أوروبا غاضبة من رسوم ترامب والبورصات تتراجع.. وكندا تفرض جمارك انتقامية

31 مايو 2018
ترامب يفرض رسوماً على صادرات المعادن الأوروبية (GETTY)
+ الخط -



أبدت كل من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، اليوم الخميس، غضبها الشديد من قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب فرض الولايات المتحدة رسوم استيراد على واردات الصلب والألومنيوم.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن قرار الولايات المتحدة فرض رسوم جمركية على صادرات المعادن الأوروبية خطأ وغير قانوني.

وأضاف ماكرون أنه سيتحدث إلى الرئيس الأميركي عن هذا الموضوع في وقت لاحق يوم الخميس.

وقال الرئيس الفرنسي "هذا القرار ليس فقط غير قانوني، بل أيضا خطأ في جوانب كثيرة"، مضيفا أن الولايات المتحدة ترد على الاختلالات العالمية بنزعة قومية اقتصادية وتجارية.

ومضى قائلا "القومية الاقتصادية تقود إلى الحرب".

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند، اليوم الخميس، إن كندا ستفرض رسوما جمركية انتقامية على صادرات أميركية بقيمة 16.6 مليار دولار كندي (12.8 مليار دولار)، وستطعن في رسوم الاستيراد الأميركية على الصلب والألومنيوم بمقتضى اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية ومنظمة التجارة العالمية.

وقال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو في مؤتمر صحافي "علينا أن نعتقد أنه في مرحلة ما ستسود رجاحة العقل".

وكان ترودو يتحدث بعد ساعات من فرض الولايات المتحدة رسوم استيراد على واردات الصلب والألومنيوم من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي.

وقال "مما يؤسف له أن الإجراءات التي اتخذتها اليوم الحكومة الأميركية لا يبدو أنها تسير في ذلك الاتجاه".

وفي تطور آخر، قال وزير الخارجية المكسيكي لويس فيدجاراي اليوم إن بلاده ستواصل التفاوض مع الولايات المتحدة على تعديل اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية (نافتا) على الرغم من إجراءات الرسوم الجمركية "غير العادلة والأحادية الجانب" التي اتخذتها الحكومة الأميركية، وتضم اتفاقية نافتا الولايات المتحدة والمكسيك وكندا.

وقالت الولايات المتحدة اليوم إنها ماضية قدما في فرض رسوم جمركية على واردات الألومنيوم والصلب من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي منهية بذلك إعفاء استمر شهرين وممهدة لحرب تجارية محتملة مع أهم حلفاء واشنطن.

وأبلغ وزير التجارة الأميركي ويلبور روس الصحافيين أن رسوما نسبتها 25% على واردات الصلب و10% على واردات الألومنيوم من الاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك ستدخل حيز التنفيذ من منتصف الليل (الساعة 04.00 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة).

وقال "نتطلع إلى استمرار المفاوضات مع كل من كندا والمكسيك من جانب ومع المفوضية الأوروبية من جانب آخر لأن هناك مسائل أخرى نحتاج إلى تسويتها أيضا".

ولم يذكر تفاصيل بشأن ما يمكن للاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك القيام به لإلغاء الرسوم.

لاغارد تحذر

من جانبها، قالت مديرة صندوق النقد الدولي كريستين لاغارد الخميس إن تزايد الحمائية بين اللاعبين الاقتصاديين الرئيسيين في العالم يهدد بالحاق الضرر الاكبر بالفئة الاكثر فقرا في العالم.

 وجاءت تصريحات لاغارد خلال اجتماع للدفع بتحرير التجارة في اعقاب اعلان واشنطن فرض رسوم عقابية على الالمنيوم والصلب ما يؤثر على ابرز منتجيهما ومنهم اوروبا وكندا.

وقالت لاغارد في افتتاح اجتماع لوزراء مالية مجموعة السبع في كندا "بالنتيجة، إذا تعرقلت التجارة بشكل كبير، واذا تضرر مستوى الثقة بين اللاعبين الاقتصاديين بشكل كبير، فإن أكثر من سيعاني هم الناس الأكثر فقرا".

وأضافت "إن ذلك سيشوه ويضر ويعرقل سلسلة الامداد التي تأسست منذ عقود".

