أوروبيون يمنعون البشير وبن سلمان عن القمة العربية-الأوروبية... والإعدامات رسالة السيسي المتعمّدة

23 فبراير 2019
السيسي يروّج نفسه لدى الأوروبيين بأنه يكافح الإرهاب(فرانس برس)
+ الخط -
قالت مصادر دبلوماسية مصرية إن القاهرة توصلت إلى توافقات بين القوى الأوروبية الكبرى، وزعماء عرب، بشأن العقبات التي كانت تواجه انعقاد القمة العربية الأوروبية، في مصر، غداً الأحد، ومستوى الحضور فيها من الجانب الأوروبي، كاشفة أنه كان هناك تنسيق مسبق بشأن حضور العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، بدلًا من ولي العهد، محمد بن سلمان، بعد اعتراضات عدد من الزعماء الأوروبيين، بسبب الاتهامات التي يواجهها الأخير، بالتورط في اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي داخل قنصلية بلاده في إسطنبول.

وأوضحت المصادر، لـ"العربي الجديد"، أن المسؤولين في مصر أبلغوا الرئيس السوداني عمر البشير بصعوبة تمثيل بلاده خلال القمة، بسبب الرفض الأوروبي لتلك الخطوة، على خلفية اتهامه بارتكاب جرائم إبادة من المحكمة الجنائية الدولية، لافتة إلى أن مستوى التمثيل الدبلوماسي للسودان سيكون وزاريًا.

ويتجنّب المسؤولون الأوروبيون الوجود مع البشير في محفل واحد، كما يواجه الرئيس السوداني مقاطعة معلنة من أوروبا وأميركا، لكونه مطلوبًا لدى المحكمة الجنائية.



وكان وزير الخارجية السوداني، الدرديري محمد أحمد، قد قال قبل أيام إن القاهرة لا تتحفظ على مشاركة البشير في القمة، قائلًا إن البشير تلقى دعوة من نظيره المصري، عبد الفتاح السيسي لحضور القمة، إلا أنه استدرك قائلاً: "إذا كان الرئيس سيشارك أو سيبعث مسؤولاً آخر نيابة عنه، فذلك يعتمد بشكل رئيسي على جدول أعمال الرئيس والتزاماته".

وتستضيف مصر النسخة الأولى من القمة، والتي ستحمل عنوان "الاستثمار في الاستقرار"، بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووزراء من 50 دولة عربية وأوروبية.


في السياق، قالت مصادر سياسية ودبلوماسية مصرية إن السبب الأساسي في إقدام نظام السيسي على تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق عدد من أعضاء وشباب جماعة الإخوان المسلمين، في قضايا ذات أبعاد سياسية، منذ بدء فبراير/ شباط الجاري، يرجع إلى انعقاد القمة العربية الأوروبية في مصر يومي 24 و25 فبراير الجاري.

وأضافت المصادر: "النظام المصري يسعى للدفع بملف مكافحة الإرهاب إلى مقدمة أجندة القمة، لترسيخ صورة ذهنية لدى القوى الأوروبية الفاعلة بكونه رمانة الميزان في تلك المنطقة التي تمنع تصاعد نفوذ التيارات المتشددة والمتطرفة، وكونه يمنع كثيرًا من تلك العناصر عن التوجه نحو أوروبا".

وأشارت المصادر إلى أن: "اختيار القضايا المنفذ فيها أحكام الإعدام تم بعناية فائقة، إذ إن غالبية من تم تنفيذ الإعدام بحقهم شباب ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ويتم تسويقهم للدوائر الأمنية أنهم ينتمون لجناح متشدد وخارج عن سيطرة قيادة الجماعة"، متابعة "كما أن الضحايا في القضايا الصادرة في أحكام الإعدام ينتمون للشرطة المعنية في المقام الأول بمواجهة الإرهاب، وكذلك السلطة القضائية، ممثلة في النائب العام، واستهداف نجل أحد القضاة".



وأشارت المصادر السياسية، التي تحدثت إلى "العربي الجديد"، حول الأسباب التي دفعت النظام إلى تنفيذ الإعدامات في ذلك التوقيت، وما إذا كان لها علاقة بتوقيت تمرير التعديلات الدستورية التي تتيح للسياسي البقاء في الحكم حتى 2034، إلى أن "الأمر يكمن في جوهر القضية الأساسية التي يروج بها السيسي لنفسه في الغرب"، مستبعدة أي علاقة للتعديلات الدستورية بالتوقيت، ومؤكدة في الوقت ذاته: "السيسي ودوائره يدركان جيدًا أنهما يستطيعان تمرير التعديلات بدون أي تفجيرات أو إعدامات بعدما حصلت على الضوء الأخضر من أميركا وقوى أوروبية كبرى".

واستطردت المصادر "السيسي يعاني من مشاكل داخلية عديدة، أهمها الأزمة الاقتصادية، التي انعكست بالتبعية على الأوضاع الداخلية، ودفعت بشعبيته إلى مستويات متدنية للغاية أفقدته القاعدة الكبيرة من المصريين الذين دعموا في البداية انقلابه في الثالث من يوليو 2013، ويحتاج لدعم أوروبي، سواء اقتصادي أو سياسي، في ظل انتقادات حادة للانتهاكات بحق المعارضين المصريين وسجنهم"، مضيفة: "هو يريد أن يقول لهم ما زال لدي إرهاب، وما زلنا مشغولين بمكافحته لأنه لم ينته".

وقالت المصادر "السيسي يحرص في أي جولة خارجية له، وبالتحديد في أوروبا، على الترويج لنفسه بكونه محارباً للإرهاب، وأنه الذي يمنع إقامة دولة دينية في مصر".