ظهر فريق أوسترسوند السويدي بشكل رائع في دور المجموعات في بطولة الدوري الأوروبي في مشاركته الأولى ونجح في تقاسم الصدارة مع فريق أتلتيك بلباو الاسباني والتأهل لدور 32، لكن هذا النادي يملك ورائه قصة أخرى رائعة.
ويمكن أن تنضم هذه إلى قصص جميلة صنعتها كرة القدم مثل إنجازات ليستر سيتي ومنتخب أيسلندا، فقد قرر النادي المغمور في السويد تأسيس أكاديمية ثقافية تلقن جميع الأعضاء مهارات في الرسم والغناء والكتابة الأدبية والتمثيل.
وربما عززت هذه الفنون الروح والإبداع لدى اللاعبين ليحققوا إنجازاً غير مسبوق، حيثُ بات أول فريق سويدي يتأهل للأدوار الإقصائية في مسابقة أوروبية. وكان عدد مشجعي أوسترسوند لا يتجاوز 80 شخصاً في مبارياته السابقة وكان ينتمي للدرجة الرابعة في عام 2011 قبل أن يصبح بطلاً شعبياً بتألقه في الدوري الأوروبي بعد مفاجأة تتويجه بكأس السويد.
ويقول رئيس النادي دانييل كيندبرغ صاحب فكرة الأكاديمية الثقافية "كرة القدم رياضة تساعد على تنمية الشخصية ونسعى لصقلها بالفنون الجميلة لزيادة الطاقة الإبداعية"، ومن بين الأنشطة الثقافية التي شارك فيها لاعبو الفريق تأليف قطع موسيقية وإحياء حفلات غنائية وتقديم عرض الباليه الشهير "بحيرة البجع" ويشارك جميع اللاعبين في الأنشطة دون استثناء.
وأضاف كيدبرغ خلال حديثه: "هل تعرف شعور تأدية رقصات بحيرة البجع أمام 500 متفرج؟ إنه شعور مرعب ولكن هكذا يعتاد اللاعبون على الضغط ولكن في إطار فني. حققنا نجاحا رياضيا ولكن سبقه نجاح مسرحي وهكذا نصنع هويتنا".
ويترقب أوسترسوند المزيد من النجاحات ولا يخشى مواجهة فريق كبير سواء أتلتيكو مدريد أو بوروسيا دورتموند أو أرسنال الإنكليزي أو نابولي الإيطالي في قرعة دور 3، إذ قال رئيس النادي السويدي "لا نخشى شيئاً، كنا نستثمر 300 ألف يورو سنوياً والآن زادت الاستثمارات إلى 6.3 ملايين يورو وستتضاعف الأموال عندما نصبح أبطالا للسويد وعند المشاركة في دوري أبطال أوروبا".
يُذكر أن فريق أوسترسوند السويدي يأوي عدداً من اللاعبين العرب وبالتحديد من سورية والعراق إلى جانب آخرين من غانا ونيجيريا وأوغندا وانضم كثير منهم من مراكز لإيواء اللاجئين.
(العربي الجديد)