أوباما يستفيق من سباته على الإهانات الروسية

08 أكتوبر 2016
التهديد الروسي قائم منذ سنوات (جويل صمد/ فرانس برس)
+ الخط -

ما زال الرئيس الأميركي، باراك أوباما، يلاقي عتاباً شديداً بخصوص عدم اتخاذه أي خطوة لصد التحركات الروسية المستفزة، لا سيما تدخلها بسورية لدعم نظام بشار الأسد. وفي هذا الصدد، تساءلت صحيفة "وول ستريت جورنال" عما إن كانت الإدارة الأميركية قد استفاقت أخيراً من سباتها الطويل لتقف على حقيقة التهديدات الروسية.


الصحيفة قالت إن الإدارة الأميركية استفاقت بعد سبعة أعوام ونصف العام على حقيقة خطورة المناورات الروسية في ظل حكم الرئيس، فلاديمير بوتين، موضحة أن وزير الخارجية، جون كيري، قال أمس إنه يتعين فتح تحقيق مع الحكومة الروسية والنظام السوري بشأن جرائم حرب ترتكب بسورية جراء قصف المدنيين العزل، فيما أعلنت المخابرات الأميركية عن اعتقادها أن الحكومة الروسية وراء الهجمات الإلكترونية على مؤسسات الحزب الديمقراطي.

"وول ستريت جورنال" استحضرت تحذيرات منافس الرئيس الأميركي خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2012، ميت رومني، والذي أكد خلال مناظرة تلفزيونية أن الخصم الرئيسي للولايات المتحدة هي روسيا. كما نقلت محادثة خاصة لأوباما مع الرئيس الروسي السابق، ديمتري ميدفيديف، أكد له خلالها أنه مستعد للتعاون مع روسيا بعد إعادة انتخابه في 2012.

أمام هذا التعاطي للإدارة الأميركية، توضح الصحيفة أن الرد الروسي كان مهينا بعد عودة بوتين لمنصب الرئاسة، والذي تعامل مع أوباما كأنه رئيس دولة أذربيجان. وتمثلت الإهانة الروسية تحديداً في ضمها لشبه جزيرة القرم، وغزو أوكرانيا، وتدخل البوتين العسكري بمنطقة الشرق الأوسط لدعم نظام الأسد، وأخيراً محاولات موسكو التأثير على نتيجة الرئاسيات الأميركية.

في المقابل، لفتت الصحيفة إلى أن حالة الغضب العارم لدى كيري بشأن سورية تجسد استياءه من ألاعيب الكرملين ودبلوماسيته الزائفة. وأضافت أن ذلك بمثابة جعجعة بدون طحين بما أن اختيار إدراة أوباما سياسة النأي بالنفس بسورية جعلها لا تمتلك أي هامش للمناورة على الميدان. وحتى إذا ما قرر كيري طرح جرائم الحرب داخل الأمم المتحدة فإن روسيا وربما حتى الصين، ستمارسان حق النقض (الفيتو) داخل مجلس الأمن، كما ورد في الصحيفة.

وتوقفت الصحيفة عند الاتهام الرسمي الأميركي لروسيا بمحاولة تزوير الانتخابات الرئاسية الأميركية لهذا العام. وقالت إن البيان المشترك لكل من وزير الداخلية الأميركية، جي جونسون، ومدير الاستخبارات الوطنية، جايمس كلابر، والذي جاء فيه أن "الحكومة الأميركية واثقة من أنّ الحكومة الروسية أشرفت على سلسلة من الهجمات الإلكترونية على مؤسسات أميركية حكومية وحزبية، منها لجنة الحزب الديمقراطي وذلك بهدف التدخل بمسار العملية الانتخابية"، يوضح أن الإدارة الأميركية قررت أخيراً أن تكشف للعلن هذه الاتهامات.

"وول ستريت جورنال" قالت إن تعميم هذا البيان ليس كافيا في حد ذاته لردع التحركات الروسية، موضحة أن بوتين لا يجد أمامه داعٍيا لوقف ما يقوم به، وبأن روسيا لم تؤد سابقاً فاتورة أنشطة القرصنة الإلكترونية التي تقف خلفها. وتساءلت الصحيفة إن كانت هذه اليقظة المفاجئة بشأن الكرملين ستدفع أوباما للرد أم أنه سيواصل ترك بوتين يقوم بتحركاته دون أي متابعة؟

المساهمون