، على إثر المعارك بين تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" وقوات النظام السوري.
يقول مصدر من "المكتب الإعلامي لمدينة تدمر والبادية"، لـ"العربي الجديد"، إن "صراع النظام السوري وتنظيم داعش شرّد مائة ألف مدني من أهالي تدمر في مناطق مختلفة من البلاد. وصل، أمس، قرابة 150 عائلة إلى منطقة جرابلس في ريف حلب الشمالي، بينما وصل 1100 عائلة إلى مخيم المبروكة، قرب مدينة سرمدا في ريف إدلب، فضلا عن آلاف النازحين منذ 2015، بعد أول هجوم قام به التنظيم على تدمر".
ويعاني النازحون من تدمر من صعوبة تأمين السكن، حيث لا تتوفر لديهم مدخرات من أجل دفع الإيجارات، كما دفعوا معظم ما يملكونه لسماسرة الطريق الذين يتقاضون المال مقابل إيصال النازحين إلى إدلب وجرابلس.
ويقول أحمد، وهو أحد النازحين من تدمر، لـ"العربي الجديد"، "إن العائلات التي نزحت باتجاه مناطق سيطرة تنظيم داعش في حماة ودير الزور والرقة وريف حلب، وصلت إلى جرابلس وإدلب، بعد عبور مناطق تسيطر عليها المليشيات الكردية، حيث اعترضتهم الحواجز واضطر الكثير منهم إلى السير على الأقدام من أجل تجاوزها، بينما عبر البعض بعد دفع رشاوى لسماسرة الطريق".
وأوضح أنه تنقّل بين مناطق سيطرة داعش والنظام والمليشيات عبر سمسار دفع له ألف دولار أميركي، مضيفا "لم تكن معاملة المليشيات الكردية لي أقل غلظة من معاملة تنظيم داعش والنظام السوري، الكل نكّل بنا وكان له نصيب من معاناتنا، فضلا عن أجور النقل ذات الكلفة العالية، وأحيانا تقوم المليشيات بطلب كفيل كردي يضمن عدم بقائك في مناطق سيطرتهم".
وكشف مصدر من "المكتب الإعلامي لمجلس قيادة الثورة في مدينة تدمر"، لـ"العربي الجديد"، عن وصول النازحين إلى مخيم المبروكة في ريف إدلب الشمالي، حيث لم تكن هناك أغطية أو خيام كافية، ما اضطرهم إلى الاستعانة بمقرات المعارضة المسلحة من أجل الحصول على أغطية للأطفال.
وناشد المصدر المنظمات الإغاثية والإنسانية والحكومة السورية المؤقتة وكافة الجهات المعنيّة أن تنظر بعين الاهتمام إلى الذين شرّدهم تنظيم "داعش" والنظام السوري من مدينة تدمر.
وفي الشأن ذاته، أصدر كل من مجلس مدينة تدمر ومجموعة من المكاتب الإعلامية والمنظمات والجمعيات السورية، بيانا ناشدوا فيه المنظمات المعنية والسوريين في الخارج بمد يد العون للنازحين من مدينة تدمر إلى الشمال السوري.