ويرسم لقاء المسؤولين في القصر الرئاسي، في ساحة الثورة، الثالث بينهما منذ الإعلان المفاجئ عن عملية التقارب، الخطوط العريضة لهذه العلاقة الجديدة.
وكان الرئيس الأميركي قد بدأ نهاره بتوجيه تحية إلى خوسيه مارتي، صانع الاستقلال الكوبي، فيما تلتقي السيدة الأميركية الأولى، ميشيل أوباما، طلابا كوبيين.
وبالنسبة إلى أوباما، الذي يغادر البيت الأبيض بعد 10 أشهر، فإن الهدف واضح، وهو ترسيخ عملية التقارب مع هافانا بغض النظر عمن سيخلفه في العام 2017، سواء كان من الجمهوريين أو الديمقراطيين.
ويتوقع أن يكون اللقاء مع نظيره الكوبي، الذي لم يحضر إلى المطار لاستقباله، مناسبة، لطرح المواضيع الشائكة غداة اعتقالات جديدة استهدفت الحركة المنشقة "السيدات بالأبيض".
وتعتبر الاعتقالات التي حصلت خلال الاستعراض الذي نظمته الحركة الأحد مألوفة، وقد تم الإفراج، كالعادة، عن معظم الناشطين، لكن الحادث، الذي وقع قبل ساعات من وصول الرئيس الأميركي، خلف أصداء غير مستحبة.
وقال أوباما لشبكة "اي.بي.سي": "كنا ننوي على الدوام خلق دينامية، مع إدراكنا أن التغيير لا يحصل بين ليلة وضحاها".
اقرأ أيضا: أوباما وراوول يصنعان التاريخ... هافانا تُعانق الإمبريالية
وأضاف: "حتى لو أن خلافاتنا العميقة ما زالت مستمرة حول حقوق الإنسان والحريات الفردية في كوبا، دائما ما اعتبرنا أن المجيء إلى هنا سيكون أفضل وسيلة للتشجيع على مزيد من التغيير".
ويرتقب ان يدعو راوول كاسترو، الذي يكبر أوباما بثلاثين عاما، مجددا، إلى إلغاء الحظر المفروض على بلاده منذ 1962.
ومن خلال هذه الزيارة، التي تستمر ثلاثة أيام، وهي الأولى لرئيس أميركي أثناء ولايته منذ ثورة كاسترو في 1959، تسعى الولايات المتحدة أيضا إلى أن تضعف الحجة التي يتذرع بها النظام منذ عقود، والتي تفيد بأن واشنطن مسؤولة عن كل الصعوبات في كوبا.
وبمناسبة الزيارة وافق البيت الأبيض على تخفيف جديد للعقوبات. فقد أجازت الخزانة الأميركية شبكة "ستاروود" للفنادق فتح فندقين في هافانا، في سابقة منذ الثورة الكوبية في 1959.
لكن هافانا تريد المزيد، وأعربت عن الرغبة في استقبال سياح أميركيين والقيام بتعاملات دولية دون عقبات، وجذب استثمارات أجنبية لدعم الإصلاحات الاقتصادية التي أطلقها راوول كاسترو.
وقال أوباما بعيد وصوله إلى هافانا: "إنها زيارة تاريخية ومناسبة تاريخية"، وغرد بالقول: "كيف الحال يا كوبا؟".
وأعاد البلدان علاقاتهما الدبلوماسية في يوليو/ تموز 2015، وشطبت واشنطن كوبا من قائمتها للدول الداعمة للإرهاب في مايو/ أيار، لكن الخلافات تبقى كبيرة بين البلدين العدوين في حقبة الحرب الباردة.
وبالنسبة للشعب الكوبي التطبيع الكامل للعلاقات يمر، أولا، بالرفع التام للحظر الذي يعود للكونغرس، وأيضا بإعادة قاعدة غوانتنامو الأميركية التي تم احتلالها في 1903، وترفض واشنطن بحث هذا الموضوع.
وقال مايكل شيفتر، مدير معهد "إنتر أميريكان دايالوغ"، إن "التطبيع التام سيستغرق وقتا طويلا". وأضاف: "سيضطر الكونغرس الأميركي إلى رفع الحظر، وسترغم كوبا على تسريع عملية الانفتاح السياسي والاقتصادي، إضافة إلى تحسين وضع حقوق الإنسان".
ويلتقي أوباما، اليوم أيضا، مقاولين كوبيين مستقلين قبل عشاء رسمي في قصر الثورة.
وبحسب البيت الأبيض، لم يتقرر أي لقاء مع الرئيس الكوبي السابق فيدل كاسترو، البالغ الـ89 من العم
اقرأ أيضا: الكرملين: العلاقات الجيدة بين أميركا وكوبا في مصلحة روسيا