 وقالت لاغارد أيضا إن 120 من بين 190 اقتصادا في العام تسجل نموا فيما نسبة البطالة تتراجع إلى مستويات ما قبل "الركود العظيم" في 2008،  لكنها حذرت في الاجتماع الذي ضم وزار المالية في عدد من كبرى الدول من ان ديونا "هائلة" ومخاطر جيوسياسية خلقت "الكثير من الشكوك وعدم الاستقرار".

 وأعلن وزير التجارة الاميركي ويلبور روس الخميس إن المحادثات مع الاتحاد الاوروبي فشلت في التوصل إلى نتيجة مرضية وإن الرسوم الجمركية التي اعلنت في آذار/مارس وتم تعليقها بالنسبة لمعظم المنتجين الرئيسيين، سيبدأ تطبيقها منتصف ليل الخميس الجمعة.

تراجع الأسهم الأوروبية

وانعكست الحرب التجارية على أسواق العالم، فقد هبطت الأسهم الأمريكية اليوم الخميس بعد أن تحركت الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من كندا والمكسيك والاتحاد الأوروبي، مما أثار إجراءات انتقامية من بعض شركائها التجاريين.

وأنهى المؤشر داو جونز الصناعي جلسة التداول في بورصة وول ستريت منخفضا 251.94 نقطة، أو 1.02%، إلى 24415.84 نقطة بينما تراجع المؤشر ستاندرد آند بورز500 الأوسع نطاقا 18.74 نقطة، أو 0.69 %، ليغلق عند 2705.27 نقطة.

وأغلق المؤشر ناسداك المجمع منخفضا 20.34 نقطة، أو 0.27%، إلى 7442.12 نقطة.

وعلى مدار الشهر سجلت المؤشرات الثلاثة الرئيسية أكبر مكاسبها من حيث النسبة المئوية منذ يناير/ كانون الثاني الماضي.

وانخفضت الأسهم الأوروبية، اليوم الخميس، متضررة من المخاوف من حرب تجارية وهبوط سهم دويتشه بنك الألماني إلى مستوى قياسي منخفض بعد تقرير بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي الأميركي اعتبر العام الماضي أن عمليات المصرف الألماني في الولايات المتحدة تواجه مشاكل.

وجاء المؤشر داكس الألماني في مقدمة المؤشرات الأسوأ أداء في البورصات الأوروبية مع إغلاقه على خسائر قدرها 1.4%، بينما ساعدت المساعي في إيطاليا لتفادي انتخابات مبكرة جديدة المؤشر الرئيسي للأسهم الإيطالية على تقليص خسائره إلى 0.1% بعد جلسة متقلبة.

وأنهى المؤشر ستوكس 600 الأوروبي الجلسة منخفضا 0.6 % بعد أن قالت الولايات المتحدة إنها ستفرض رسوما جمركية على واردات الصلب والألومنيوم من الاتحاد الأوروبي، منهية أشهر من الضبابية بشأن إعفاءات محتملة، ومجددة المخاوف من حرب تجارية عالمية.

وجاء سهم دويتشه بنك في مقدمة الخاسرين بين الأسهم المدرجة في المؤشر ستوكس مع هبوطه 7.1 % إلى 9.157 يورو، وهو أدنى مستوى إغلاق مسجل.

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال إن مجلس الاحتياطي الاتحادي وضع العام الماضي عمليات المصرف الألماني في الولايات المتحدة ضمن أدنى فئة من التصنيفات التي يستخدمها البنك المركزي الأميركي.

وامتنع دويتشه بنك عن التعقيب، لكنه قال إنه يعمل لتصحيح نقاط الضعف في أنشطته في الولايات المتحدة التي حددتها الهيئات التنظيمية.

وفي وقت سابق يوم الخميس قالت مجلة فيرتشافت فوخه الألمانية إن ترامب يريد منع دخول السيارات الألمانية الفاخرة إلى سوق الولايات المتحدة.

وتراجعت أسهم شركات صناعة السيارات الألمانية بي.إم.دبليو ودايملر وفولكسفاغن بين 0.9 و2.0%.

(رويترز، العربي الجديد)

المساهمون