ومن المتوقع أن يوجه أوباما خلال المؤتمر الصحافي المشترك الذي يعقده غداً الجمعة مع رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون عقب انتهاء جلسة المحادثات الثنائية بينهما في مقر رئاسة الوزراء في "10 داونينغ ستريت" نداءً إلى المواطنين البريطانيين للتصويت لمصلحة بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وأثار تدخل أوباما المباشر والصريح في "الاستفتاء" البريطاني حفيظة المعسكر المُؤيد لانسحاب بريطانيا من الإتحاد الأوروبي، بحيث اتهم عمدة لندن، بوريس جونسون، الرئيس الأميركي بـ"النفاق" بسبب دعمه أنصار بقاء بريطانيا عضوا في الاتحاد الأوروبي، وفي المقدمة رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون.
وفي تصريح لـ"بي بي سي"، قال جونسون: "لا أعرف ما الذي سيقوله، لكن إذا كانت هذه هي وجهة النظر الأميركية، فهي نفاق خالص. وما كان الأميركيون ليحلموا بهذا". ومضى قائلا "أرى أن من الغريب جدا أننا نتلقى محاضرة من الأميركيين في ما يتعلق بالتخلي عن سيادتنا، في حين أن الأميركيين يرفضون التوقيع على الاتفاقية الدولية لقانون البحار، ناهيك عن (اتفاقية) المحكمة الجنائية الدولية". أما زعيم حزب الاستقلال البريطاني، نايجل فاراج، فوصف الرئيس الأميركي باراك أوباما بأنه "أكثر رئيس أميركي معاد لبريطانيا".
كما وقع أكثر من 100 نائب معارض لأوروبا رسالة تدعو الرئيس الأميركي إلى عدم التدخل في النقاشات حول الاستفتاء في 23 يونيو/حزيران.
في المقابل دافع وزير الخارجية البريطاني السابق، اللورد وليام هيغ، عما أسماه "حق" الرئيس الأميركي في الدفاع عن بقاء بريطانيا في الاتحاد الإوروبي، مشيرا إلى أنه سيكون من الخطأ بالنسبة للسياسيين البريطانيين التعامل مع القضية بحساسية.
وفي مقاله بصحيفة "ديلي تليغراف" كتب هيغ: "للرئيس الأميركي الحق أينما كان لشرح ما هو في مصلحة الولايات المتحدة الأميركية، ولأن الولايات المتحدة هي حليفتنا التي لا غنى عنها، وأكبر شريك تجاري لنا، والضامن النهائي لأمننا، فإن مصالحها مسألة تهم الجميع في بريطانيا، سواء أحببنا ذلك أم لا".
ويعول رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون على دعم أوباما، لما للأخير من تأثير على الرأي العام البريطاني، فقد أظهرت استطلاعات الرأي أن شعبية أوباما داخل المملكة المتحدة ارتفعت من 53 في المائة وقت انتخابه عام 2008 إلى 65 في المائة خلال الفترة الحالية، كما أظهرت الاستطلاعات أن 76 في المائة من الشعب البريطاني لديه ثقة بأن الرئيس الأميركي يتخذ القرارات الصائبة تجاه القضايا العالمية.
وأظهرت آخر استطلاعات الرأي، أمس الأربعاء، أن الناخبين البريطانيين يميلون إلى المعسكر المؤيد لبقاء بريطانيا داخل الاتحاد الأوروبي، لكن الكثير من الناخبين لم يحسموا أمرهم بعد.