عودة الحياة لعفرين، ترافق مع نقص كبير في مقومات الحياة اليومية للسكان، وفي مقدمتها الخدمات الصحية.
الحاج شيروان حنيف وهو ستيني من قرية حج خليل شرق مدينة عفرين، مصاب بمرض السكري ويعاني من مضاعفاته على مستوى القدم والعينين، يقول لـ"العربي الجديد": قريتي تبعد عن عفرين قرابة 25 كلم، والمواصلات صعبة جدا، أنا بحاجة لمراجعة الطبيب في المدينة بشكل أسبوعي لتضميد قدمي".
ويضيف " كان هناك طبيبان في قريتنا غادراها عندما بدأت الحرب الأخيرة، والمستوصف في مدينة راجو القريبة منا، لم يعد يعمل بشكل كامل، وبالنسبة لعيوني أنا مضطر إمّا للذهاب إلى إدلب أو مدينة الباب، فالمختصون بالعيون غير متوفرين في كامل منطقة عفرين حالياً".
أما العشرينية إيفين مستكي من بلدة بعندلي شرق عفرين 20 كلم، والمقيمة فيها، فإنها تقضي أيامها الأخيرة في حملها الأول، تروي لـ "العربي الجديد" عن معاناتها بالنظر لغياب أي مشفى أو مركز صحي مؤهل في بلدتها.
وتقول "أنا في أيام حملي الأخيرة، ولا أدري متى أنجب، شعرت الأسبوع الماضي بحالة تشبه اقتراب الولادة، اضطر زوجي لنقلي ليلا من قريتنا إلى طبيب في مدينة عفرين".
وتضيف "في محيطنا شبه انعدام للكوادر الطبية، وبالذات التخصصية، ما اضطرنا لتأجير بيت في مدينة أعزاز إلى حين إنجابي، فهي صحياً أفضل من عفرين ومحيطها".
وليس الحال بالأفضل في مخيم دير بلوط جنوب عفرين (25 كلم)، حيث يقيم نازحو القلمون الشرقي ومهجرو أحياء جنوب دمشق، وتشكو سلمى العمر وهي أم لثلاثة أطفال، ومهجرة من مدينة جيرود في القلمون لـ "العربي الجديد" الحال الصحي السيئ في المخيم :" هنا لا يوجد أطباء، والنقطة الطبية الوحيدة يشرف عليها ممرضون، وتقوم بما يشبه الإسعافات الأولية فقط لا أقل ولا أكثر"، وتضيف "في ظل هذا الطقس الحار هنا، ومع سكننا في خيم لا تقِي بردا في الشتاء و لا حرّا في الصيف، فإن الوعكات الصحية لا تكاد تغادر أطفالي، وأجد نفسي مضطرة إلى مراجعة المراكز الطبية القريبة نسبيا في ريف إدلب".
ويقطن منطقة عفرين، مركزها وقراها، ما يزيد عن 100 ألف نسمة وفق تقديرات متابعين، في ظل غياب إحصائية دقيقة حتى الآن، وتسيطر عليها مجموعة من الفصائل المنضوية تحت اسم غصن الزيتون، والمدعومة بشكل مباشر من تركيا.