أوروبا تواجه اكتئابها... بجوارب برتقالية

03 أكتوبر 2015
حملة توعوية للحدّ من "التكتّم" على الاكتئاب (تويتر)
+ الخط -
عاش الأوروبيون الخميس الفائت "يوم الاكتئاب الأوروبي" بتدشين وسم خاصّ به (هاشتاغ) على تويتر، بعنوان "جوارب الاكتئاب" #DepressionSucks ليحثّوا الناس على الانفتاح والتحدّث عن الاكتئاب، من خلال الجمعيات والمؤسسات المعنية بمتابعة انتشار حالات الاكتئاب في المجتمعات الأوروبية.


والترجمة غير الحرفية لكلمة #DepressionSucks هي أنّ "الاكتئاب مقرف"، وهكذا استخدمها الناشطون على تويتر للتعبير عن تكاتفهم، والتفافهم حول بعضهم في مواجهة "العدوّ" الذي هو الاكتئاب. 

وزراء صحّة في عدد من الدول الأوروبية ارتدوا الجوارب البرتقالية، للدلالة على اهتمامهم بالصحّة النفسية لشعوبهم، وخصوصا في ما يتعلق بحالات الإصابة بالاكتئاب التي تتصاعد بين جيل الأطفال والشباب.

في الدنمارك ارتدت وزيرة الصحة صوفيا لودي تلك الجوارب، مصرة على وضع صورتها على صفحتها وعلّقت: "يجب علينا أن نتشجّع للحديث حين نشعر بالألم، بدل أن نصمت ونحوّل الأمر إلى تابو (محظور). ففي الحالتين لا يمكن لنا عبور مرحلة الاكتئاب".

اقرأ أيضاً: المونولوج السوري بين الاكتئاب والصداقة



ما توليه الوزيرة الدنماركية من اهتمام يرتبط أساساً بما تشعر به بقية الدول الأوروبية أيضاً، من زيادة كبيرة في انتشار ما يطلقون عليه "مرض شعبي" بإصابات بالاكتئاب تتراوح نسبه بين متوسّطة وشديدة، ما يؤثّر على الصحّة المجتمعية، ويتسبّب بتكاليف اقتصادية واجتماعية كبيرة.

الأرقام الرسمية فقط في بلد صغير كالدنمارك تفيد بإصابة 500 ألف مواطن تقريباً بمرض الاكتئاب خلال مسيرة حياتهم. وتفيد الأرقام بخطورة إصابة الأطفال واليافعين بذلك المرض النفسي، وانعكاساته على مستقبل جيلين مهمين في مجتمعات باتت تعاني من انخفاض نسبة الشباب وتكاثر نسب كبار السنّ.

بالإضافة إلى تلك الأرقام الدنماركية عن نصف مليون فإنّه سنوياً، وبحسب أرقام صحيّة رسمية، يمرّ ما بين 100 إلى 200 ألف مواطن في حالة اكتئاب بدرجات متفاوتة. وأصعب درجات الإصابة، بحسب وزارات الصحة المختلفة في أوروبا، أن تؤدّي بأصحابها، في الحالات الصعبة، إلى الانتحار وبنسبة تتراوح بين 10 إلى 15 في المائة في الحالات المستعصية إذا لم يتلقَّ المصاب أدوية وعلاجات في الأوقات المناسبة.



اقرأ أيضاً: الإنترنت يسبّب الاكتئاب.. لكن لماذا؟

مبادرة الجوارب البرتقالية تحاول في الدول الأوروبية أن تحثّ المواطنين على الانفتاح والتحدث لبعضهم عن الاكتئاب، وخصوصا حين يربط بالتوتر والعزلة وبعض الإساءات التي تعرض لها الأشخاص في طفولتهم ومحيطهم الاجتماعي؛ والتي تكبر معهم لتتحوّل إلى قنبلة موقوتة.

ورغم أنّ الدول الاسكندنافية، مثل الدنمارك والسويد، تعتبر شعوبها من أكثر الشعوب سعادة وفقاً لدراسات دولية طوال الأعوام الماضية، فإنّ انتشار حالات الاكتئاب، خصوصاً بدرجات متدنية، تنتشر مع الخريف وفصل الشتاء، وهو ما يردّه الاختصاصيون إلى عوامل طبيعية مثل غياب الشمس وحلول الظلام بشكل مبكّر.

وتقول أرقام جمعيات مكافحة الاكتئاب مكافحة الاكتئاب في الدنمارك إنّ 33 في المائة من الشباب بين 16 و24 سنة يشعرون أنّهم مكتئبون، وأنّ احتمال الإصابة بالاكتئاب في مرحلة الشباب يمكن أن يزيد مرتين إلى ثلاث عن المراحل المتقدمة في العمر. 



فقط 35 في المائة من الشباب الذين يصابون بالاكتئاب يبحثون عن مساعدة. 60 في المائة ممن يحاولون الانتحار يعتقد أنهم عانوا من الالكتئاب بدون أن يحصلوا على علاج أو يتوجهوا لطلب المساعدة.

اقرأ أيضاً: وَشم عالمي جديد لمكافحة الاكتئاب

المساهمون