وكان النظام السوري قد قصف، فجر 21 أغسطس/آب 2013، بلدات الغوطة الشرقية ومعضمية الشام (غرب دمشق) بالسلاح الكيماوي، فقتل 1722 مدنياً، معظمهم من النساء والأطفال، بحسب "مكتب توثيق ملفّ الكيماوي في سوريا".
أحد منظمي النشاط أوضح لـ"العربي الجديد" أنّه تضمّن "عرض مقاطع فيديو في الهواء الطلق في أماكن عامّة من بلدات ريف دمشق الجنوبي، إضافة إلى توزيع منشورات ورفع لافتات تتحدث عن مجزرة العصر". لكنّه فضّل عدم ذكر أسماء تلك البلدات لأسباب أمنية.
وكشف الناشط عن أنّ تفاعل الناس "المُحَاصَرين" في تلك البلدات "فاق التوقّعات: "إذ احتشد بين 300 و500 شخص في كلّ نشاط".
وأوضح أنّ الحملة نظّمها 20 شاباً من العاملين في الحقل المدني، شارحا أنّ "تجمّع ربيع ثورة هو هيئة مدنية تضم أغلب ناشطي مناطق جنوب دمشق، الذين يحاولون إعادة الثورة إلى مسارها وأهدافها ومبادئها".
بدأ التجمّع نشاطاته في ذكرى انطلاقة الثورة بداية العام 2014، فأصدر جريدة مطبوعة باسم "ربيع الثورة"، كما نظّم حملات سياسية وإعلامية، من ضمنها كتابة مناشير وتوزيعها وكتابة شعارات ثوريّة على جدران الشوارع.
بدورهم أطلق ناشطو معضمية الشام، البلدة التي طالتها المجزرة، حملة بعنوان "موت بلا دماء"، فلوّنوا بالأصفر الجدران التي هدّمها قصف قوات النظام، وكتبوا عليها عبارات مؤثّرة، منها: "الكيماوي سلاح الجبان، يوقف به أنفاس من يشاء، لكنّه لن يوقف إرادة الشعوب في الحياة".
كما بادر سكان الغوطة الشرقية، حيث حصد "الكيماوي" العدد الأكبر من ضحايا المجزرة، إلى إحياء ذكرى الشهداء بتظاهرات ونشاطات ستستمرّ لمدّة أسبوع، بالتزامن مع حملة على شبكات التواصل بعنوان: "استنشاق الموت".
وقالت الناطقة باسم الحملة سعاد خبية إنّ ما جرى "جريمة كبرى ضدّ الإنسانية يجب ألا تنساها البشرية في خضم المقتلة التي نعيشها، ولنعيد التذكير مراراً وتكراراً بأنّ المجرم الذي ارتكب تلك الجريمة لا يزال طليقاً وقد نجا بفعلته بمساعدة وغطاء دوليين".
وعزت تسمية الحملة بـ"استنشاق الموت" إلى أنّ النظام "لم يَدَع للسورين مجالاً للموت إلا واستخدمه، وكان آخره الهواء الذي استخدمه لقتلهم، ليجعل الموت سهلاً في سوريا، حتّى عن طريق التنفّس".
لا يمكن حصر النشاطات الإبداعية التي تعبّر عمّا جرى، ومنها تعليقات على صفحات التواصل الاجتماعي وعدد من الأفلام القصيرة التي حاول مخرجوها التعبير عن بشاعة ما حصل، كلٌّ على طريقته.