أعلن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما، الثلاثاء، أن "صحوة كبرى" في الولايات المتحدة قد تسمح بهزيمة دونالد ترامب في انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني، وذلك خلال حملة إلكترونية لجمع الأموال سمحت لنائبه السابق المرشح الديمقراطي إلى البيت الأبيض جو بايدن بجمع 11 مليون دولار.
وبفضل هذه الحملة التي ساهمت شعبية أوباما الكبيرة في صفوف الديمقراطيين في إنجاحها، تمكن بايدن من تحقيق هذا الرقم القياسي في جمع الأموال. وبعد أن بقي لفترة طويلة بعيداً عن الأضواء، أدلى أوباما بتصريحات عدة منذ وفاة جورج فلويد في 25 مايو/أيار، وما أثارته من حركة احتجاج تاريخية ضد عنف الشرطة ضد السود والعنصرية في الولايات المتحدة.
وقال أوباما: "لا أؤمن بأحد أكثر مما أؤمن بصديقي العظيم جو بايدن لتضميد جراح هذا البلد وإعادته إلى المسار الصحيح"، مشيراً إلى أن البيت الأبيض في عهد دونالد ترامب والجمهوريين والإعلام المحافظ ضرب "أسس ما نحن عليه".
وأضاف: "في عهد ترامب يقول أشخاص مثل (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين و(الزعيم الكوري الشمالي) كيم جونغ أون أو الرئيس الصيني شي (جين بينغ) "لسنا خاضعين لأي ضغوط ولا نحتاج للقيام بأي خطوة حيال المنشقين الذين سجناهم أو المجموعات الإثنية التي نمارس التمييز بحقها (...) لأن لا أحد سيحاسبنا". وتابع "لكن ما يجعلني أشعر بالتفاؤل هو الصحوة الكبرى التي نشهدها في البلاد، خصوصاً بين الشباب الذين لا يعلنون فحسب رفضهم لنهج حكومة ترامب الفوضوي وغير المنظم والخسيس"، بل "يشعرون برغبة قوية في رفع التحديات التي تواجهها البلاد منذ قرون".
وقال بايدن (77 عاماً) الذي سيتنافس مع ترامب في الانتخابات الرئاسية في 3 نوفمبر/تشرين الثاني: "بلدنا أفضل وأكثر ذكاء وسخاء مما يمكن لترامب أن يدرك".
دعم "جمهوري" لبايدن
في غضون ذلك، ذكرت مصادر مطلعة لوكالة "رويترز" للأنباء، أن العشرات من الجمهوريين من مسؤولي الأمن القومي الأميركي السابقين يعملون على تشكيل مجموعة ستقدم الدعم لبايدن، وذلك في إشارة أخرى إلى أن ترامب أبعد بعض الأعضاء في حزبه.
وقالت المصادر إن المجموعة ستؤيد بايدن علناً خلال الأسابيع المقبلة، ويخطط أعضاؤها لإطلاق حملة لصالح نائب الرئيس السابق. وأضافت المصادر أن الخطة تضم ما لا يقل عن 24 مسؤولاً خدموا تحت قيادة الرؤساء الجمهوريين السابقين رونالد ريغان وجورج بوش الأب وجورج بوش الابن، كما يجري الحديث مع عشرات آخرين للانضمام.
وأوضحت المصادر أن المجموعة ستدفع بأن استمرار ترامب أربعة أعوام أخرى في الرئاسة سيعرّض الأمن القومي للولايات المتحدة للخطر، وأنه ينبغي للجمهوريين أن ينظروا لبايدن على أنه خيار أفضل، على الرغم من الخلافات السياسية. وبحسب الأشخاص المعنيين الذين اشترطوا عدم الكشف عن هويتهم، يقود المبادرة جون بيلينغر الثالث وكين وينستاين، وكلاهما شغل مناصب عليا في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن. فقد عمل بيلينغر مستشاراً قانونياً لمجلس الأمن القومي ووزارة الخارجية، وكان وينستاين مستشاراً لبوش للأمن الداخلي، ومدير مكتب المدير السابق لمكتب التحقيقات الاتحادي روبرت مولر.
وقال أحد المشاركين في المجموعة بشرط عدم الإفصاح عن اسمه، إن "ترامب يقيم علاقات صداقة مع دكتاتوريين، إنه خطر حقيقي".
ومن الممكن أن يجري الإعلان عن المجموعة قبل عقد المؤتمر الوطني للحزب الديمقراطي في أغسطس/آب، الذي من المفترض أن يعلن رسمياً ترشيح بايدن لخوض سباق الرئاسة الأميركي المقبل ضد ترامب. إلا أن المصادر قالت إنه لم يجرِ بعد تحديد موعد للإعلان عن المجموعة.
وتظهر استطلاعات الرأي تفوقاً كبيراً لصالح بايدن أمام ترامب. وخلال الأسابيع الأخيرة أثار ترامب، الذي لم يواجه معارضة تذكر من أعضاء حزبه لترشحه لفترة ثانية، انتقادات حادة من العديد من القادة العسكريين المتقاعدين والأعضاء السابقين في إدارته. وجاء الانتقاد بسبب دعواته إلى ردّ عسكري على الاحتجاجات التي تشهدها المدن الأميركية على العنصرية، ووحشية الشرطة، وأسلوب تعامل إدارته مع أزمة وباء كورونا.