يقول الناشط أبو يمان الحلبي، لـ"العربي الجديد": "جرى توثيق ثلاثة وسبعين قتيلاً بالاسم الثلاثي، نتيجة قصف طائرات التحالف على قرية توخار التي يبلغ عدد سكانها نحو 1000 نسمة، معظمهم نازحون من أماكن القتال. بينما بلغ عدد الأشخاص الذين لم يجرِ التعرف على هوياتهم بسبب تحولهم إلى أشلاء نحو خمسين. وما زالت هناك بعض الجثث عالقة تحت الأنقاض، ولا يمكن إخراجها نظراً لعدم وجود الفرق المختصة والمعدات".
يضيف الحلبي: "معظم أهالي القرية تركوا منازلهم خوفاً من تكرار القصف، مصطحبين معهم جثث موتاهم الذين دفنوا في مقابر جماعية في مدينتي جرابلس والباب الخاضعتين لسيطرة داعش، شمال شرقي حلب، وبلدات وقرى أخرى قريبة". وأشار إلى دفن القتلى "من دون أكفان، أو أي مراسم تخوّفاً من استهداف الطائرات للتجمعات والمقابر".
يتابع الحلبي أنّ "معظم المصابين يعالجون في المنازل بسبب تخوف الأهالي من استهداف النقاط الطبية والمستشفيات من قبل طيران التحالف". يضيف: "هناك خشية من ازدياد مضاعفات الإصابات وتعفن الجراح، ممّا يهدد حياة الجرحى ويعرّضهم للوفاة، مع نقص الرعاية الطبية والأدوية".
ويلفت إلى أنّ المدنيين في مناطق سيطرة "داعش" ممنوعون من مغادرة ما يسميها التنظيم "أرض الخلافة": "من أراد الخروج فعليه أن يتنازل عن كلّ أملاكه لصالح التنظيم. كما يخشون في الوقت نفسه من التوجه إلى المناطق التي تسيطر عليها قوات سورية الديمقراطية، بسبب التضييق والاعتقال اللذين يمارسهما هذا الفصيل على الآتين من البلدات التي يسيطر عليها داعش".
من جهتهم، اتهم ناشطون "قوات سورية الديمقراطية" بإعطاء إحداثيات خاطئة لطائرات التحالف، في قرى وبلدات يسكنها مدنيون، الهدف منها تهجيرهم من أجل السيطرة على منازلهم وممتلكاتهم ومزارعهم. لكنّ "قوات سورية الديمقراطية" نفت، في بيان نشره "مجلس منبج العسكري" المنضوي في صفوفها، سقوط مدنيين في قرية توخار. وأشار البيان إلى أنّ المستهدفين في القرية كانوا عناصر من "داعش" جرى رصدهم وإرسال إحداثيات موقعهم إلى طائرات التحالف.
أما تنظيم "داعش" فقد ذكر، عبر وكالة "أعماق" الناطقة باسمه، أنّ أكثر من 160 قتيلاً من المدنيين، معظمهم من الأطفال والنساء، سقطوا نتيجة عدة غارات للتحالف استهدفت قرية توخار، شمال منبج، قبل فجر الثلاثاء. ولم يشر إلى وقوع قتلى أو جرحى في صفوفه جرّاء القصف.
بدوره، دان "الائتلاف الوطني لقوى الثورة السورية" و"الجيش السوري الحر"، ما سمياها "مجزرة القتل البشعة"، مطالبين قيادة التحالف بفتح تحقيق في القضية ومحاسبة الفاعلين.