أوباما يدعم الادعاءات الصهيونية
في وقت وصل فيه عدد الشهداء في غزة المحاصرة إلى أكثر من 1850 شهيداً، إلى جانبهم آلاف الجرحى، عدا البيوت والمدارس والمساجد والكنائس المدمرة. وفي وقت استقبل فيه أطفال غزة عيد الفطر المبارك بالصواريخ والتفجيرات، واستُبدلت ألعاب طفولتهم وعيدياتهم بالموت والدمار.
يطلُّ الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في مؤتمر صحافي للحديث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وعن أن حياة الشعب الإسرائيلي باتت مشلولة تحت الخوف، وأن إفراج حماس والفصائل الفلسطينية عن الجندي الإسرائيلي "المخطوف"، شرط مسبق لإزالة التوتر بين إسرائيل والفلسطينيين، ولوقف إطلاق النار من الجانب الإسرائيلي، بينما إسرائيل اعترفت، يوم الأحد، بأن الجندي غير مخطوف، وأن قتل كل هؤلاء الشهداء الفلسطينيين، من أجل ثلاثة مستوطنين صهاينة، خُطفوا، ولا يُعرف خاطفوهم حتى الآن، وما يزال القصف والقتل والتدمير مستمراً، من أجل الجندي الإسرائيلي الأخير الذي ادعت إسرائيل خطفه، واستمرت آلة الصهيونية الإعلامية القول إن المقاومة خرقت الهدنة، وما هذا إلا لتبرير جرائم إسرائيل.
ومع ذلك، يتحدث الرئيس الأميركي، ويتباهى، لأن أميركا هي الدولة العُظمى الوحيدة في العالم، في ردٍّ على سؤال وجّه إليه في المؤتمر الصحافي، عن مكانة أميركا في العالم اليوم، خصوصاً في ظل إخفاقها في إيجاد حل للأزمتين، العراقية والسورية، والآن القصف الإسرائيلي على غزة. يتحدث أوباما بقلق عن حياة الإسرائيليين المشلولة بسبب الخوف، ويبرر لهم حقهم في الدفاع عن أنفسهم، وبالتالي، يبرر قضاءهم على حياة أطفال غزة وشعبها.
في سياق آخر، يطالعنا فيديو على الإنترنت عن رجل فلسطيني يمتلك بيتاً في بلدة فلسطينية، أقيمت فيها مستوطنة إسرائيلية، يرفع عليه علم بلاده فلسطين، ما يثير حفيظة سكان البلدة وغضبهم، ما يجعل أحدهم يتسلق سور البيت، لخلع العلم الفلسطيني، وفي هذا تجاوز للقانون، وتعدٍ على الملكية الفردية، وبدل أن تقبض الشرطة الإسرائيلية على هؤلاء المعتدين، تحاول إجبار الفلسطيني على إزالة علمه.
على الرغم من كل هذا الظلم الذي يتعرض له الفلسطينيون في غزة، وغيرها من المدن الفلسطينية، يتحدث أوباما، في مؤتمره الصحافي، عن غضبٍ ويأس كبيرين، يعاني منه الإسرائيليون، نتيجة محاولات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الأسبوع الماضي، وقف إطلاق النار، حيث اتهمه الإسرائيليون بأن مسعاه يجيء في سياق منع إسرائيل من تدمير أنفاق حركة حماس.
وهنا، يحمّل أوباما حماس مسؤولية قتل المدنيين الفلسطينيين، لأنها تُخبئ أسلحتها في أماكن وجود المدنيين، وفق زعمه، بالإضافة إلى خرقها الهدنة المُتفق عليها، في بيان مشترك بين كيري والأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون.
وعلى الرغم من كل مظاهر العنف والقتل والدمار التي ترد من غزة، اليوم، وعلى الرغم من الألم الكبير الذي يعتصر قلوب الملايين في العالم بشأن ما تتعرض له غزة، إلا أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة، ما زالا يتبنيان وجهة نظر إسرائيل، ويبديان تعاطفاً مع شعبها، على الرغم من أن القضية باتت واضحة ومكشوفة، وباتت الشعوب كلها مع حق الفلسطينيين في العيش على أرضهم بأمنٍ وسلام، مع أمل أن ينعكس الرأي العام العالمي المتعاطف مع القضية الفلسطينية على سياسات الدول، ويغير من توجهاتها نحو إسرائيل وحق الفلسطينيين في دولة كاملة السيادة، شأن جميع شعوب الأرض.